تسير الحياة بالتدرج والنمو فلا توجد صدفة أو قفزة. كل شيء يأتي خطوة خطوة ، عمل وجهد. و أعلم أن كل أمر يدار بالأسباب .. متى أخذت بها تقدمت خطوة بل خطوات.. قال تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )) آل عمران - الأية 142 وقال سبحانه : ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67)) غافر وقال سبحانه وصفاً لذي القرنين : ((إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)) الكهف. نعم .. وببساطة الحياة قائمة على أعمل تجد .. خذ بها تنالها .. أسباب وبذل وعطاء يعطيك نتيجة . لا شيء يبدأ صدفة ولا يأتي شيء بالصدفة.. أتعب نفسه (داروين ) في بحث دام خمساً وعشرين سنة من عمره يبحث عن التوافق في هذا الكون ، والتشابه الغريب لهذا الخلق المتعدد المتنوع المتشابه المتناقض .. أتعب نفسه لأنه يوماً لم يقرأ القرآن ولم يطلع عليه ، ولأنه ببساطة لم يربط تشابه الخلق بوحدانية الخالق . ظناً بحسن كلامه قال أن الخالق بذر البذرة الأولى فتكونت منها جميع الكائنات نمواً وتطوراً وكل شيء بصدفة غيرت سير تطورها ليتكون مخلوق جديد. لو آمنت بالصدفة لصدقت أنك يوماً ستجد مصباحاً سحرياً سينقذ حياتك وحياة الملايين منا .. لو صدقت بالصدفة لصدقت أن السماء قريباً ستمطر ذهباً وفضة . لو أيقنت بالصدفة لصدقت أنك أمام فرصة ذهبية لتصبح أفضل مما أنت . كل ماذكرته صحيح .. لأن المصباح موجود فيك..حولك إنه الكون والمسببات فيه ، والسماء قلبك النابض .. ولسانك الحي وعملك الدائم ، و أنت هذه الفرصة التي تنتظرها للتغيير . صدقني لاشيء اسمه فرصة ، الشيء اليقيني الوحيد هو أن تبحث عن أسباب نجاحك في أمرك ، واستخدمها بذكاء وفن ، لتصل بالتأكيد لأهدافك . كلنا يبدأ حياته لا حيلة له ولاقوة ، ينمو .. يكبر هذه ليست صدفة .. يصبح يافعاً مقتدراً مفكراً ... أو بلا عقل ولا حيلة .. في كلا الحالات لم تكن تلك صدفة . تدرس ، تنجح ، تعيد ، تبرز تتخرج .. هذا أيضاً لم يكن صدفة .. تتزوج .تنجب .. ويبدأ جيل جديد أنت أوجدته .. ولم يكن هذا صدفة . لا شيء مستحيل ,, ولكن لا شيء صدفة .. هناك أسباب ... ومنها قاعدة البناء الفعالة ((قانون الجذب )) يعتمد هذا القانون في إطار سنة التدرج والنمو أن كل ما تفكر فيه بقوة وتعمل لأجله تراه واقعاً ملموساً أمامك .. بكل بساطة هذا القانون يفترض في عمله تعريف الإيمان القائم على : 1- تصديق بجنان : أي تصديق في القلب بكل حفية التصديق لتصل إلى قناعة 100 % ليس أقل ولو 99.9 % . 2- قول بلسان : ما تصدقه سيكون محرك أقوالك وسلطان كلماتك . 3- عمل بأركان : مهما بلغت ذروة التصديق لا تكتمل إلا بعمل بالأسباب التي تؤدي إلى الوصول إلا ما تصدق به . فتلقائياً كلما اكتملت الصورة الإيمانية لديك بشيء ما تحركت لديك قوى العمل لأجل ماتريد ، وبإّذن الله يتحرك القانون الثاني (( كل ميسر لم خلق له )) ستجد التيسير السلس والغريب من الله لك ، وستجد أنك قد وصلت بأقل عناء لما تريد ، سينتهي أمامك قسوة التعب بفرحة الوصول ، قانون الجذب كما له قوة إيجابية له قوة سلبية ، وهذا مانراه مشاهداً على الأرض ، الموظف فلان ، والطالب علان خرجا مصبحين إلى أعمالهم وكلاهما يحمل قناعة وتصديقاً بحصول مكروه ما ، وصلت تلك القناعة إلى الذروة 100 % ، تحرك اللسان بالقول والتشاؤم ، وتحركت الجوانح بالقبول والتنازل والاستسلام.. وفجأة حدثت مصيبة تلو أخرى ،، نتساءل ((لمه تحدث؟؟؟؟ )) لأن البقية لم تكن عندهم قناعة أو تصديق بحدوث شيء ، أو من لديه قناعة إيجابية كانت قناعته في أقل ذروتها ربما لم تتجاوز ال 60 % ، فغلب السلبي الإيجابي ، وهنا يبرز (الشر يعم والخير يخص ) . لا تتوقع أبداً أن تستيقظ من نومك وأنت محقق أحلامك ، لاتتوقع وأنت جالس في ركن منعزل أن ماتريد سيأتي ، هذا هو التعلق بالأمل ، هذا هو التعلق بالوهم .. الأمل هو الوصول لما تريد بالعمل لا بالإنتظار والإتكال .. تذكر لاشيء بالصدفة . دمتم بخير .. ولنا لقاء [email protected]