بالتزامن مع ذكرى توليه السلطة والتي تصادف ال 17 من يوليو والذي شهد بعدها الشعب اليمني تحولات ملموسة ونهضة تنموية شاملة أطلق فخامة الأخ.علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية دعوته لكافة أطراف العمل السياسي والحزبي للحوار والتصالح والتسامح وهي مبادرة لاقت ترحيباً واسعاً مؤكدة في الوقت ذاته حرص الرجل وتمسكه بهذا النهج الحضاري الذي لم يحد عنه قيد أنملة ابتداءً من خطابه الأول لدى تسلمه شئون قيادة البلاد حيث تضمن «أي الخطاب» إشارات واسعة لمفاهيم الحوار والتسامح وأبعادهما في تجاوز المحن والأزمات التي كانت تدور رحاها آنذاك وهي مفاهيم ساهمت في الانطلاق نحو آفاق النمو والتطور والازدهار يشفع له في ذلك تاريخه النضالي الخالي من دوامات العنف وسفك الدماء . «الجمهورية» التقت عدداً من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية ورصدت انطباعاتهم حول أصداء هذه الدعوة وآثارها المستقبلية على الوطن والمواطن في ظل أعمال التخريب التي تقوم بين الفينة والأخرى في مناطق محدودة من مناطق اليمن. العنف أسماء المصري روائية وقاصة: من المعروف أن العنف لايولد إلا العنف المضاد فالقانون الفيزيائي يقول لكل فعل رد فعل مساوٍ له في القوة مضاد له في الاتجاه وهذه نظرية حقيقية ملموسة تعكسها صيرورة الأزمان حتى الحروب التي دارت في شتى بقاع العالم لم تكن هي الحل الأمثل لكنها ضرورة قد يلجأ إليها بعض القادة في آخر المطاف لتسوية بعض الأمور التي يرونها صالحة للوصول إلى الأهداف المنشودة لذلك نرى أن الحوار الكفء والمتوازن هو السبيل الوحيد لإحلال السلم الاجتماعي ومن هنا يمكننا أن نتكشف مرامي الدعوة الكريمة التي أطلقها فخامة الأخ.الرئيس والقائمة على أساس من التسامح والتصالح وهي خطوة موفقة من وجهة نظري الخاصة وإلى أبعد حد لأن الوصول إلى قواسم مشتركة بين أطراف العمل السياسي من شأنه أن يحل المشاكل العالقة والتي نشهدها حالياً وأبرزها الأعمال التخريبية في بعض المناطق التي راح ضحيتها عدد من المواطنين وأفراد من الأمن العام وقد يمتد علاج هذا الحوار الناجح إلى حلحلة القضايا الاقتصادية وضيق المعيشة التي يعانيها المواطن ولكن تحت سقف الوحدة والثورة والجمهورية. كما أن الحوار والتسامح لغة ليست بغريبة على علي عبدالله صالح منذ توليه مقاليد الحكم وأنا كمواطنة يمنية لها حقوق وعليها واجبات أدعو كافة أبناء شعبنا الوحدوي إلى الاصطفاف الوطني ضد كل المؤامرات على أن ذلك لايمنعنا من الحرص على لغة الحوار في جو من التسامح والقبول بالآخر بدون تطرف قد يؤدي بالوطن إلى براثن التهلكة وهو مايؤكد لنا أن من يتهرب أو يماطل في التجاوب مع هذه الدعوة سواء كانوا أشخاصاً أو جهات حزبية وسياسية أو منظمات وغير حكومية لايعرض نفسه إلا للكثير من الشبهات والشكوك حول انتماءاته الوطنية ومدى انتصاره لمصالح البلاد العليا. صيانة الدماء حسين أحمد الصوفي: عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس الدائرة السياسية قال: نحن نقدر لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي عرفناه محباً ومتفانياً في خدمة هذا الوطن. فالمبدأ الحضاري والإنساني الذي اختاره لنفسه والمتمثل في انتهاج مبدأ الحوار كان له الفضل في الخروج بالوطن من عنق الزجاجة لهذا فالدعوة للحوار والتصالح والتسامح ليست بغريبة على هذا الرجل ونحن نضم صوتنا إلى صوته وندعو مختلف أطياف العمل السياسي في بلادنا إلى التجاوب للدعوة فأي نقاط اختلاف في وجهات النظر قد تطرأ هنا أو هناك لاسبيل لتذليلها وتقديم الحلول المناسبة لها إلا بالحوار لأننا بلد ديمقراطي تعددي يؤمن بالرأي والرأي الآخر وكلما تشعبت المشاكل كثفنا الحوار. والدعوة تحمل دلالات أكيدة على أن الرئيس علي عبدالله صالح باعتباره رئيساً لكل اليمنيين