نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    المستشار سالم.. قائد عتيد قادم من زمن الجسارات    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤامرات خارجية تعمل على زعزعة النظام وتغذي الظواهر السلبية في اليمن
المغترب اليمني الشيخ د.محمد عبدالرب النظاري عضو هيئة إفتاء دبي

* الديمقراطية ثقافة أمة وأعز المصطلحات في نظر الأنبياء والمرسلين
* الخروج عن مستوى ظل الحاكم لايجوز وواجب الدولة محاربة التطرف بكافة أنواعه
الشيخ الدكتور/محمد عبدالرب النظاري عضو الهيئة العليا للافتاء بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، واحد من أبرز علماء المسلمين على المستوى العالمي، زار بلده الأم اليمن خلال الأسبوع الماضي.. صحيفة الجمهورية التقت الشيخ محمد على هامش الزيارة وأجرت معه اللقاء التالي:
سفك الدماء حرام
بدأ الشيخ الدكتور محمد عبدالرب النظاري الحديث حول الحادث الاجرامي الذي تعرضت له مدرسة 7يوليو للبنات بأمانة العاصمة وأسفر عن اصابة 13طالبة وخمسة جنود حيث أكد أن مثل هذه الأعمال تتنافى مع مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف الذي حرم قتل النفس البريئة وعظم من حرمة دم المسلم وجعلها أعظم من هدم الكعبة المشرفة حجراً حجراً، وقال: الحقيقة إن جميع البشر مؤمنون أن سفك الدماء حرام، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم[أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..] إن من فعل ذلك الحادث يعد خارجاً عن دائرة العقل والضمير والدين.
لأنه من غير المعقول أن يفاجأ الانسان بحادث في مدرسة أو حتى في الثكنات العسكرية، من جهة نظري استعمال المدرسة فيها نظر فكيف استعمالها في أحياء مدينة وأحياء مدرسة، الحقيقة أنه أمر في منتهى الخطورة مما يدل على أن هؤلاء الناس استولى عليهم الشيطان ولايمكن أن يكونوا بشراً تحت أي مبرر، فالناس يتشاجرون وهذا شيء طبيعي لكن مثل هذه الأعمال لايمكن أن تكون من أعمال البشر.
فالشريعة السماوية جاءت لحفظ الدماء، ولذلك الانسان بنيان الله فلايجوز هدمه بأي حال من الأحوال إلا بحق شرعي أي حد من حدود الله.. كما أمر سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
لذلك لايجوز للانسان أن يتصرف وفق هواه هذه مسائل تحكمها السلطات عندما تكون لابد منها كعلاج ضروري.. لكن أن يتصرف أي بشر في هدم بنيان الله هذا ممنوع منعاً باتاً ولذلك الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم قصة هابيل وقابيل وقتل أحدهما للآخر وكيف تمت دفن الجثة و...إلخ.
لذلك مثل هذه الأفعال لايمكن أن تأتي من عقلاء إلا إذا كانوا منتمين لعالم الشياطين، ناس بعيدين عن ذكر الله والدين لايمكن أن يكون لديهم دين ومستحيل أن يكون في أمة محمد يؤدي ويحافظ على الصلوات المفروضة ويقرأ القرآن ويحصل له هذا الارتداد إلا إذا كان هذا الشخص مستلباً لقوى شيطانية تتصرف به للاعتداء على البشر.
واجب الدولة محاربة التطرف
وحول كيفية التعامل مع مثل من يرتكبون مثل هذه الأعمال الاجرامية وواجب ودور المجتمع تجاههم قال: الدولة واجبها أولاً محاربة التطرف بكافة أنواعه لأننا بحاجة إلى خلق أطر تربوية بمعنى أنه إذا كانت هذه الظاهرة بدأت لايمكن أن تنتهي بيوم أو يومين أو اسبوع أو اسبوعين وإنما تنتهي من خلال اطر تربوية تقتضي ايجاد جيل يرفض هذه الأشياء أو يتغلب على عالم الآخر، إذا كان هذا العالم الآخر هو الذي يسيطر على النزوات والشهوات ولا أتصور أن أياً عمل شيطاني لايمكن أن يأتي من بشر يضرب مدنيين آمنين أياً كانوا وتحت أي مسمى.. لانبرر لأي انسان يقوم بمثل هذه التصرفات سوءاً كان في اليمن أم في أي بلد من العالم.
