عن إدراك عميق لأهمية وجود مطار دولي في تعز جاءت توجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الحكومة في العام 2003م بضرورة البحث عن تمويل لذلك المشروع الضخم الرامي إلى توسعة القديم وجعله يلبي التطلعات ويخدم شريحة واسعة من أبناء الوطن يمثلون تقريباً ربع سكان اليمن وقد يزيدون قليلاً.. بجهود حثيثة تمكنت الحكومة من ترجمة تلك التوجيهات على الواقع وكانت البداية بمصادقة مجلس النواب في نهاية شهر يوليو من العام المنصرم على اتفاقية قرض بمبلغ سبعة ملايين دينار كويتي التي سبق وأن أبرمت بين حكومة بلادنا والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.. وتكللت جهود الحكومة بمساهمة الصندوق بنصيب الأسد من ذلك، حيث تكفل بدفع 26 مليون دولار وجاءت مساهمة الحكومة ب8 ملايين دولار لتصل تكلفة المشروع إلى نحو 34 مليون دولار. أما تصاميم المشروع فقد تم إعدادها عن طريق شركة باريس للمطارات الدولية، وقد حددت الأراضي التي سوف يحتاجها المشروع والخارجة عن المساحة المشتراة سابقاً بحوالي «4024080» متراً مربعاً مايعادل «77625» قصبة هادوية 16*16 وقد بينت المؤشرات الأولية أن نسبة مساحة الأراضي المزروعة تمثل 06 % من المساحة الكلية ومساحة الأرض غير المزروعة «مساقي» تمثل 40 % من المساحة الكلية. كما أن تلك المنطقة مأهولة بالسكان يقطن منازلها الأربعمائة حوالي ثلاثين ألف نسمة يتوزعون على ست قرى في الجندية وماوية وهذه القرى «اليهاقر والشيحان والمنزل والذكرة والظهرة والبطنة» إضافة إلى الوديان والأراضي الزراعية التابعة لهذه القرى والآبار. هيأت الحكومة لجنة تعويضات تراعي كل ذلك وتسهل إجراءات التعويض في أسرع وقت ممكن، تكونت اللجنة في البداية من خمسة وزراء بالإضافة إلى رئيس هيئة الطيران المدني ورئيس هيئة أراضي وعقارات الدولة، وتمخضت عن هذه اللجنة الوزارية لجنة فنية لمباشرة العمل على أرض الواقع، وقد نزلت ميدانياً أواخر العام 2007م إلى مكان المشروع وبدأت بعمل المسوحات والأراضي المستهدفة. يقول الأخ محمد خالد نعمان رئيس اللجنة الفنية وهو مستشار في وزارة المالية: إن اللجنة ومنذ تكليفها باشرت مهامها على أكمل وجه بدءاً بالنزول الميداني إلى أرض المشروع وعمل المسوحات اللازمة وصولاً إلى تحديد الأرض التي سيقام عليها المشروع.. وحدد نعمان محيط السور الذي سيتم إنشاؤه بحوالي «15.272» متراً طولياً وأن مدرج الهبوط يبدأ عند إحداثية 40.695.77 = 1.513.580.86 = X Y وأن طول المدرج يقدر بحوالي 4000 متر وعرضه 60متراً. .. ودرجة ميل المدرج عن اتجاه الشمال تقدر ب108 درجات. وأضاف النهاري: إن فريق العمل الميداني يشمل أربعة مهندسين من هيئة الطيران وأن نتائج مسحهم محكومة بالواقع والأرض.. مؤكداً أن ما سلم للجنة من وثائق وبصائر لاتتعدى ال73 ألف قصبة.. مضيفاً أنه تم تنسيق وترتيب كل ما وصل إليهم في ملفات كل ملف مذيل باسم صاحبه وهي الآن حوالي «285» ملفاً بمستندات جاهزة للتعويض، وهناك ملفات تحت الفحص واستكمال الوثائق الخاصة بها.