يشهد يوم 21 مارس من كل عام احتفالات بعيد الأم لدى كثير من الأسر اليمنية مواكبة للاحتفال بهذا العيد في مختلف أرجاء المعمورة. ولأن العيد مخصص للأم وحدها دون الأب كان لابد من معرفة شعور الأب تجاه عيد الأم ومدى تقبله ورؤيته لأطفاله عندما يحتفلون بعيد الأم دون الأب ومعرفة مساهمته ومساعدته لأولاده في هذه الاحتفائية. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) سعت من خلال هذا الاستطلاع للاقتراب من عالم مشاعر الأب المصاحبة لهذه المناسبة وآرائه في هذه الاحتفائية التي تخص أحد الوالدين دون الآخر. البداية كانت مع الصيدلاني أحمد الكينعي الذي قال: إن شعوري عندما أرى أبنائي يحتفون بعيد الأم شعور متناقض، فرحة باحتفاء أولادي بأمهم في هذا اليوم، وحزن من تغلغل الأفكار الغربية في المجتمع إلى هذه الدرجة لأن الاحتفاء بالأم يجب أن يكون بشكل دائم كما أفعل أنا وليس في يوم واحد طوال العام. من جهته يرى النجار أحمد السودي أن عيد الأم مجرد يوم رمزي وأن طاعة الأم وتنفيذ كل طلباتها ومعاودتها الدائمة هو أكبر احتفاء بها. ويقول السودي: نظراً لانشغالي الدائم في ورشة النجارة لا أتذكر متى يأتي عيد الأم لكنني متى ما وجدت فرصة للاحتفاء بها لا أتردد عن ذلك وسأشجع أطفالي عندما يكبرون بالاحتفاء بعيد الأم. أما مدرس مادة الرياضيات أحمد الآنسي فيؤكد أن عيد الأم الموافق 21 مارس من كل عام مناسبة كبيرة للاحتفاء بالأم وتكريمها على ما قامت وتقوم به تجاه أبنائها، منوهاً أن ذلك لا يعني ألا نقدرها ونحترمها بقية الأيام، بل يجب أن يكون احترامها على مدار العام. وقال الانسي: شخصياً أحتفي بأمي من خلال إعطائها هدية قيمة، وأشجع أبنائي على الاحتفاء بوالدتهم في مثل هذا اليوم. الحلاق ابراهيم علي يقول: شخصياً لا أعرف معنى عيد الأم لسبب بسيط هو أنني لا أعرف والدتي فقد توفيت منذ كان عمري لا يتجاوز العامين، ولو كانت أمي لا تزال عائشة لاحتفيت بها يومياً ولقدمت لها الغالي والنفيس في سبيل سعادتها. وأضاف: أنا أشجع أبنائي على الاحتفاء بأمهم ليس يوماً واحداً في العام فقط بل بشكل مستمر وأشعر بالسعادة لذلك. العم يحيى الحجي رئيس قسم التصوير الورقي بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استغرب من سؤالنا له عن طريقة احتفال أبنائه بعيد الأم قائلاً: ما هو عيد الأم؟ أنا لا أعرف عيد الأم.. وأولادي كذلك لا يعرفونه ولا يحتفلون به. وأضاف: عيد الأم مفهوم غربي يحتفي الغرب فيه بأمهاتهم في ذلك اليوم من كل عام وبعدها لا يسألون عنها بقية أيام العام.. وتدارك الحجي: الأم شيء عظيم وكبير ولا يحتاج لاحتفال، وأحتفل مع أطفالي باستمرار بالأم ولا يقتصر احتفالانا على يوم واحد فقط. وفي البقالة قال أبو أمجد: إن عيد الأم بدعة ابتدعها الغرب للاحتفاء بأمهاتهم لأنهم يتركونها طوال العام ولا يسألون عنها أو يزورونها إلا عندما يأتي عيد الأم، بل إن بعضهم لا يعير هذا العيد أهمية لأنه لا يهتم بأمر أمه. وقال صاحب البقالة أبو أمجد: لقد كرم ديننا الوالدين وخصوصاً الأم في محكم كتاب الله الحكيم وكذا في الأحاديث النبوية الشريفة عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل طاعة الوالدين بعد طاعة الله عز وجل وهذا أقوى تكريم. وأضاف: لا أشجع أولادي للاحتفال بعيد الأم لأنه بدعة وأقول لهم بأن الاحتفال بالأم يجب أن يكون يومياً من خلال طاعتها والبر بها. وعن ردة فعل أم الأولاد تجاه ذلك أوضح أبو أمجد أنها كانت تتحسس في البداية لكنها أدركت مع مرور الزمن أن ما أقوله هو ما يجب أن يكون. أما عبدالملك عبدالله حسين موظف بوزارة الصناعة والتجارة فيقول: أولادي يحتفلون بعيد الأم بطريقة جميلة حيث لا يقتصر على تقديم الهدايا أو الاحتفال بالأم فقط بل يشركوني معها، وهذا ما كنت أقوم به أثناء طفولتي. وعن مساعدته لأولاده في الاحتفاء بتلك المناسبة قال: أثناء طفولتي كنت أحرص على تقديم هدية عيد الأم كل عام وكنت أدخر المال طوال العام لأشتري به هدية مناسبة، لذا فإني أحاول مساعدة أبنائي ليتمكنوا من شراء الهدية التي يريدونها. أما سائق باص الأجرة في خط المطار حمود الأرحبي فيقول: أسمع الكثير من الركاب يتحدثون عن عيد الأم في ذلك اليوم ما يثير مشاعري تجاه والدتي فأذهب إليها على الفور وأزورها وأتفقد أحوالها بالرغم من أني أعاودها باستمرار، لكن ذلك اليوم تكون له مكانة خاصة. وأضاف: لا أخفي بأني أغار عندما يحتفل أبنائي بعيد الأم، وأتمنى لو كان هناك عيد للأب، فلماذا لا يكون ذلك؟ فيما بكل تحسر يرد صاحب المخبز هادي الوصابي عندما سألناه عن عيد الأم: وعيد الأب متى؟ يحتفلون بعيد الأم ويبجلونها وينسون الأب وكأنه لا يعمل أي شيء بالرغم من أن الأب يعمل ويكد طوال اليوم ليوفر لقمة العيش والحياة الكريمة لأسرته وفي الأخير يحتفلون بالأم فقط ويتجاهلون الأب. ويضيف: المفروض أن يحدد يوم يتم فيه الاحتفاء بالأب أو إشراكه على الأقل في عيد الأم ليصبح عيد الوالدين، وهذا ليس إجحافاً بتضحيات الأم، إنما محاولة لتحقيق قدر من المساواة معها. أخيراً يظل الإجماع على أن الاحتفال بالأم ليس في يوم واحد فقط، بل بشكل يومي من خلال البر بها وتحقيق السعادة التي ترجوها.. كما أن البعض يرى أن هذا الاحتفال ليس مقصوراً على الأم فقط، بل يشترك فيه الأب، فيما يرى آخرون أن عيد الأم بدعة ومفهوم غربي وأن الإسلام وضعها في أعلى مكان بعد الخالق عز وجل.