يعتبر العزل من أبرز الحيل الدفاعية.. والعزل هي حيلة لاشعورية يتم بها فصل الأفكار والدوافع والمعتقدات في مقصورات مستقلة ومنعزلة عن بعضها البعض تفادياً لما قد يسببه إلتقاؤها وجهاً لوجه من صراع وقلق. وبحيلة العزل يتفادى كثير من الناس مايقوم بين تصرفاتهم الخلقية في مجالات الحياة المختلفة من تناقض فقد يكون الرجل صادقاً في بيته وكاذياً في عمله والعكس، أو يؤدي العبادات ويحافظ عليها بينما يتسم سلوكه في تجارته بالغش والخداع فيما ينهي عنه الدين.. وانه ليعمى عن رؤية مايوسم به سلوكه في هذه المواقف المختلفة من تناقض بل انه يرفض الاعتراف بهذا التناقض أو يقوم على تبريره بشكل خاطىء.. وكثيراً مايعزل الطفل رغباته وتصرفاته في المدرسة حيال أترابه ومدرسيه عن رغباته وتصرفاته في البيت مع إخوته وأبويه - لذا فإن العزل حيلة دفاعية شبيهة بحيلة الكتب في أن كليهما خداع للذات غير أن حيلة العزل تختلف عن حيلة الكتب في أن الفرد يشعر ويفطن إلى وجود الطرفين المتصارعين لكنه لايدرك مابينهما من تناقض. وكذلك أيضاً يعتبر التعويض الزائد من الحيل الدفاعية والتي تحتل المرتبة السابقة وحيلة التعويض الزائد هي مهاجمة النقص بعنف بمايؤدي إلى تضخم مظاهر التعويض. ولحيلة التعويض الزائد صوراً كثيرة منحرفة منها على سبيل المثال ان يقوم الفرد بإصطناع ضروباً من السلوك المتكلف أو السخيف طمعاً في جلب انتباه الآخرين والتباهي والتفاخر بأعمال عظيمة.. وأيضاً يعتبر التكوين العكسي من الحيل الدفاعية والتي تحتل المرتبة الثامنة وتعرف حيلة التكوين العكسي بأنها إصطناع سلوك أو إتجاه يناقض ويموه على مالدى الفرد من أفكار أو رغبات محظورة أو مكروهة كاصطناع الفرد مظهر الشجاعة وهو خائف في أعماق نفسه.. ويجب التمييز بين التكوين العكسي والتصنع المقصود ففي التصنع يكون الفرد شاعراً بالميل المحظور ويرغب عامداً في إخفائه، أما التكوين العكسي فهو عملية أو سلوك لاشعوري ينجم عن دوافع محظورة مكبوتة أي لايفطن الفرد إلى وجودها، بل ينكرها بشدة وهنا يتجلى خداع الذات.