للعيد فرحة ونكهة خاصة وذكريات لا تنسى فالاستعداد لاستقبال العيد والاحتفال به يسبق العيد بفترة وجيزة حيث يبدأ الرجال والأطفال بصبغ رؤوسهم بالحناء وتبدأ النساء بالتفنن في وضع نقشات الحناء التي تسلب الناظر. التنصير وفي ليلة العيد يتجمع الشباب والأطفال في أعالي الجبال والمرتفعات المجاورة لقراهم ويقومون بتجميع الحطب من شجر العلب والعنتور لما يتميز به من سرعة احتراق والبقاء فترة اشتعال أطول وذلك بعد أن يوقدوا النار تعبيراً وابتهاجاً بقدوم العيد . وعند الصباح الباكر يتوجه رجال القرية مصطحبين معهم الأطفال إلى مصلى العيد الذي يتوسط عدداً من القرى من أجل تبسيط المسافة والحرص على الالتقاء بعدد أكبر من المصلين من القرى الأخرى من أجل تبادل التهاني معهم عقب انتهائهم من أداء شعائر صلاة العيد. أكلة الشجور ولصباح العيد أيضا في قدس عادة لا تنسى فالجميع يكون في انتظار وجبة شهية إلا وهي أكلة “الشجور“ ذات المذاق المميز والطعم الحلو , والتي يتم إعدادها من الدخن والحليب مرشوشة بالعسل والسمن البلدي. المرفع..والطاسة! ومع ساعات صباح العيد الأولى يقوم خادم المنطقة بالتنقل والطواف داخل القرى من دار إلى دار حاملا معه المرفع ( الطبل ) مهنئاً أهل القرية بطريقته الخاصة بقدوم العيد والذين بدورهم يقومون بإعطائه ما تيسر لديهم من طعام وكساء ومال . والمبهج عند مرور الخادم في أزقة القرية ومخالفها أن الأطفال يتقاطرون خلف أصوات مرفعه الصادحة مرددين بعض العبارات والتي أشهرها (( العيد أجانا ما هبلوا ..هبلوا دجاجة تلعبله)) : مساء العيد..ورقصة الزبيري أما مساء العيد فله إيقاعاته الخاصة، حيث يبدأ الناس بالتجمع عقب صلاة العصر أمام ديوان القرية المكان الذي يجتمع فيه الناس لحل مشاكلهم وتدارس أمورهم ويصاحب قدومهم إيقاعات أصوات المرفع والطاسات التي تتعالى ابتهاجا بقدوم شباب القرى المجاورة بعدها يبدأ المجتمعون بتشكيل مجاميع مصغرة للرقص والشرح حتى ساعات الليل الأولى وأهم ما اشتهرت به قدس رقصة الزبيري نسبة إلى أحدى قرى قدس والتي تميز أبناء قدس عن من سواهم . سلطان عبد الحميد