ووطننا الحبيب يحتفل بالعيد التاسع عشر لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الخالدة العيد الذي أعاد اكتمال الدورة الدموية في شريان الجسد اليمني ، كان لنا إجراء هذه المقابلة مع شخصية وطنية وسياسية بارزة . . شخصية تقدس الوطن ووحدته حد الكفر بما سواها ، شخصية لا تعرف المداهنة ولا تعرف التردد عن قول كلمة الحق . . قضايا عديدة تم مناقشتها بمنتهى الشفافية و الوضوح ، لن نطيل عليكم فالأسطر القادمة جديرة بالوقوف عليها . بما أن وطننا الحبيب يحتفي بالعيد التاسع عشر لإعادة تحقيق الوحدة الخالدة ما هي الكلمة التي تود قولها بهذه المناسبة العظيمة والخالدة على قلوبنا ؟ وعن حاميها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح . بالنسبة للوحدة فإيماننا بها شريعة ، وحمايتنا لها عقيدة ، والتضحية من أجلها شهادة ووسام خلود . أما فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح فقد تحقق في عهده من المنجزات الكبيرة ما لم يتحقق في عهد غيره وتوجها بمنجز الوحدة المباركة ، وعليه أن ينقي تاريخه الحافل بهذه المنجزات من شوائب الفساد والسلبيات التي يمارسها الفاسدون والمنافقون على حساب عهده وتأريخه ، فالتاريخ لن يتكلم إلا عنه وحده ولن يتكلم عمن ارتكبوها . بعد التأييد والمساندة للوطن ووحدته واستقراره من قبل أغلبية البلدان سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي ، هل ثمة قلق في ظل هذا الاصطفاف الذي يجسد مكانة اليمن في الخارطة العالمية؟ - لا شك أن اليمن لها تاريخها وحضارتها وحاضرها ، فالاصطفاف العربي لا ينم إلا عن مدى التلاحم والإخاء والإدراك بأن الوحدة تمثل بعداً روحياً في إطار الجسد العربي . أما الاصطفاف الدولي فيأتي من باب الحضور المتميز لسياستنا الخارجية ، إضافة إلى أنه وقوف مع الشرعية أو بالأصح وقوف مع دولة النظام والقانون فلا يعقل أن تقف الدول مع الزيف وتترك الحقيقة فهذا أشبه بالمستحيل ما شهدته بعض المناطق من أحداث تخريبية ، له اثره السلبي ، ما قراءتكم لما حدث ، وهل ثمة خوف حقيقي على الوحدة ؟ - لو تكلمنا بداية عن الأثر السلبي فثمة آثار سلبية كعرقلة عملية التنمية ، بذر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد . كذلك النيل من بعض المعاني الوطنية المقدسة هذا من جهة . من جهة أخرى أرى أن الأحداث التي حصلت كانت منذ مرحلتها الجنينية تتخذ العديد من الأشكال فمن المطالبات الحقوقية المشروعة إلى تعبئة الشارع ، إلى إثارة الفوضى ، إلى رفع الشعارات التي تمس بأمن الوطن واستقراره . كل هذه الأحداث وراءها بعض الأشخاص الذين تضررت مصالحهم الشخصية ، لذلك عمدوا إلى التسلق على معاناة الآخرين كيما يحققوا غاياتهم غير المشروعة وأنّىَ لهم ذلك! . بالنسبة للشق الآخر من السؤال والذي يتعلق بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا أقول: الوحدة أبدية لا خوف عليها بإذن الله فالأشخاص الذين يسعون إلى النيل منها ستواجههم إرادة الشعب مع ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر لمواجهة مثل هذه الفقاعات . المدعو العطاس يقول على إحدى شاشات التلفزة الأجنبية ((الوحدة انتهت وسوف تفاجأ السلطة بما يجري))! للوقوف على معاني هذه العبارة ما تعليقكم ؟ - أولاً الوحدة ليست منتجاً تجارياً حتى نحكم عليها بالانتهاء فهذه المقولة تنم عن مادية قائلها . ثانياً: العطاس ليس وحدوياً بدليل ما قاله أثناء مقابلته التلفزيونية مع قناة الجزيرة بأن النظام في الجنوب كان مخترقاً من قبل النظام في الشمال ، وأن علي سالم البيض هرول إلى الوحدة الإندماجية مع أن الاتفاق كان على التريث وعدم الهرولة إلى الوحدة ، كما قال أيضاً : إن الرئيس أخبره بأنهم كانوا يجتمعون في العصر وخبر الاجتماع يصله بعد خروجهم . فهذا الندم الذي يبديه العطاس يدل على أنه لم يكن وحدوياً أصلا لا من قبل ولا من بعد ولهذا سماه المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مهندس الانفصال . تحدثنا مع العديد من أبناء محافظة الضالع فأجمعوا بأن فترتك كانت استثنائية حتى إن أحدهم قال وبكل أمانة ((بأنك المحافظ الذي لم يترك خلفه ثأرات سياسية)) ما الذي استخدمته لاستتباب الأمن وأي عصا سحرية أطفأت تلك الشعارات التي كانت تنال من الوطن؟ - هذا الكلام مبالغ فيه فأنا لا أمتلك عصا موسى ولا ريح سليمان فأبناء الضالع شرفاؤهم جزء من المنظومة الاجتماعية للوطن الحبيب وتعاملي معهم كان يحكمه مبدأ الصدق والشفافية ، فقد سعيت جاهداً إلى الاندماج مع كافة الشرائح ، وكنت قريباً من همومهم ومشاكلهم . لذلك لم أكن على برج عاجي ، وإنما كنت خادماً لهم ، وثمة فرق بين من يتمثل وجوده في المسئولية كخادم للمجتمع وبين من يرى المجتمع خدماً له . في بداية توليك منصب محافظ محافظة الضالع رُفِعت بعض الشعارات المناوئة للسلطة هل كانت تعبر عن آراء الجميع أم أن هناك أشخاصاً معينين كانوا يقفون وراءها ؟ - لم تكن معبرة عن آراء أبناء المحافظة ، بل كان ثمة أشخاص يقفون وراء ذلك. لذلك كنت أحرص على الالتقاء بهم قبل أي مسيرة يودون القيام بها ، سائلاً إياهم ما الغرض من وراء هذه المسيرة فيخبروني بأن هناك حقوقاً ومطالب فأجيبهم إذا كنا سنلتقي بعد المسيرة لمناقشة هذه المطالب ما المانع من مناقشتها قبل المسيرة ونعمل على أن ينال كل مستحق حقه . وبهذا كانت تسير الأمور دون مظاهرات أو مسيرات . دعنا نوسع نافذة الصراحة أكثر .ما أبرز سلبيات السلطة وما أهم إيجابياتها؟ - بالنسبة للسلبيات لو عملت السلطة بمبدأ "إن خير من استأجرت القوي الأمين" لكان الحال غير حالنا اليوم ، لأن قوة الرجل الأمين من قوة الوضع . أما أهم الإيجابيات : الفضاء السياسي الرحب ، الأمن ، الحرية ، الديمقراطية. البعض يسعى إلى تدويل القضية كيف نفهم ذلك؟ - نستشف من خلال ما يطرحون بأنهم يسعون إلى وجود نظام فيدرالي أو كمفدرالي أو شيء من هذا القبيل وعين الشمس أقرب من ذلك.. ما نتمناه أن يبقى الشعار الذي طرحه الرئيس "الوحدة أو الموت" هو شعار كل مواطن يمني سواء كان في الداخل أم في الخارج. تحدثت بعض الأنباء عن ترتيبات تعد لإجراء حوار بين السلطة والطرف الآخر. كيف تنظر إلى مثل هكذا خطوة . سيما ونحن في وقت تشير فيه التجاذبات السياسية إلى عدم إمكانية حدوث أي توافق؟ - الأخ الرئيس يدعو دائماً إلى الحوار مذ عرفناه وهذا مبدؤه. عفواً هل نحاور من يطالب بالإنفصال؟ - الرئيس عفا عمّن شملهم الحكم والكثير الكثير قبلهم فما عهدناه منذ توليه السلطة إلى اليوم اقتران عهده وشخصه بالعفو ، وكل حوار مطلوب ومقبول ما لم يمس بالثوابت الوطنية. - وقد يكون هناك نوع من الافراط في التسامح والعفو ، لكن نتيجة هذه المعطيات تصب غالباً في مصلحة الوطن وأمنه واستقراره .