أتشقى سيدي ومولاي هذه العلامات الملبية لك بتلك العلامات؟ أم تشقى هذه الآيات المهتدية إليك بتلك الآيات؟ أم تشقى سيدي ومولاي هذه الصفات المستغنية بتلك الصفات؟ أم تشقى سيدي ومولاي هذه الذات الفانية بتلك الذات؟ أنى تشقى سيدي؟ وكيف تشقى؟! وقد توجهت لمقابلاتك من جميع طرقاتك، وأصغت إلى مخاطباتك بألسنة علاماتك، وانقادت إلى طاعاتك بأزمة آياتك، واستغنت بصفاتك عن جميع برياتك، وولهت بذاتك من جميع جهاتك. فبأي طريق سيدي ومولاي من هذه الطرق تشقى، ولأي بلاء في السفر إلى مقابلاتك تلقى، وأي ذنوب من الكبائر والصغائر عليها تبقى، بعد إذ ألقت نفسها على هذه الأبواب الكريمة فيمن ألقى. إن لم تغرق ذنوبها سيدي ومولاي في بحار علم علاماتك، فجدير بأن تغرق في بحار حكم آياتك. وإن لم تغرق في بحار حكم آياتك، فجدير بأن تغرق في بحار كرم صفاتك. وإن لم تغرق في بحار كرم صفاتك، فجدير بأن تغرق في بحار عظمة ذاتك.. وهنالك تغرق ذنوب الأمم المنيبة إلى أبواب الكرم، من الكبائر واللمم، وإن كانت بعدد حروف القلم، الجاري في لوح القدم، من كل ما مشى به القدم، وبطش البنان وظلم، ونثر اللسان ونظم، وزاغ البصر وكلم، ووعي السمع وكتم، ونوى الباطل وجثم، ونكح الفرج وهمم، ولمس البدن وألم، وذاق الحنك وطعم، وارتاح الأنف وشمم. ذلك من عبادك [الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين]. اللهم فإنا فعلنا من الفواحش مافعلوا، وظلمنا أنفسنا كما ظلموا، وذكرنا جودك وكرمك كما ذكروا، واستغفرنا لذنوبنا كما استغفروا، فأدخلنا من المغفرة والجنة فيما دخلوا، وأوصلنا من النعيم المقيم إلى ما وصلوا، إنك جواد كريم. دعاء وثناء وتسبيح اللهم بدوام ضياء صباح سناء سماء أنوار حجب ذاتك، ولألآء بهاء سبحات جمال وجه عوارف لطائف جود كرم صفاتك، وجلال كمال جبروت شرف سلطانك، وشروق شموس سواطع غرر برهانك، من أفق سواد فؤاد فلك إنسانك، وقريب عجيب غريب خفي سر شأنك، المحيط بملكوت عوالم دهرك وزمانك. تسبيح وتقديس، وتوحيد وتمجيد، وتكريم وتعظيم، وتنزيه وتأليه، بجميع تسبيح المسبحين، وتقديس المقدسين، وتوحيد الموحدين، وتمجيد الممجدين، وتكريم المكرمين، وتعظيم المعظمين، وتنزيه المنزهين، وتأليه المؤلهين، على اختلاف لغات الناطقين، وتغاير صفات المخلوقين، من العالين والدانين، والأولين والآخرين، أبد الآبدين، ودهر الداهرين. يطول بطولك، ويتعلق بقوتك وحولك، ويتأبد بأبديتك، ويسترمد بسرمديتك، ويدوم بديموميتك، ويقوم بقيوميتك، ويبقى ببقائك ويلتوي بلوائك، ويستقر على هوائك، ويغرق في بهائك. ينتشر ولا ينطوي، ويستقيم ولا يلتوي، ويتواتر ولا ينقضي، ويشرق في الملكوت ويضيء. يقبل بوجهه الشافعة عليك، وينظر بأبصاره الشاخصة إليك، ويتضرع بأكفه الواسعة لديك، ويسجد بآلاته الخاضعة بين يديك. فتنظر إليه فيهب سعودا، وتقبل عليه فينعم وجودا، وتتجلى له فيبرق شهودا، وتكلمه فيرعد بشائر ووعودا، وتبارك فيه فيمطر نعماً وجودا. فتتعافى به الأجسام الوصيبة، وتخصب به النفوس الجديبة، وتستبشر به القلوب الكئيبة، وتهتدي به العقول القريبة، وتأنس به الأرواح الغريبة.