كان هذا العنوان إجابة نهائية مني عندما سئلت: هل التدريب مهنة أم رسالة؟ وتحت هذا العنوان كان لي شرف إعداد وتدريب مدربين بالتعاون مع عدد من المدربين والمدربات في دورات تدريبية ل «برنامج إعداد المدربين». ولقد كان من أهم المحاور التي ارتكزت عليها معظم هذه الدورات هو محور أن التدريب رسالة وليس مهنة، لاسيما التدريب في مجال تنمية الأسرة، لما تحتله الأسرة من مكانة حيث تمثل الأسرة النواة الأولى للمجتمع واللبنة الأساسية لبناء جيل يحمل في حناياه حلم نهضة يعيد للأمة سالف مجدها وأيام عزها. هذا المحور يحمل المدربين مهاماً ومسئوليات كبيرة تجاه أنفسهم أولاً ثم تجاه مجتمعاتهم ثانياً، ثم وطنهم وأمتهم ولذلك سميت عدد من هذه الدفعات من المدربين دفعات «حملة الرسالة». لأنه لم يعد خافياً على أحد الأهمية التي تقع على عاتق إدارات التدريب والمدربين سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة والاهتمامات المتزايدة بالتدريب في المجالات للتنمية البشرية. ولذلك كان لابد من التأكيد على الجانب القيمي والرسالي أثناء إعداد المدربين، لأن التدريب دور مؤثر وفعال من حيث إكساب المعارف والمهارات وتغيير القناعات وتعديل الاتجاهات وتغيير السلوك، لما يتمتع به التدريب من مراحل وأنشطة متعددة يعد لها مسبقاً ليتم اسقاطها وتطبيقها بعد ذلك متوافقة مع أنماط المتعلمين، متوائمة مع أساليب التدريب لتعطي وتحقق الأهداف المرجوة منها. كل هذا إن تم التعامل معه بشكل آلي فسيكون له تأثير بسيط محدود ، أما في حالة ربط العملية الآلية للتدريب بالجانب القيمي والرسالي الموجه فإن التدريب يعطي ثماره الكاملة والمرجوة والمستمرة لما فيه تحقيق الهدف والغاية من أي تدريب، وهذا لايعني بأي حال من الأحوال إغفال الجوانب المادية وأهميتها ولايتعارض مع ما ذكرناه في عنوان هذا المقال وإنما الغاية والهدف الأسمى للتدريب لم ولن تحصر في الجوانب المادية فقط وإنما التدريب رسالة بناء ورسالة عطاء ورسالة تغيير تؤثر تأثيراً ايجابياً في البيئة التي نعيش عليها، تؤثر ايجابياً في سلوكياتنا ومعاملاتنا ومهاراتنا وانتاجيتنا، تؤثر في ذواتنا فنستثمر ما حبانا الله به من قدرات لنبدع وننثر بذور الإبداع في المجتمع ليجني الوطن والأمة ثمرة تلك البذور في شتى مجالات الحياة ،يقول تعالى« أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق الله العظيم.