كانت ظهيرة يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من مايو في العام 1990 بداية حقيقية للوجود السياسي اليمني الهام في الخريطة الدولية حيث أعلن في تلك الظهيرة عن استعادة الوطن اليمني وحدته الكبرى منهياً بذلك عهد التشطير والتمزق وإلى الأبد، وفي تلك اللحظة التاريخية ولد الكيان السياسي اليمني الجديد ممثلاً بالجمهورية اليمنية، وبإعلان الدولة الجديدة، دفنت آثار التقسيم الاستعماري، وسجل انتصار حاد جداً للدولة التي استردت الشعور بالخصوصية، على المستوى الوطني، أما على المستوى الإقليمي والدولي فقد بدلت وحدة اليمن جوهرياً طبيعة شبه الجزيرة السياسية، والنظام الإقليمي العربي.. وهو ما يعني أن الوحدة اليمنية قد فرضت واقعاً سياسياً جديداً على مختلف الأصعدة القومية والإقليمية والعالمية، وبات العالم اليوم يتطلع إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الوحدة من خلال كيانها السياسي الجديد الذي توافرت له العديد من العوامل التي تجعله في مصاف التأثير الكبير في مسار الأحداث التي تتخذ من الدول الواقعة في الإطار الإقليمي مسرحاً لها، وبطبيعة الحال تأثيرات تلك الأحداث على مصالح المجتمع الدولي. وبمناسبة مرور تسعة عشر عاماً على إعادة تحقيق وحدة اليمن، طرحنا العديد من التساؤلات على المختصين والأكاديميين، وتمحورت إجاباتهم حول أهمية الوحدة اليمنية لليمن ولمحيطها العربي والأفريقي والعالمي، والتحديات التي تواجهها وكيفية مواجهتها والتغلب عليها بما يضمن حماية وحدة الوطن اليمني من كل العواصف التي تهب بين حين وآخر. نموذج للوحدة العربية الدكتور محمد على الأشول عميد كلية الزراعة بجامعة إب قال: لقد كانت الوحدة اليمنية بارقة أمل لكل الوطن العربي بإمكانية نجاح الوحدة العربية، وربما بتجربة الوحدة اليمنية ودروسها نتمكن من وضع آليات أكثر دقة وأكثر حرصاً على ديمومة الوحدة وهو أمر حيوي للغاية لحاضر ومستقبل اليمن، لأن تاريخ اليمن قديمه وحديثه حافل بالصراعات الخطيرة، وبالتالي فقد كانت فترات الوحدة عبر تاريخه فترات قصيرة ومتباعدة، ومن هنا تأتي أهمية المعالجة المتأنية والحكيمة لكل ظواهر الارتداد على هذه الوحدة.. إن اقتحام المشاكل الحقيقية والعمل على حلها يمثل الطريق الأقصر لهذا العلاج ولتأكيد نجاح التجربة واستمرارها، إن أهمية وحدة اليمن ليست لليمنيين فقط، بل لكل قطر عربي ولعموم المصالح العربية الآن وفي المستقبل وهي كانت كذلك منذ تحققها في العام 1990، ولا يرجع ذلك لموقع اليمن على باب المندب وتحكمه بطريق حيوي واستراتيجي كالبحر الأحمر والبحر العربي فحسب، بل لأن اليمن بتراثه وتاريخه العريق وانتقاله المميز لمرحلة حضارية تناقض بشكل جذري ما كان عليه الحال قبل عام90 تمثل نموذجاً لإمكانية قيام نظام عربي متطور يجد قاعدته المتقدمة على تخوم الوطن العربي وفي أحد مداخلها الرئيسية. الديمقراطية ثمرة وحدوية الدكتور أحمد محمد شجاع الدين رئيس جامعة إب قال: أصبح المواطنون في ظل راية الوحدة اليمنية الخالدة يعيشون بحرية وديمقراطية، وكذلك بتعددية سياسية وتحقق في ظل رايتها العديد من الإنجازات على مستوى الريف والحضر وهذا مما يفرض على الجميع أينما كانوا وفي أي موقع في الدولة أن يحافظوا على الأمن والاستقرار من أجل بناء وطنهم وصنع مستقبل الأجيال القادمة. إن انتهاج الجمهورية اليمنية منذ قيامها الخيار الديمقراطي في إدارة شؤون البلاد