خرجوا بغتة واختفوا كيف ولّوا ولم يتركوا مايدل على نجمهم؟! كيف لم يبسطوا في الخرائط آثارهم وخطاهم؟! كيف لم يسمحوا ذات يومٍ لبوصلة أن تبوح بوجهتهم أن تقول لنا أينهم؟! لم تظلل أبداً يومهم بالسحاب كيف أنهمو لم تنخ قط في أيما طللية عيسهم لم نر البهم، سرب القطا، بعر أرآمهم، ورسومهمو الدارسات أثافيهم والذئاب ثم كانوا على عجلٍ أيقنوا أننا لانليق بأي وداعٍ فساروا بعيسهمو في الضباب أيقنوا أن هذا الوداع حصى في العيون مفاوز تنأى وتعوي وتغمد عميانها في التراب ثم كانوا على عجلٍ خرجوا بغتة بل نأوا كالشهاب أينهم؟ ثم أي مسالك نائية سوف نختطها بعدهم؟ وبأي اتجاه سنمضي وراءهمو؟ ثم أي سبيل سيجلو لنا كل هذا الغياب؟ ليس ثمة ماسيدل على مكثهم بين أضلاعنا غير حرائق لم تنطفئ غير بعض الخراب ليس ثمة ماسيعيد لنا أنسهم في قفار يرابط عسكر وحشتها بيننا في اكتئاب لم يعودوا وماخلفوا معلماً خلفهم ليتهم أيقظوا أحداً يغلق الباب بعدهمو ليتهم لبثوا بعض حلمٍ ولكنهم خرجوا بغتة ثم وحدهمو أغلقوا كل باب ذهبوا كيف لم يعلنوا وجهة للذهاب؟ ربما لم يجيئوا ولم يذهبوا ربما لم يكونوا هنا أبداً ربما كان ما كان محض سراب!!