البعض يحلم والبعض الآخر يتمنى لو أنه لم يحلم الحالة الثانية هي موضوعنا . أعداد غير قليلة من المشاريع التي شرع اصحابها فيها،ما لبثت أن تحولت مشاريعهم التي كانت بالأمس القريب حلماً يرادوهم، إلى كابوس يقض مضاجعهم المبيعات تراجعت المديونيات لدى العملاء مرتفعة السيولة النقدية غير متوفرة ،عيوب في المنتج، تسرب العاملين، تهديد بإغلاق المنشأة من قبل هيئات الرقابة وغير ذلك من الأمور التي تقلق صاحب المشروع وتشل تفكيره. الغريب أن يحدث هذا الأمر في بلد لازالت قابلة لإقامة العديد من المشاريع والمنشآت الانتاجية، ويكفي للتدليل على ذلك عشرات الأنواع من المنتجات المستوردة التي تدخل إلى أسواقنا وبعضها يفتقر إلى الجودة. وهذا يؤكد أن معظم المشاريع التي تتوقف، لم يكن توقفها بسبب عدم جدواها وإنما لأسباب أخرى. عوامل النجاح عوامل نجاح أي مشروع بحسب دكتور سعد صادق في كتابه إدارة المشروعات هي صلاحية الإدارة، صلاحية المشروع صلاحية البيئة وهذه أسباب كلية عامة ويمكن الرجوع إلى الكتاب والاطلاع عليها. ما سأورده هو مجموعة من الأسباب من خلال الإطلاع على بعض هذه المنشآت واقعاً ويمكن أن تثرى هذه المحاولة من خلال التفاعل مع الموضوع ومشاركة خبراء الإدارة في بلادنا وأصحاب التجارب الواقعية للوصول إلى دراسات تكون أقرب إلى واقعنا وتصاغ كدليل يكون في متناول المستثمرين اليمنيين والطامحين بإقامة مشروعات خاصة بهم. ما أود طرحه أن معظم أسباب الفشل تكون بسبب تصرفات أصحاب القرار في هذه المشاريع والمنشآت وهم الملاك غالباً ومن الأسباب: 1 البداية الخطأ ولا أقصد بالبداية الخطأ هي ما يتعلق بالمنتج وجدواه الاقتصادية فكما أسلفنا أن معظم المنتجات والصناعات له جدوى في بلادنا ومعظم المشاريع التي لاحظت تعثرها هي مشاريع ذات جدوى وبعضها سجل نجاحاً من بدايته بل إن هناك فرص لبعض المشاريع للتصدير إلى دول الجوار. والمقصود هنا بالبداية الخطأ هي القرارات التي يتخذها المستثمر في بداية المشروع دون تفكير ودون جمع المعلومات الكافية والتي يصبح تغييرها بعد ذلك مكلفاً مثل: شراء آلات مستخدمة دون التأكد من صلاحيتها أو من شركات غير موثوقة أو شركات لا تقدم خدمة ما بعد البيع أو قطع الغيار. اقامة المشروع في مساحة صغيرة لاتكفي لمزاولة نشاطه مع عدم امكانية التوسع أو الشراء لمساحات أخرى في هذه المنطقة ،أو إقامته في مكان غير صالح لإنشاء المشروع أو لا تصله الخدمات اللازمة. عدم الاطلاع على الأنظمة والقوانين التي تنظم نشاط المشروع المزمع إنشاءه مما قد يفاجأ صاحب المشروع أنه يعمل خارج نطاق النظام أو القانون. ٭إحذر الآلة الخطأ المكان الخطأ العمل خارج النظام واللوائح 2 حصر الإدارة على المالك أو أقاربه وعدم اشراك الآخرين. إذا نظرنا إلى المؤسسات الناجحة أو تلك التي تشق طريقها نحو النجاح سنجد أن من بين مديريها أشخاص من خارج أسرة المالك. صدقني أنك لن تستمر إذا ظننت أنك ستقوم بكل شيء المبيعات التسويق الانتاج الرقابة...بمفردك وإذا حالفك الحظ لبعض الوقت فإنك ستغرق في تفاصيل العمل ولن تستطيع تطوير منشآتك أو توسيع استثمارك. إذا كنت ممن يعتمد على مدراء وموظفين أكفاء ومع ذلك تتخذ القرارات بشكل فردي دون استشارة فريقك الذي يعرف تفاصيل العمل ونقاط القوة والضعف فإنك ستكون بذلك قد وجهت منشآتك نحو الفشل. إستعن بفريق عمل وأشركه في إتخاذ القرارات 3 تجاهل وضع أنظمة للعمل والتدريب عليها الأنظمة المكتوبة لجميع تفاصيل العمل ستجعل العمل في يد مؤسستك وليس في يد أفراد إذا تغيب أحدهم