القائم على التعددية السياسية كمنهج حكم وآلية عمل من أجل بناء الدولة على أسس علمية حديثة قد ساعد على تحقيق الكثير من المنجزات الهامة على طريق البناء والتطور والنماء والتقدم. وبالرغم من كون الديمقراطية في اليمن مازالت في مراحلها الأولى، فإن من المهم أن ندرك أن ممارسة الديمقراطية في اليمن ما زالت تواجه بعض العقبات ونستطيع أن نحددها من وجهة نظرنا وهي: بعض المشاكل التي تثار من وقت إلى آخر من قبل البعض وبالذات الذين تضررت مصالحهم بعد تحقيق الوحدة اليمنية وهم قلة، كما أنه لابد من وجود بعض التشوهات عند ممارسة الديمقراطية في أي موقع ولكن علينا أن ندرك أبعاد هذه التشوهات وكيفية معالجتها، وتتمثل تلك التشوهات بتلك الدعوات الخبيثة التي تتخذ من الديمقراطية ستارا، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نجعل الديمقراطية التي تنتهجها الدولة أداة سلبية تؤثر على مستقبل الوطن والإضرار بمصالحه ومصالح الأجيال القادمة، لهذا لابد لنا من ممارسة الديمقراطية بمزيد من الديمقراطية في أعمالنا، ونعمل على المزيد من ممارستها قولا وعملا حتى نجدد في مسارها وتفتح آفاقا واسعة لممارسة الديمقراطية، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره لما فيه خير ومصلحة الأجيال القادمة. العروة الوثقى الدكتور فوزي صويلح أستاذ النقد الأدبي المساعد بكلية الآداب في جامعة إب: إن الوحدة اليمنية تحولت إلى شريان يغذي أفئدتنا ويهبها نبض الحياة الدائم والنيل منها يعد انتهاكاً لحرمتنا وقطعاً لشريان حياتنا، لأن إيماننا بالوحدة الوطنية وقيمتها الناجزة في الواقع ومعطياتها في بناء الوطن والحفاظ على لحمته ورعاية مصالحه وحفظ قيمه وثرواته، يبعث لدينا الفخر بهذا المنجز الوطني والمشروع الحضاري الذي تبلور في هذا العصر في وقت يشهد العالم انفصاماً في العرى وتباعداً في الرؤى وانفجاراً في القيم والتقاليد، ذلك أن الرجوع إلى حالة الانقسام بين الشطرين وتمثل واقع الشتات والتمزق حينذاك ومقارنته بما بعد الوحدة ربما يعزز لدينا الثقة بوحدتنا، ولذلك فإننا بحاجة ماسة لعقد ورش وندوات جادة لمناقشة الأوضاع الراهنة للعمل بخطوات متوثبة لبناء هذا الوطن ورفع مستوى الوعي بين أوساط الشعب بقيمة الوحدة وفرضياتها شرعاً وإنساناً، فالوحدة مصدر قوتنا، ونستلهم منها معاني النهضة والسمو والمجد والسؤدد ونفخر بها بمايو الأغر، حين اشرأبت الأعناق وبلغت القلوب الحناجر لإنجازها وإعلان ميلادها. الوحدة هي الأصل الدكتور/ رفيق الشميري عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في إب: لا بد من التأكيد على أن الوحدة اليمنية هي في الأصل وحدة الأرض والإنسان بخصائصها وخصوصيتها الديمغرافية والجغرافية والتاريخية الواحدة، وهذا يعني بأن الشعب اليمني على مدى التاريخ لم يكن شعبين منفصلين، وإنما الظروف الخارجية والداخلية هي التي فرضت عليه أن يتجزأ لبعض الوقت لكنه كان دائماً يتوق إلى توحيد الأرض والإنسان وهذا ماحدث في 22 مايو 1990 ذلك اليوم التاريخي الذي حفر بعمق في ذاكرة الأجيال اليمنية والعربية.. إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في ظل هذه الظروف العربية الراهنة يعد من المكاسب والإنجازات الكبيرة التي لابد من المحافظة عليها والدفاع عنها من كل التآمرات، وما تحقق في هذا اليوم الأغر يُعد منعطفاً تاريخياً عظيماً يفخر به كل مواطن يمني وعربي يحب