الاكتشافات العلمية الجديدة في مجال الطب والتي تظهر كل يوم إن لم يكن كل ساعة لم يندهش العالم حيالها كونها تحظى بكامل الدعم والرعاية والاهتمام من قبل الدول المهتمة بالبحث العلمي وهذا يعد إنجازاً أو تقدماً علمياً يحسب لها.. لكن في المقابل يكون العالم أكثر اندهاشاً لتلك الاكتشافات العلمية التي ينجزها باحثون عرب خصوصاً وأن العالم العربي يرزح تحت ظل التخلف العلمي الذي وسم به في القرون الأخيرة لكن مع ذلك فإنهم يحصلون على براءة علمية ويحصدون جوائز عالمية واليمن وبفضل أبنائها كونها جزءاً من ذلك الوطن العربي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في تلك الإنجازات العلمية التي تخدم البشرية جمعاء... فهذا باحث يمني كان له السبق قبل الدراسات الأمريكية والأوروبية برغم الدعم الذي تتلقاه في معرفة أسباب تشحم الكبد من خلال دراسة قام بها في هذا الخصوص.. وحصل على براءة علمية بذلك من جامعة بطرسبورج بجمهورية روسيا الاتحادية إنه د. مختار عبدالله النهاري.. استشاري أمراض الباطنية أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي والحميات بكلية الطب جامعة تعز التقيناه هناك وأجرينا معه هذا الحوار حول إنجازه العلمي بشكل خاص وأمراض الكبد بشكل عام فإلى الحوار: خاصة بأمراض الكبد هل من الممكن أن تحدثنا عن الدراسة التي قمت بها وحصلت على البراءة العلمية؟ ومن أي جهة أكاديمية؟ بداية أود أن أهنئ الشعب اليمني عموماً والقيادة السياسية خصوصاً بمناسبة العيد التاسع عشر لقيام الوحدة المباركة والخالدة إن شاء الله وأتمنى للجميع الصحة والرقي. أما بالنسبة لموضوع البراءة العلمية التي حصلت عليها فقد كانت خاصة بأمراض الكبد وبالتحديد الخصائص التشخيصية الاكلينيكية والموفولوجية لمرض تشحم الكبد أو ما يسمى ب Fattyliverdises وحصلت عليها خلال دراستي العليا في أكاديمية سان بطرسبورج الطبية. أمراض تشحم الكبد أرجو أن تحدثنا عن الدراسة العلمية التي تمكنت من خلالها الوصول لاكتشافك الطبي الجديد؟ باختصار قمت مع فريق عمل أكاديمي خلال مرحلة الدكتوراه بالدراسة الطبية على أكثر من 184مريضاً وكانوا جميعهم يعانون من أمراض تشحم الكبد المختلفة وتم فحصهم جميعاً سريرياً مع أخذ تحليلات الدم الإكلينيكية والسيرولوجية بعد ذلك قمنا بفحصهم بالموجات الصوتية للبطن ثم أخذ خزعات من الكبد «عينات من نسيج الكبد» liver 6iopsy لأكثر من 40مريضاً، وبعد حصولنا على نتائج الدراسة المتمثلة بالأعراض والتحاليل المخبرية وكذلك نتائج الأشعة فوق الصوتية والخزعات توصلنا لاكتشافنا الجديد.. صنف اكتشافنا بالجديد ما هو الاكتشاف العلمي الذي توصلتم إليه بعد ذلك؟ توصلنا إلى أن جميع أمراض تشحم الكبد لابد وأن تصاحبها التهابات كبدية مع العلم أن في السابق كان ينظر على أن هذا المرض لا يسبب التهابات بالإضافة إلى أن النتائج أثبتت وجود تليف في بعض الحالات.. كذلك أعطت النتائج فروقات مارفولوجية دقيقة بين مرض التشحم الناتج من أمراض السكر والضعف والسمنة وارتفاع نسبة الدهون في الدم.. وبين أمراض التشحم التسممي الكحولي ومن هذه الفروقات على سبيل المثال تغير شكل وحجم خلايا الكبد، نوع ومقدار الالتهابات، أيضاً مقدار تليف الكبد وكذلك الكشف الدقيق عن وجود المواد الفعالة والنشطة في نسيج الكبد والتي تسببت في تطور المرض وهنا صنفت اكتشافاتنا بالجديدة وذلك لأن معظم الدراسات الأوروبية والأمريكية في هذا المجال لم تثبت أي فروقات أو اثبتت فروقات ضئيلة جداً بين مرض تشحم الكبد بمختلف مسبباته.. مشكلة كبيرة في نظركم ما حجم مشكلة أمراض الكبد في بلادنا»؟ للأسف أمراض الكبد تمثل مشكلة فمن خلال الإحصائيات نجد بالإضافة إلى انتشار التهابات الكبد الفيروسية ظهور التهابات كبد غير فيروسية تشمل تشحم الكبد والتهابات الكبد الناتجة عن السموم والأدوية والبلهارسيا.. بل الأخطر من ذلك كله انتشار سرطان الكبد والذي كان حتى وقت قريب قليل العدد.. أسباب لا فيروسية ماذا يقصد بأمراض الكبد الفيروسية؟ نعني بها تلك الأمراض التي يكون منها التهابات في الكبد قد تؤدي إلى تليف أوسرطان غير أن أسبابها لا تكون فيروسية ومنها البلهارسيا وأمراض تشحم الكبد والذي يتواجد بنسبة كبيرة بين مرض السكري.. والبدينين أمراض ضغط الدم وكذلك المرضى الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم.. كذلك هناك أشياء غير فيروسية تسبب التهابات الكبد منها استخدام أدوية معينة لفترات طويلة وكذلك تناول القات المطعم بالأسمدة والكيماويات.. وهناك أيضاً أمراض متعلقة بالتمثيل الغذائي كزيادة تكدس الحديد أو زيادة النحاس في نسيج الكبد وأود القول إن هناك أمراض الكبد المناعية التي قلما يتم تشخيصها بشكل صحيح وهذه الأمراض غالباً ماتصيب الفتيات في سن البلوغ. واسعة الانتشار ماهي الأمراض الفيروسية؟ وما أسبابها؟ طبعاً بالنسبة للأمراض الفيروسية فهي واسعة الانتشار وتتمثل في التهاب الكبد الفيروسي «B» وتكمن خطورته في كونه قد يسبب سرطان الكبد دون المرور بمرحلة تليف الكبد كذلك التهاب الكبد الفيروسي «C» والذي بدأ في تزايد وخطورته تكمن في سرعة إصابة الكبد بالتليف خلال فترة بسيطة. والعدوى بهذين الفيروسين تتم عن طريق الممارسات الخاطئة كنقل دم ملوث من مريض إلى آخر أو استخدام أدوات غير معقمة في المرافق الصحية أو خارجهاكذلك عن طريق الاتصال الجنسي وكذلك ينقل من الأم لجنينها أثناء الولادة. وأخيراً فيروس الكبد«A» وهذا غالباً ما يصاب به الأطفال عن طريق الفم من خلال المشروبات والأطعمة الملوثة. أعراض مختلفة ماهي الأعراض والعلاقات المصاحبة لأمراض الكبد؟ أولاً تجدر الإشارة إلى أن أمراض الكبد الفيروسية والمناعية في معظمها قد لا يصاحبها أي أعراض أو علامات وتكتشف فجأة. ثانياً: بالنسبة لأمراض الكبد الفيروسية فهناك علامات تدل على المرض المؤدي لالتهابات الكبد.. مثل السكري السمنة أمراض القلب ضغط الدم وكذلك أعراض البلهارسيا المعروفة. وعموماً قد تظهر أعراض وعلامات والتي من شأنها يتم استشارة الطبيب المختص ومنها الإرهاق المتواصل النزيف المتكرر من غير سبب الحكة الجلدية المستمرة، اصفرار البول وتغير لونه للون الداكن.. تورم القدمين وانتفاخ البطن وأيضاً قد يكون هناك أوجاع في الجانب العلوي للبطن وغير ذلك من علامات أمراض الكبد.. أسباب ثانوية ذكرت سابقاً بأن سرطان الكبد بدأ بالانتشار ماهي الأسباب التي تؤدي إلى انتشاره؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ مرض سرطان الكبد إما أن يأتي بسبب ثانوي يعني بعد الإصابة بمرض مزمن، كما ذكرنا سابقاً «فيروسية غير فيروسية» وإما أن ينشأ بدون أسباب وبمساعدة عدة عوامل منها تلوث البيئة واستخدام مواد كيميائية في المأكل والمشرب. أما سبل الوقاية منه فيجب تجنب الإصابة بالأمراض التي تسبب التهابات في الكبد وكذلك اتباع الطرق الصحية السليمة.. نظام غذائي صحي أخيراً ماهي النصائح التي تود توجيهها للقارئ كي يحافظ على كبد سليم؟ أولاً يجب اتباع نظام غذائي صحي جيد وذلك من خلال تنظيم الوجبات بحيث تكون شاملة للمواد الأساسية كالبروتينات الفيتامينات والابتعاد عن الأطعمة والوجبات الجاهزة والمعلبة أو المشبعة بالدهون كما أنه يجب عليه تناول الفواكه والخضروات التي تحتوي على مضادات للأكسدة كالجزر والبرتقال والسلطة.. وننصح بتخليص السموم من الجسم عن طريق التخلص من الإمساك والابتعاد عن تناول الأدوية الغير مقررة من قبل الطبيب المختص مثل المضادات الحيوية أدوية الضغط أقراص منع الحمل وكذلك الابتعاد عن المنبهات كالقات المسمم والتبغ والمخدرات بأنواعها.