{ .. فلسطين .. إنها جرح عظيم بلغ نزيفه عمراً طويلاً في جسد العروبة ، وهل ياترى إلى مردها من سبيل ؟! كلنا يجب أن نجزع لمصابها ، كلنا مسؤولون عن وضعها المأساوي الذي تعيشه ، وهل كلنا سنقوم بتحريرها وإطلاق سراحها فيما هي عليه وفيه ؟ ولاحقاً ستعيش بغداد وضعاً سيئاً مأساوياً في صورة الأسيرة التالية في قفص الاحتلال الأمريكي الثاني ، ولن يكتفي العدو حتى تصبح العراق خاوية على عروشها كالقدس. وثقتي بأن الأمة العربية لازالت تغط في نوم عميق ولن تفيق إلا بالاعتصام القوي بحبل الله لتحرير الأراضي العربية من أي احتلال عدواني يستهدف سلامتنا وكرامتنا العربية جميعاً.. ما يعني أن ثمار الاحتلال الصهيوني والأمريكي لدولتين عربيتين الشائكة أينعت حتى في أنفسنا جميعاً نحن الكافرين بها ! والمتحسرين على نضوجها.. كما أن أجواء العيش في فلسطين مهددة بالدمار والخراب للمملوكات وأصحابها ، إلى جانب القلق والفزغ والخوف الذي يعانيه كل من يقضون أعمالهم اليومية. تشعر وكأنهم في ساحة معركة قديمة لازالت الدماء فيها تسفك وتباح.. وفلسطين ليست دولة مخيفة ، ولكنها دولة خائفة بجدارة ، الاحتلال الصهيوني ولجوؤه إلى هدم المنازل السكنية والممتلكات الشخصية وتدميرها على أصحابها وبشكل يومي ، يشير إلى نوايا سيئة واعتباطية عدوانية لدى مقترفي مثل هذه الحوادث.. - ليس هناك عنف لوجه العنف وإنما يتطلب الأمر اعتصاماً عربياً موحداً ، متحدآً بكافة الأهداف والوسائل التي تؤدي إلى تحرر دولة فلسطين ، وذلك حسبما تستدعيه فداحة الوضع الذي لايزال يعيشه الفلسطينيون حتى اللحظة الراهنة.. وبمنأى عن هذا السياق وهذه الغاية تبقى مواجهة الدول العربية ضد العدوان الخارجي جناية ، والمطالبة بالحقوق التي تنهك وتهتك في الأراضي العربية ، مؤامرات إرهابية.. ولا تحتاج لفرط إمعان كي تقف على الفصام الجلي بين حجم الاعتصام العربي لتحرير فلسطين على الخارطة ومدى الانجاز على الأرض.. في الحقيقة يسعى كثيرون من أبناء أمتنا العربية لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي ، ولكن للأسف يبقى مؤشر النصر مصلوباً عند خط البدء.. ويغدو الأمر بمثابة «عرقلة عربية» لتحرير فلسطين.. دعونا من سجلات عقيمة كتلك ، إن فلسطين هي الكوكب الذي تحول إلى قرية ، وهي العروسة التي زفت إلى مقبرة الغزاة.. ولقد بات شائعاً اليوم أن الاحتلال الصهيوني في شكله الراهن يحقن القدس بأسوأ ما في الحروب ويسلبها أجمل ما فيها.. وإن حضارة بيت المقدس جملة قصيرة سرعان ما يحفظها القارئ وسرعان ما تستلذّ بمجدها العربي المقدس الضمائر أيضاً.. أصر على أن الاعتصام العربي ينبغي أن لا يكون متفرقاً بين الدول العربية وإلاّ فإن نتيجة الحفاظ على المجد العربي ستكون عرجاء ، لقد دمر الاحتلال السكان والمساكن معاً.. ولاريب أن كافة شعوب العالم تعمل بغية إقامة العدل والسلام الدوليين وتلتزم بتطبيق كافة اللوائح والإعلانات والقوانين الصادرة عن الأممالمتحدة ، ولكن حق الدفاع عن أرض وشعب فلسطين يذكر أحياناً ، وينسى أحايين أخرى.