وطنه وأمته وهو الحدث المشرق في تاريخ الأمة العربية بأكملها لأنه يعد النواة الفعلية والبداية الحقيقية لتحقيق الوحدة العربية الشاملة التي نطمح أن تتحقق في القريب العاجل بإذن الله.. وتكتسب الوحدة اليمنية أهمية خاصة بقوة حدثها في تغيير المجتمع اليمني والمحافظة عليه، فهي تعتبر الثورة الثالثة بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين لأنها غيرت مجرى تاريخ اليمن، كما أنها حققت الكثير في مجالات التنمية في أرجاء الوطن رغم ما يحاط بها من مخاطر وما يخطط لها من قبل أعدائها الذين يتآمرون عليها سراً وعلانية، لكنها اليوم أكثر قوة وأكثر رسوخاً وشموخاً من كل جبال اليمن. معنى عظيم الدكتور طاهر سيف غالب أستاذ الأدب الأندلسي المساعد ورائد الشباب بكلية آداب جامعة إب: إن الوحدة اليمنية ليست مجرد شعار نردده أو كلمة نتغنى بها ولا نعي أبعادها ودلالاتها، إنما هي معنى عظيم وقيمة كبيرة في تاريخ الشعب اليمني وواقعه وحياته ومشاعره ووجدانه، ناضل في سبيلها أبناء اليمن زمناً طويلاً وقدموا من أجلها كل غالٍ ونفيس فامتزج العرق بالدم واندمج بتراب هذا الوطن لتنبت شجرة الوحدة وتنمو وتكبر في جو من الفرحة الغامرة والمسرة العامرة والعيون ترقبها وترعاها وتصونها وتحميها من كل يد آثمة يمكن أن تمتد نحو غصونها الطرية لتقطعها، أو بهيمة سائبة تلتهم أوراقها أو خطراً يحرق براعمها حتى اكتمل نموها وازدهت أغصانها وأينعت ثمارها وعمَّ خيرها على الجميع فكانت أجمل شجرة عرفتها الأرض اليمنية، بل الأرض العربية وقد مثلت شجرة نادرة من نوعها بجمالها وجلالها وظلالها وثمارها وخيرها وعميم نفعها، يغبطنا عليها كل من رآها أو سمع عنها، بل وأصبحنا نعتز ونفخر بها بين الأمم لأننا امتلكناها دون غيرنا، وهكذا أصبح أبناء اليمن يحيطون هذه الشجرة بسياج من الحب والمودة والرعاية والعناية والاهتمام، وأصبحوا يحتفون ويحتفلون بمولدها كلما جاء شهر مايو بيومه الثاني والعشرين تملؤهم الفرحة وتغمرهم الغبطة والسرور فيتناشدون الأشعار بحبها وترقص القلوب قبل الأقدام على نغمات عشقها بحلاوة ثمارها، ثم ماذا بعد...؟ أليست هذه الشجرة التي تمثل الخير والعطاء والنماء والجمال والجلال والثمار والظلال والأمن والأمان؟ أليست هي المعنى الذي يساوي الوطن؟ ثم ما رأيكم بمن زرعها وأحبها ورعاها وسقاها وصانها وحماها؟ أليس هو الشعب الذي يساوي الحب والوفاء والولاء وصدق الانتماء لهذه الشجرة الوحدة الوطن؟ محور التصدي الدكتور محمد مظفر الأدهمي أستاذ التاريخ الحديث بجامعة إب: تتجلى أهمية الحفاظ على الوحدة اليمنية في تحديات القوى التي تعمل على محاولة تنفيذ مخططات تفتيت الأمة العربية لخدمة الكيان الصهيوني والمصالح الغربية في المنطقة، وهذا يعني أن اليمن مستهدف مثلما استهدف العراق والصومال، ومثلما تُستهدف سوريا ومصر والسودان، ويعود سبب هذا الاستهداف إلى أن اليمن بوحدته يمثل نموذجاً وطنياً حياً في تماسكه وتطوره التنموي رغم موارده القليلة مقارنة بمحيطه العربي والأفريقي والعالم الثالث.. كما أن أهمية الوحدة تبرز بشكل واضح في المنجزات الضخمة والكبيرة التي تحققت في اليمن مقارنة بما كان عليه قبل الوحدة فقد شهد قطاعات الخدمات العامة والتنمية قفزات نوعية نقلت اليمن إلى حالة أفضل من التقدم والمدنية نحو مستقبل واعد ومشرق للشعب اليمني، ولذلك فإن على هذا الشعب أن يحافظ على وحدته وأن يدافع عنها بكل ما