وأمام هذا الأمر خطير علينا أن نحاول مااستطعنا أن نوجد قنوات تربوية بمعنى أن ننشئ جيلاً بعيداً عن القوة وبعيداً عن أي نوع من أنواع القتل يمارس حياته وحريته بصورة مدنية متحضرة بعيداً عن التشنجات واستخدام السلاح من يملك القلم لايحتاج إلى عصا لذا ينبغي للأطر التربوية أن تحاول ما استطاعت أن تحمي نفسها وتحمي المجتمع من أية ظواهر خارجة عن الدين والنظام والقانون.
القانون الأول ذكر الله
وحتى نكون مجتمع خالي من مثل هذه الأعمال الاجرامية والارهابية قال الشيخ النظاري: دائماً أقول : إن القانون الأول هو ذكر الله سبحانه وتعالى، طريقنا إلى الكمال ليس إلا، ينبغي أن يعرف الجميع أن هناك تقصيراً في المفهوم التربوي والمفهوم الأدائي لتبن فكرة الاحسان.
الاحسان يصلح المجتمعات، والعدل يحافظ عليها، ومن المعلوم أنه لايجوز أن نكون خارجين عن مستوى ظل الحاكم الذي يريد أن يؤمننا لأن أمان الحاكم أمان لنا وأمان للدولة بصورة عامة هو أمان للوطن، فينبغي دائماً أن نبدأ في الطريق الصحيح قل كلمة الحق واكتب المقالة الهادئة والهادفة تكن مسئولاً عنها ستجد من يسمع إليك، أما أن تهرج بالكلام فهذا خطأ أو أن نستعمل أي نوع من أنواع العنف والتظاهرات الخطيرة أو استعمال الأسلحة فهذا في تصوري ليست ثقافة تنم عن دين لأن الدين معناه حكم القيم ونحن شعب ذو قيم أصيلة رحيم ودود شكور غفور هذه قيم يجب أن نبحث عنها بمفهوم الاداء التربوي وليس بالمفهوم السياسي.
فمفهوم الأداء التربوي إذا تربى عليه المجتمع بلاشك سيكون مجتمعاً متسامحاً متراحماً يغمره العدل والحكمة والصبر والرحمة فإذا لم تكن هذه المفاهيم في برامجنا التربوية، فإن المجتمع يضيع لابد أن نعرف أن هذا الدين بني على أساس اتقاء الشبهات والزهد وترك الانسان مالايعنيه، لست مسئولاً عن أن تفعل شيئاً وكأن هذه الأمة نائمة ليس لها رواد في مستوى الأداء الحكومي لمعالجة الظواهر إذا كانت ظاهرة سيئة، أما إذا أي شخص يقوم بعمل وكأنه بدلاً عن ولي الأمر فهذا أمر خطير.. ينبغي جميعاً أن نحد من مثل هذه الظواهر السيئة والحمدلله أن بلادنا قطعت شوطاً كبير في الحد من انتشار الأسلحة ونرجو من الله أن يكون فعل خير.
ونسأله أن يصلح الضمائر فإيقاظ واصلاح الضمير الانساني أمر مهم وفي غاية الأهمية، فبصحوة الضمير يمكن القضاء على كثير من المظاهر السلبية الخارجة عن مجتمعنا وديننا الاسلامي الذي جاء به رسول الله«صلى الله عليه وسلم».