توقف عملك. في أحد المصانع توقف العمل بسبب تغيب أحد العاملين لأنه لا يوجد عامل آخر يستطيع القيام بعمله على خط الإنتاج فكيف إذا تغيب مشغل الآلة في هذا المصنع. وهناك أنظمة لابد لصاحب العمل من إدخالها مثل نظام الحسابات والمبيعات والمخازن وغيرها والتي لا تكلف كثيراً مقارنة بما توفره من جهد ووقت ومن تحسين من العمليات، ويمكنك من خلال هذه الأنظمة الرقابة على منشآتك ومعرفة وضعها بسهولة وفي أي وقت تريد ويجعلك تتفرغ للتفكير في تطوير عملك. «اجعل عملك في يد مؤسستك وليس في يد الأفراد وذلك بكتابة انظمة العمل وتعليماته، وإدخال أنظمة الكمبيوتر فيما يتعلق بالحسابات والمبيعات والعملاء والمخزون..» 4 عدم توفر السيولة بعض المشاريع تبدأ قوية وتزداد مبيعاتها ولكن ما إن يرغب صاحب المشروع في شراء مواد خام أو دفع مستحقات مالية عليه إلا ويفاجأ بأنه لا يوجد لديه سيولة نقدية. يحدث هذا الأمر عندما يغيب عن ذهن المستثمر أن كل 001مائة ألف ريال يبيع بها منتجاته فإن حوالي 06ريالآً قيمة مواد خام و02ريالاً مصاريف وأجور. وهذه النسبة قد تنقص أو تزيد لعدة عوامل فإذا باع سلعته ب 001ريال وأستلم 07ريالاً وترك 03ريالاً آجل لدى العميل فهذا يعني أنه سوف يقترض حوالي 01ريالات لإنتاج المنتج التالي أو أنه سيتوقف وقس على ذلك، ولذلك لابد من ضبط البيع والتحصيل والمصروفات بحيث يتم ضبط التدفقات النقدية طوال العام. «احرص على توفر السيولة المالية طوال العام فهناك مشاريع تعثرت رغم مركزها المالي الجيد ولكن لم تتوفر السيولة لديها لمواجهة متطلبات النشاط لاتسمح بتجاوز المديونيات 5102%من المبيعات» 5 غياب مفهوم نقطة التعادل عن ذهن صاحب العمل أنت تدرك أن هناك تكاليف للمواد الخام وتكاليف أخرى تترتب على إنتاج وبيع سلعتك،وإذا لم يصل إنتاجك أو بيعك إلى النقطة التي تغطي هذه التكاليف مجتمعة فإنك ستكون خاسراً، وهذه النقطة التي تساوي عندها تكاليف الإنتاج والبيع مع الايراد تسمى نقطة التعادل وعند هذه النقطة أنت لن تكسب شيئاً ولكنك أيضاً لن تخسر ولابد لنجاح مشروعك من تجاوز هذه النقطة. من أفضل ما يساعدك على تجاوز هذه المشكلة على افتراض البداية الصحيحة هو بناء فريق بيع وتسويق. « إمتلاك فريق بيع وتسويق ناجح سيساعدك على النجاح ليس في مشروعك الأول وحسب ولكن في مشاريعك القادمة أيضاً» 6 ضعف الاهتمام بالقيم غياب القيم في أي عمل تجاري أو استثماري يجعله عرضة للإنهيار في أية لحظة من اللحظات يقول جاك دنكان في كتابة أفكار عظيمة في الإدارة. إن قيم المدير يجب أن تنتشر خلال جميع أنحاء المنشأة وأن تظهر في كل مكان ، وأن يتزود بها كل عامل وكل موظف وعندئذٍ وفقط يمكن للمنظمة الصناعية أن نحقق درجة عالية من الامتياز الفردي والجماعي من الأشياء المهمة التي يمكن أن تتضمنها مصفوفة القيم على سبيل المثال من غشنا فليس منا ننتج لعملائنا ما نتناوله أو نستخدمه نحن و أبناءنا حقوق العمال التزام وأولوية الجودة والاتقان وغير ذلك من القيم التي يمكنك مشاركة فريق عملك في صياغتها ومن ثم نشرها في منشأتك. «العمل في إطار القيم المتفق عليها يؤهل المنشأة لمواجهة الصعوبات ويعمق ارتباطها بالعاملين والمستهلكين» ما ذكر آنفاً هو بعض النقاط التي أتمنى أن تكون البداية في تأسيس دليل متكامل يفيد أصحاب المشروعات وذلك من خلاال مشاركة المهتمين وأصحاب الخبرة سواء كانوا مدراء أو من أصحاب التجارب العملية ويمكننا أن نثري هذا الموضوع من خلال المشاركة في كتابة المقالات والتواصل المستمر وتبادل الخبرات.