يملك لأنها الأساس الذي تقوم عليه الحرية والديمقراطية والبناء والتطور، وأن لا يسمح لأعداء الوحدة باستغلال الثغرات لينفذوا منها ويضعوا بها عقبات لعرقلة التقدم، فالحرية لا تعني تجاوز القوانين والأنظمة ودستور البلاد الذي يصون الحرية ويحميها وفقاً للمصالح الوطنية والقومية لليمن الموحد. إن من واجب الإعلام والصحافة أن يقف بكل عزم لمواجهة هذه الهجمة التي تريد إضعاف النفوس والمعنويات لتتمكن من تنفيذ مخططاتها ضد الوحدة والثورة. أما المؤسسات التعليمية، فإن مهمتها لا تقل شأناً عن الإعلام في تربية الجيل الصاعد تربية وطنية صحيحة تجعل منهم حماة لمنجزات الثورة ووحدتها فهم صناع المستقبل وقادته، ولابد أن يتشبعوا بمبادئ الثورة وأهدافها وأن تكون الوحدة بالنسبة لهم أمراً مقدساً لا يجوز المساس به بأي شكل من الأشكال. تغيير مجرى التاريخ الأخ عبدالرحمن سبأ المعيد المتخصص في اللغة العربية: الوحدة اليمنية تاج على هام التاريخ، وألقُ في جبين الدهر، بل هي الضوء في رحلة الحرية والانعتاق، وستظل حاضرة في ذاكرة التاريخ والجغرافيا؛ كونها إشراقة في زمن أدمن الانطفاء، ونهضة في عالم ينهار باللمس، وقيمتها تأتي من معاني اللقاء التي حملتها لأبنائها، ومن مباني التلاحم التي أعادت تشييدها. إن أهمية الوحدة اليمنية تأتي من القوة التي منحتنا إياها بعد إعادة تحقيقها، والمجد الذي بها استعدناه من براثن التشطير والتناحر، بل من مدلولات اتجاهنا نحو البناء واستثمار طاقات الإنسان اليمني، بعيداً عن ثقافة المناطقية اللعينة، التي حاربها ديننا الإسلامي الحنيف، وجاء الاستعمار ليذكيها فينا. الوحدة اليمنية منحت الوطن مساحة جغرافية واسعة مكنته من رسم إستراتيجية فاعلة للبناء والتقدم، منحت الوطن ثروة إنسانية لا يُستهان بها، وتنوعاً معرفياً وثقافياً واجتماعياً أسهم في تذويب الفوارق، وتنمية ثقافة التلاحم والبناء، منحت الوطن مكانة مرموقة بين الأمم، لم يحظ بها لولا الوحدة المباركة، فالوحدة اليمنية تاج يكلل رؤوس الشرفاء ويذل أنوف الخائنين والعملاء، وسيذكر التاريخ أن اليمنيين قدموا نموذجاً رائعاً في العصر الحديث كما عهدناهم في العصور الغابرة، وأن اليمن مازال ذلك الأستاذ الفريد، والمعلم الفذ، وأن الوحدة هي الدرس الذي لقنه اليمنيون للعالم، ولم يستوردوه من غيرهم. مطالب عاجلة الدكتور عبد السلام علي الفقيه الأستاذ المساعد بكلية تربية إب: إن انتهاج الجمهورية اليمنية منذ قيام الوحدة الخيار الديمقراطي القائم على التعددية السياسية كمنهج حكم وآلية عمل لبناء الدولة اليمنية على أسس علمية حديثة قد ساعد على تحقيق طموح المجتمع اليمني في المشاركة والإسهام بشكل فاعل في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية دون تمييز بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية بشكل عام، وبين الرجل والمرأة على وجه الخصوص على اعتبار أن المرأة تمثل نصف المجتمع، ولذلك فنحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتعميق الولاء الوطني وإبراز الهوية اليمنية الواحدة ونبذ ثقافة الكراهية والتعصب بين أبناء المجتمع الواحد وذلك من منطلق الحرص على ضرورة استمرار الحياة السياسية والديمقراطية بصوره لا تسمح بالاختلال في بنية المجتمع اليمني وترسيخ القناعة لدى الجميع بأن المسلك الديمقراطي هو خيارنا الوحيد لبناء هذا الوطن والرقي به إلى مصاف الدول المتقدمة وهذا