الاقتصاد قضية سننية
وكون الشيخ الدكتور/محمد عبدالرب النظاري له اهتمام كبير في الشأن الاقتصادي حيث قام بتأليف وكتابة العديد من المقالات والبحوث الاقتصادية لذا طلبنا منه أن يقيم الوضع الاقتصادي وأسباب التراجع الكبير للاقتصاد العربي فقال: هذا الموضوع يرجع إلى قضية سنيه وليست بالمفهوم الاقتصادي العادي، لأن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أن يعطي المجتمعات الاسلامي بالاحسان بلاءً بالرزق والرخاء والاصطفاء ووأد الفقر ويعطي المجتمعات التي لم تؤمن بالآخرة جزاءها على أعمالها، الله سبحانه وتعالى يعطي كل عمل جزائه هنا القضية سنيه وهناك قوائم مشتركة بين جميع البشر لكن قضية الانتماء إلى الروح وهي أهم نقطة نحن ندعي أننا أهل اسلام ينبغي أن نكون أهل اسلام واحسان فعملية النماء والاقتداء ينبغي أن يكون مبناها الاحسان، والاحسان أن ترحم الفقير وتشعر أنك لست ضد أحد.
اختراق خارجي
لذلك نحن نقول : إننا اخترقنا خارجياً وصرنا ندفع من مقدرات أمتنا 70% للدولار و30% للعملات الأخرى، هذا يعني أن ثمة استعماراً اقتصادياً وهذا لاتحله جماعات أو أفراد وإنما تحله الدولة فيما بينها كالتحالف الاقليمي أو العربي لكي تكون قوياً تعيش وسط أقوياء فإذا كنت قوياً وسط أقوياء فأنت بخير، أما قوي من غير أقوياء أنت ضعيف قطعاً.
مقايضة حقيقية
ينبغي أن توجد مقايضة حقيقة ونبدأ من فكرة الاقتصاد الداخلي أما أن تعتمد على الآخرين فلايمكن أن نوجد اقتصاد متطوراً.. مشكلة اليوم أن كثيراً من الدول العربية رفعت شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع لكنها شعارات لم تطبق.
سد الثغرات
فالاقتصاد الموجه ليس حكراً على أي أحد في الدنيا.. الاقتصاد قضية اسلامية انسانية واعية تعني أننا يجب أن ننقل المجتمع إلى فكرة سد الثغرات.
الظواهر السلبية تغذي العدو
وأضاف الشيخ عضو هيئة كبار الافتاء بدبي: مايحدث في اليمن من ظواهر وأعمال سلبية ومحاولة البعض ايجاد النعرات الطائفية والفئوية والأعراف القبيلية مثل هذه الأشياء والأعمال تغذي العدو فيسمع بها فيأتي لتغذيتها ويعمل على زعزعة النظام لسبب أو لآخر، ولسنا هنا بصدد الاتهام لأحد أو لآخر، لكننا نقول إن ثمة مؤامرات على اليمن تعمل على ايجاد الاحتقانات لإثارة النعرات داخل الدولة والمجتمع.
الديمقراطية ثقافة أمة
ويعتبر الدكتور/النظاري مفهوم الديمقراطية بأنها من أعز المصطلحات في نظر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وقال: متى توجد آليات لتنفيذ مايسمى بالديمقراطية، الديمقراطية في مفهومنا أنها القيم الثابتة التي كان سقراط ينادي بها أمام السفطائية.
لم نستطع أن نوطن لمفهوم الديمقراطية كثقافة أمة وإنما حعلناها كمصطلح غريب مع أنها تعتبر أعز المصطلحات في نظر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفي نظر الفلاسفة الذين هم يلون الانبياء كسقراط وغيره.
وقفة أكاديمية
ينبغي لنا أن نحاول ما استطعنا لايجاد وقفة أكاديمية فحصية لكل مصطلح تدرس مدى عمقه في الماضي ومدى أثره في المستقبل ومدى ادائه في هذه الحالة وماهي آليته للتنفيذ وأتصور أن كل مانقوله من الآليات والأفكار فعندما نقول :إن لدينا في كل وزارة ألفاً أو خمس مائة ملف نظيف وعندنا أكثر من عشرين وزارة هنا سنجد مجموعة كبيرة من الناس هم خيار المجتمع تم انتقاؤهم وفق الخبرات لهم القدرة في تسيير المجتمع.. نحن بحاجة لمثل هذه الأعمال أن نقوم بها حتى نستطيع أن نتطور ونتقدم ونحارب الفقر والجهل والمرض.
