إن البحث عن مشاكل الشباب وإبرازها وتحليلها وإخراجها وبلورتها في قالب صحفي من ضمن الأعمال المضنية التي تحتاج إلى بحث ومتابعة.. وبالتالي، تتطلب بأن تمتلك الأدوات والإمكانيات التي تسهل هذا العمل. وفي اليمن، تنعم الاتحادات والمنظمات الشبابية بدعومات سخية، وتعتمد لها ميزانيات هائلة، غير أنها لا تقوم بدورها الحقيقي، سوى سعيها لتهويل نفسها، والمبالغة في سرد إنجازات وهمية.. فمثلاً، اتحاد شباب اليمن صاحب الإمكانيات الضخمة يضع من ضمن استراتيجياته توعية الشباب في أنهم بناة الغد، وليسوا حملة للسلاح وأداة للعنف والتطرف، وكذا مساندتهم في البحث عن غدٍ أفضل. ولكن من يمتلك القدرة على توعية الشباب تجاه تلك المعاني، أليست الصحافة كفيلة بهذا الشيء؟. لذلك اتحاد شباب اليمن وكافة المنظمات الشبابية كفيلة بالتنسيق مع الصفحات الشبابية في الصحف الرسمية والحزبية والأهلية، ودعمها بالمعلومات والحقائق والإحصائيات وبكافة الإمكانيات المتاحة، حتى تروج لمثل هذه القيم الهامة في أوساط الشباب، سعياً منها في إيجاد آلية هامة في إبراز إشكاليات الشباب وعرضها للواقع دون مبالغة. اتحاد شباب اليمن كان الأجدر به أن يضع من ضمن استراتيجياته ضرورة التعاون مع الإعلام الشبابي، حتى تكون العملية مشتركة، لأن الاتحاد يقع على عاتقه توضيح مشاكل الشباب وعرضها على الجهات المعنية لإيجاد البدائل والحلول المناسبة، بدلاً من إقامة الرحلات والندوات والسفريات والحفلات التي تلتهم مقدرات الإتحاد دون فائدة. وإن لم تمتلك تلك الإتحادات القدرة على صوغ عمل صحفي وبلورة أفكار صحفية للمناداة بحقوق الشباب، فهناك من سيتكفل بهذه المهمة.. باعتقادي أن محررو صفحات الشباب في الصحافة اليمنية بإمكانهم أن يتكفلوا بهذا وأكثر إذا ما أتيحت لهم الإمكانيات. فلطالما قدم هؤلاء أكثر من مجهود حقيقي، وأثبتوا مقدرتهم على مجاراة العمل الصحفي وخصوصاً في المجال الشبابي.