يتطلب منا جميعا وقفة جادة في اتجاه تطبيق النظام والقانون وتحقيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب على أسس موضوعية في مختلف المؤسسات الحكومية كما أصبح يتطلب منا جميعا الدفع باتجاه طرح مشاكل المواطن وقضاياه على طاولة الحوار والبحث عن أسبابها واقتراح الحلول المناسبة لعلاجها بكل مصداقية وشفافية بهدف الإسهام الفاعل في تحقيق التنمية والرفاهية لمختلف فئات المجتمع . خطوات حماية الوحدة الدكتور/ فؤاد العفيري عضو هيئة التدريس بكلية التجارة جامعة إب: المحافظة على الوحدة اليمنية هو الخيار الأكثر واقعية وهو مسؤولية الجميع كل من موقعة ولا بديل عنه إلا الحروب الأهلية والصراعات الطائفية والعرقية ومن دون الوحدة لا يمكن تصور إمكانية تحقيق نهضة تنموية شاملة وأعتقد أن أهم الخطوات المطلوبة لحماية الوحدة اليمنية تتمثل بالحفاظ على سيادة الوطن واستقلاله، وتعزيز نظام الحكم المحلي ومنحة الصلاحيات المالية والإدارية الواسعة في رسم الخطط والبرامج وتنفيذها ولا بد من تكامل المؤسسات الثقافية والإعلامية في حمل مسؤولياتها الوطنية للوقوف أمام تحديات تفرض نفسها اليوم في منظومة المتغيرات الهائلة التي تقف عائقاً أمام بقاء الولاء الوطني في أعلى مستوياته، ومنح مؤسسات المجتمع المدني دور فاعل باعتبارها مدارس أولية لتعلم وتعليم وممارسة الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان وهنا يبرز دورها في مجال التنشئة السياسية والتثقيف السياسي تجاه أعضائها وتجاه المجتمع، والابتعاد عن التعصب الطائفي أو السلالي أو القبلي أو الحزبي وغيرها من التعصبات التي تشق وحدة الصف وتضر بمصلحة المواطن والوطن والأصل، وتبقى الوحدة الوطنية قوة للشعب والدولة لحماية البلاد وسيادتها واستقلالها ورافداً قومياً أصيلاً للوحدة العربية الكبرى. من التشطير إلى الوحدة الدكتور/ عبدالوهاب آدم العقاب الأستاذ المشارك بقسم التاريخ بكلية الآداب: عاد العثمانيون إلى اليمن بدعوة من أئمة الزيدية المتصارعة، وفي عام 19021904م بدأ الحوار بين دولتين محتلتين لليمن في تقسيم رسمي لليمن ولم يتم الاتفاق إلا في مارس 1914م، ولذلك لما جاء الإمام يحيى حميد الدين رفض الاعتراف بهذا التقسيم باعتباره تم بين دولتين محتلتين، وبدأ يعمل على وحدة اليمن ولم يقدر له ذلك لأن إمكانياته كانت أقل مما يجب واستمر اليمن مقسم الأوصال حتى قيام الثورة السبتمبرية عام 1962 عندما عادت فكرة الوحدة اليمنية كضرورة من مقدمات الوحدة العربية والتفت القوى الثورية بالشطر الجنوبي لتقاتل جنباً إلى جنب مع ثورة صنعاء، ومع عام 1967 وقيام حركة نوفمبر واكبتها حركة الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 وبدأ المد الفكري الوحدوي ينتعش من جديد واستمر الحال بحكم الظروف الإقليمية والدولية تتأرجح بين الموافقة والممانعة حتى عام 1980عندما بدأ الحوار الجاد بين شطري اليمن وبدأ تفعيل اللجان الوحدوية وكان في عدن رجال تحكمهم غريزة التفرد والمماحكة السياسية والتطرف بالرؤى الأيديولوجية فكان شهر يناير الدامي 1986 وتم خوض صراع دامية بين قوى الاعتدال والتطرف أدى إلى سقوط المتطرفين ونجاح المعتدلين وبهم وبعهدهم بدأ مشروع عودة دولة الوحدة اليمنية عندما راهن على قيامها فارس الوحدة اليمنية دون مزايدة الرئيس علي عبد الله صالح وكللت الوحدة بنجاح في 22 مايو 1990 فهنيئاً لشعبنا بهذا اليوم العظيم.