نحن بحاجة إلى العودة إلى أنفسنا فالفرد يرى حجمه في المجتمع ومايمثله في الأمور المهمة.. كيف تشارك في الحل الاقتصادي أوالاجتماعي أوالتربوي فالرسل عليهم الصلاة والسلام لم يأتوا لاثبات وجود الله ولكنهم جاءوا ليحققوا الاحسان الروحي ثم التربوي ثم الفكري ثم الاحسان الاداري.. والرسول عليه الصلاة والسلام ماولى أحداً سلطة إلا كان رجلاً محسناً يرى نفسه أنه قادر على القيام بواجبه تجاه الأمة.
نصرة الحاكم من العلماء
وقال حول الدور الواجب على العلماء والخطباء والمرشدين تجاه قضايا المجتمع: العالم ينبغي له نصرة الحاكم في تذكيره بالله ونصرة المجتمع بترك الارهاب والاحتقانات، وايجاد القواسم المشتركة.
ينبغي أن نوطن دائماً لايجاد ثروة مستدامة وينبغي أن يكون الفكر الديني قائماً على هذا الأساس وخطابه واع إلى هذا المستوى.. لابد أن يوعي الرواد ليس العالم الديني فقط بل رواد مختلف المجالات كل يؤدي دوره ويكون كل واحد مسئولاً عن مجاله ينبغي أن يوجه في المجتمع النخبة الكاملة المؤلفة من مجموع روافد الفكر في المجتمع فيها العالم الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والأدب والثقافة الاسلامية هذه كلها ثقافة اسلامية وهذا ماأمر به الدين الاسلامي.
أخطاء تربوية
وأضاف الشيخ/محمد عبدالرب دعني أقول :إننا في تعاملنا مع التربية لدينا مفاهيم خاطئة مثلاً تقسيم المنهج إلى علمي وأدبي جزء من أخطائنا الكبيرة، فمن وجدناه متفوقاً قلنا له اذهب إلى القسم العلمي وفي النهاية وجدناه إذا هو مهندس لم يفقه في الدين ولا في المجتمع إذاً ينبغي لنا اعادة النظر في هذه المفاهيم.
فإذا تم تطبيق وتنفيذ مثل هذه الأشياء بلاشك سنجد جهازاً تربوياً قوياً متمكناً قادراً على تنفيذ وفهم المفهوم التربوي كماهو.. العملية تتطلب ايجاد فلسفة كاملة للمفهوم التربوي إذا أردنا أن نقضي على الارهاب والدمار الاقتصادي الذي تعيشه وإذا أردنا أن نكون أقوياء ينبغي أن نضع خططاً وأطراً بحيث إننا نتقوى بجميع اخواننا العرب والمسلمين.
وندخل في شراكة حقيقية، فالشراكة العالمية لن تتحقق إلا بالأقوياء، لن نر شراكة بين قوي وضعيف.. ينبغي أن نغير كل مالدينا وفق مفهوم فلسفي كامل بحيث نقول للناس قفوا هذا خطأ.. نحن بحاجة إلى اعادة النظر حتى نستطيع الوصول إلى ماوصل إليه من سبقونا وحققوا نجاحاً وتقدماً في هذا المجال.
التغيير ضرورة
التغيير في العملية التعليمية أصبح ضرورة لابد منها فمثلاً قد يلتحق بالتعليم مليون طالب ويخرج خمسمائة ألف هنا نحن خسرانين، وأيضاً تقييم المخرجات مهم جداً كيف هي.. كذلك المناهج عندما يتطلب تغييرها من المفترض تغييرها ولكن للأفضل فالمنهج الذي يستمر سبع سنوات لاخير فيه.
