تجتهد كل أسرة منذ بداية العام لكي يتفوق ولدها ويتوفق في إجراء الامتحانات ويحصل على درجات ومعدل يؤهله لنيل موقع في مجتمعه يخدم من خلاله وطنه ويساعد أسرته إلا أن هذه القاعدة تكاد في أيامنا هذه أن تكون صعبة التحقق حتى وإن كان ذلك الجهد من قبل الطالب وأسرته جهداً استثنائياً،إذ إن بلاطجة الغش وعديمي الضمير وآكلي السُحت من جيوب طلبة ضعاف في تحصيلهم العلمي قد أحالوا قاعات الامتحانات إلى ساحات من الهرج والمرج والتهديد والوعيد من قبل طلبة لم يعرفوا الأدب لا في أسرهم ولا في مدارسهم. وعندما ينفرط العقد ويبدأ الخطر يمتد إلى المراقبين من عدوانية بعض المستهترين من الطلبة الذين يريدون الغش بالقوة تتفتح قريحة هؤلاء المراقبين وتنتج قراراً بسحب دفاتر الإجابات من جميع الطلبة في اللجنة الامتحانية (الصالح منهم والطالح) كما حصل في اللجنة العاشرة، مجمع ثانوية تعز التربوي، يوم الخميس الماضي. الأخ محافظ المحافظة. الأخ وزير التربية والتعليم. أنا مواطن أبحث عن إجابة لسؤالي: ما ذنب ابني؟ وما ذنب أمه؟ وما ذنبي أنا؟ وماذنب كل الطلاب من أمثاله أن يتحمّل ارتجالية اتخاذ قرار سحب دفاتر الإجابة قبل انتهاء الوقت ب 45 دقيقة ناهيك عن أن ما سبق هذا من الوقت هو عبارة عن وقت ضائع وفاسد ولا يمت إلى الجو الامتحاني بصلة، ذلك أن هناك طلبة مستهترين بالعلم والأمن والأخلاق ولا يهمهم من العملية التعليمية سوف الخروج إلى المجتمع بعقلية النصب والاحتيال وهذا ما حصل في اللجنة العاشرة في مجمع ثانوية تعز يوم الخميس الماضي في امتحان اللغة الانجليزية. الأخ محافظ المحافظة. لا زال أبناء تعز يذكرون لك ولن ينسوا موقفك الشجاع في امتحانات العام الماضي ويتمنون تكرار تلك المواقف التي أرعبت المتاجرين بجهد الطلاب وإمكانيات وزارة التربية والتعليم وياليت يبدأ ذلك في اللجنة الامتحانية في ثانوية تعز الكبرى فالذي يحدث في هذا المركز يشيب له الولدان. 1 - بادئ ذي بدء يصل ملوك الغش من الطلاب بمنظر لا يمت لمظهر الطالب بصلة أبداً حيث يدخلون بصرخات الضحك والقهقهة مرتدين معاوز يمضغون القات في ذلك الوقت وهو ما يسمونه «تفذيحة» مصرَّحين بذلك على مسمع كل المراقبين خادشين بذلك شعور الطلاب المجتهدين محدثين فيهم هزات نفسية تؤدي إلى تشتيت الذهن وصرف الجهد والاستهزاء واللامبالاة. 2 - بائعو الماء والمشروبات الغازية يتجولون داخل القاعة الامتحانية وعلى طريقهم يحملون أوراق الغش من خارج القاعة، إن بيع الماء والمشروبات ليس إلا طريقة من طرق التوصيل وإلا ما الذي سيحدث خلال ساعة ونصف إن لم يشرب الطالب ماء ونحن لم نعرف في حياتنا أن اشترينا ماء وسجائر ومشروبات داخل قاعة الامتحان. 3 - شخصيات اجتماعية تستغل مراكزها الاجتماعية للدخول إلى المراكز الامتحانية حاملين معهم أوراق غش من خارج القاعات الامتحانية، والأمر في هذا الموضوع أنه حدث من عضو مجلس محلي في مديرية القاهرة. 4 - ما حدث في إحدى القاعات الامتحانية في ثانوية تعز الكبرى هو أن الطلاب اليائسين والمعتمدين على الغش أثاروا الفوضى يوم الخميس الماضي، فطال جرمهم هذا الطلاب المجتهدين بعد أن قرر مراقب القاعة سحب الدفاتر الامتحانية قبل انتهاء الوقت وقد يكون السبب عدم حماية المراقب من بلطجة البلاطجة فعلى من يقع اللوم هنا؟ على الفوضويين؟ على الأمن؟ على رئيس اللجنة؟ لا يهم فالضحايا هم جميع طلاب القاعة. الأخ وزير التربية والتعليم. إن عواقب الغش لاتقتصر على الطلاب المجتهدين نتيجة للتشويش الذي يحصل ولكن على الغشاشين أيضاً فقد دخلت نماذج إجابات اللغة الانجليزية للصف الثالث الثانوي في ثانوية تعز الكبرى تخص الصف التاسع وقام الطلبة الغشاشون (الضحايا) بنقلها بجد وجهل واجتهاد. الأخ محافظ المحافظة. الأخ وزير التربية والتعليم. إنني أب لولدي من بين قرابة أكثر من مليون أب أولادهم يؤدون امتحانات الشهادة العامة لاشك أنهم جميعهم حريصون على تحقيق أعلى معدل، كل له طريقته وأنا وكثيرون غيري نفضل طريق الاجتهاد والمثابرة والاعتماد على النفس.. فهل يتحقق لنا ذلك؟ أنا متفائل. تجميع مبالغ من قبل الطلاب وإعطاؤها لمن أوكل إليهم مراقبة سير الامتحان جريمة في حق الوطن كله، هذا ليس من نسج الخيال ولكنه واقع فعندما يكون المتحدثون عن هذه الجرائم هم الطلاب أنفسهم وبعض المراقبين فلاشك أن الأمر يستدعي التحقيق والمتابعة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب. مما حدث في أحدى قاعات الامتحان في ثانوية تعز الكبرى هو أن أحد المراقبين حكم ضميره ورفض السماح لأحد زملائه بتمرير أوراق غش لأحد الطلاب فما كان من الأخير إلا أن ألب عليه القاعة من اليائسين وممن لم يعجبه الموقف فقاموا بالاعتداء عليه وسحبت الدفاتر الامتحانية من الجميع، والمجتهد بأي ذنب أحبط؟