نحن بحاجة إلى أن نختزل هذه العملية، فهذا الطفل الذي يظل خمسة وعشرين سنة عالة على الأمة بدون انتاج خلال مراحل دراسته.. والمجتمع اليمني أكثر الناس تولداً فمتى هؤلاء الذين يعيشون اليوم وسينتجون بعد خمس وعشرين سنة.
بعض المجتمعات العربية مثلاً السوريون الطفل الصغير تجده يسير مع أبيه وهو ذاهب إلى العمل من أول يوم وبعد سنتين أو ثلاث نجده داخل معمل يشتغل وينتج.
تجارب غربية
وفي المجتمعات الغربية أو الأجنبية نجد مثلاً الصينيين الطفل الذي يتعلم تجد سكنه بمقابل معمل يتعلم فيه كيف يكون منتجاً، لكن نحن نتعلم وليس لنا علاقة بالانتاج.. نتعلم من أجل أن نحصل على الشهادة والوظيفة.. قد يكون لدينا مدخلات ولكن لايوجد مخرجات منتجة.
غياب الموائمة
ينبغي أن توجد موائمة بين المفهوم العلمي العالمي والمفهوم الأدائي المحلي والاقليمي وماهو الهدف من التعليم.. فتأهيل المدرس وارتباط خريجي الجامعات بجامعاتهم ضرورة لابد منها على أساس أن المدرس هو الأب الباني للمجتمع وهو كاد أن يكون رسولاً ولكن في الوضع الحالي تكاد تكون رسالته مفقودة.
أهمية الوحدة ونبذ الفرقة
وأكد الشيخ النظاري أن الشريعة الاسلامية تدعو وتحث على أهمية الوحدة وتنبذ الفرقة والانقسام، لهذا يقول لمن يدعو إلى الانقسامات ويعمل على ايجاد الاحتقانات والفوضى.. الحقيقة أنه في الدين الاسلامي لايجوز وجود أكثر من دولة هذا لو أردنا الدين، وكان من المفروض في مجتمعنا الاسلامي أن توجد ولايات متحدة اسلامية، وتكون اليمن قطراً من أقطارها كما كانت في عصر الجاهلية والاسلام.
فلايجوز التمزيق أو الدعوة إلى الانقسام أو الانفصال عن الوحدة، وأي انسان يريد خلاف ذلك فهو بمثابة عدو لهذا الدين، فلاتكون أمة اسلامية حتى تكون غاية واحدة وهدفاً واحداً وأمتنا لها هدف واحد وهو اخراج الناس من الظلمات إلى النور، هذا الهدف ينبغي أن يكون نصب أعيننا أولاً ثم بعد ذلك كيف نعيش في حياتنا اليومية اقتصادياً واجتماعياً و...إلخ.
بعد ذلك كيف نغذي الجزء الناقص فينا سواءً كان في جيراننا أم في أي مكان في العالم، نحن كنا في يوم من الأيام نحكم إلى الحبشة إلى عمان أين ذهبت هذه الأشياء.. وكما هو معروف ويذكره التاريخ أن اليمنيين هم أصل العرب وانتشروا في مختلف أنحاء العالم، فاليمن هو الأب لكل العرب ينبغي أن تعود هذه الأبوة وتعيش قوي بين الأقوياء وليس بين الضعفاء.
نحن بحاجة إلى من يقول نلتحم ونتحد وليس لمن يقول نذهب ونتفرق يجب أن نرفض مبدأ التشرذم، وكل أشكال الاحتقانات الداخلية، ولايمنع وجود الحرية ولايمنع ايجاد أطر محلية وبهذا تكون لدينا قوة محلية وقوة في المفهوم الاقليمي والعكس صحيح والوحدة قوة والدين الاسلامي يؤكد أن الناس جميعاً وحدة واحدة[إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعيدون..] ينبغي أن يدعو الجميع إلى الوحدة والشعور بالولاء العام.. ويكون الجميع لهم هدف واحد ولايجوز التنكر أو الانقسام.
لنعمل لليمن كيمن
وطالب الشيخ/النظاري جميع فئات المجتمع وخاصة الاحزاب والمنظمات بأن يعمل الجميع لما فيه خدمة المجتمع وقال: أنا دائماً أقول يجب أن نخلص لليمن أن غير ذلك فهذا يعني تناطح وخلق احتقانات و....إلخ.
ينبغي على كل من له موهبة أن يستخدمها لمافيه مصلحة الأمة وهو مسئول عنها والمصلحة العامة أهم من جميع المصالح الشخصية أوالفئوية أوالطائفية.
وإذا كانت الأمة تريد أن تكون متمحورة حول موضوع معين ينبغي أن نقول حزب الصناعة حزب الزراعة.. إلخ وبالمعنى العام الاداء الوطني ولو تم عمل هذا بلاشك سيعود بالنفع والخير للوطن عموماً.
هذه أمور يجب أن نعمل بها قبل كل شيء وبهذا نبني مجتمع قوياً وفاعلاً.. أما إذا كان الهدف أوالعمل غير ذلك.. فلايمكن أن توجد الآلية المحركة للمجتمع بأي مفهوم حزبي وتحت أي مسمى.
أسباب هجرة العقول
وسألنا الشيخ الدكتور/محمد عبدالرب النظاري حول أسباب هجرة كثير من العقول والمواهب اليمنية إلى الخارج والذي يعتبر الشيخ محمد أحمد اليمنيين المهاجرين خارج البلاد فقال: وجود الآلية التي تحض العقول لاتأتي سريعاً، فإذا أردت أن تبني بيتاً تحتاج مدة زمنية، الناس بحاجة إلى أن يطرحوا آليات ثقافية توجد الدرس الاستقرائي النظري للخطط المستقبلية ثم بعد ذلك تستوعب .. الناس بحاجة إلى تقديم أطر البحث في مختلف المجالات الأساسية حتى يستطيع كل واحد أن يسلك الطريق أوالمجال الذي هو قادر على الخوض والعمل فيه وإذا وجد ذلك بلاشك لايفكر أحد أن يذهب ويهاجر خارج البلاد.
ووضع الخطط السنوية والخمسية أمر مهم وجيد من أجل استيعاب الاعمال والمواهب والشيء الجميل والجيد أنه في البلدان الأخرى هناك الكثير يريدون أن يخدمون اليمن بل يرون أنفسهم أنهم يمنين وهذه ظاهرة وحقيقة نجدها في أكثر من بلد وكل واحد يعتبر نفسه جندي لبلده وهذا هو الاساس الذي يؤكد أننا جميعاً نشعر بأن الهدف واحد.
نحاسب أنفسنا أولاً
وأختتم الشيخ محمد حديثه حول مشكلة الرسوم المسيئة للرسول«صلى الله عليه وسلم» الذي نشرتها بعض الصحف الدنماركية والاجراءات وردود الأفعال فقال: نقول لجميع الاخوة الذين أسفوا واستنكرو ماحدث من الدنمارك من اساءة لرسولنا «صلى الله عليه وسلم» نقول لهم لماذا لا نتأسف ونستنكر مايصدر منا نحن نحو ديننا فالجهل بالدين كثر فينا وانتشرت المفاهيم الناقصة للدين كلها تغذي ولاتراقب برقابة تربوية.. ينبغي علينا اعادة النظر لأن كثير منا يحتاج إلى تأديب بهذا الدين ماهو هذا الدين النصيحة أوجهها للمسئول قبل المواطن ان نلتفت إلى هذا الدين، ويكون المسئول منتبهاً لما يأمر به الدين، عندنا مشكلة أوسع مثل هذه المشكلة فعندما نأمر الناس بالمقاطعة يجب أن ننظر إلى ماذا يوجد في الداخل وماذا نعمل وننتج.. مطلوب أن نفهم ونلتفت لما يعتمل في الداخل ونفهم ديننا ونفهم نبينا، وهي قضية في غاية الأهمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.