يحرص في كافة خطاباته على الحوار تجاه كافة القضايا ورغم ذلك إلا أنني لا أؤيد فكرة التسامح إلى درجة تمكن بعض المراهقين سياسياً الذين يحلو لهم اختلاق المشاكل والفتن من أجل مكاسب شخصية تأتي على حساب الوطن ومصلحته ومكتسباته لأن هؤلاء كالنار تأكل كل مايعرض عليها ولا تشبع أبداً وفي مثل هذه الحالة يجب أن نتيح الفرصة للأجهزة القضائية المختصة باعتبارنا دولة ذات مؤسسة لتقوم بعملها وعندها لن يلومك أحد لأن هذه العناصر التي تنخر في عظم الوحدة استعذبت هذه الأعمال الشاذة وأصبحت تشكل تهديداً حقيقياً على مستقبل الوطن فهل من المعقول أن نظل نتلطف لهؤلاء الذين لا يرون سوى مصلحتهم الشخصية الأنانية دون وضع أي اعتبار لما سيسفر عنه موقفهم السياسي الصريح والوقح لهذا الوطن.. الوطن الذي هو ملك لأبناء الشعب بمختلف شرائحهم يجب أن نقتنع بأن من يجعل في إحدى أذنيه عجيناً والأخرى طيناً ويشيح بوجهه لكافة الدعوات للحوار مفلس فكرياً وثقافياً ووطنياً ولا يريد سوى الإضرار بمستقبل أبنائنا وهو كالسرطان يجب اجتثاثه ولكن بالسبل القانونية والدستورية. تفويت الفرصة على المتآمرين يقول محمد أحمد العلواني رئيس الدائرة التنظيمية لفرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة ذمار: هذه ليست الدعوة الأولى التي يدعو فيها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام إلى الحوار والتسامح عبر الجلوس على طاولة مستديرة من أجل مناقشة كل القضايا الدعوات المتكررة لم تأت من فراغ بل إنها تنطلق من فهم عميق لما يدور في الساحة الوطنية في التسامح والتصالح في معالجة القضايا كما أن تمسك فخامته بانتهاج الحوار ماهو إلا لتفويت الفرصة على أعداء الوطن الذين يريدون إدخال اليمن في حروب قد تأكل الأخضر واليابس وماحصل مؤخراً ماهو إلا خطوة ضمن مخطط تآمري واسع، مدعوم خارجياً تستهدف اليمن ومصالحها. لقاء باصرة ويقول صالح صالح الجبر رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بمحافظة ذمار: نحن مع دعوة الرئيس جملة وتفصيلاً لأن الحوار لا يمكن أن يتم إلا إذا ساد نوع من التسامح والتصالح بين أقطاب القوى المعنية بهذا الحوار وبغير ذلك فمن الصعوبة بمكان أن يتم الحوار وإذا حصل أي حوار خالٍ من التسامح فإنه مجرد لقاء لتوسيع الخلاف على الواقع، وقد أعجبني كثيراً اللقاء الذي نشرته صحيفة السياسية للدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي استقته من أحد برامج قناة السعيدة فكلام الوزير بما حمله من الصراحة والوضوح يؤكد إيمان الرئيس علي عبدالله صالح بالحوار ولا يضيق بالرأي الآخر ولو لم يكن بتلك السمات لما أمكن للدكتور باصرة أن يتحدث بتلك الشجاعة لا لشيء سوى كونه أحد أعضاء الحكومة البارزين. والحوار وحده هو الكفيل بتجاوز المشاكل التي تثقل كاهل المواطن والوطن وبكل هذا وذاك يجب الاقتداء بالرئيس/علي عبدالله صالح والتحلي بروح التسامح وفتح صفحة جديدة من أجل مستقبل أفضل ولابد هنا أن نترحم على أرواح المواطنين ورجال الأمن الذين راحوا ضحية المواجهات التي أثارتها العناصر الخارجة عن القانون وأعتقد جازماً أن افتعال هذه الأحداث ومن بينها محاولة اقتحام مبنى السلطة المحلية في محافظة أبين ليست إلا مخططاً تآمرياً لتصعيد هذه الأحداث فبدلاً من حقن الدماء سفكوها بدون وازع من ضمير أو إنسانية. على المعارضة التقاط المبادرة م. عصام عبدالعزيز مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني قال: على المعارضة وبالذات أحزاب اللقاء المشترك أن تلتقط هذه المبادرة الرئاسية والتعامل معها بروح المسئولية الوطنية بعيداً عن التمترس وراء الشروط المسبقة والتعجيزية والتي لا تخدم سوى أعداء الوطن أما إذا تعاملت المعارضة مع هذه الدعوة بالمكابرة والرفض فماذا يريدون أصلاً؟ هل يريدون العنف لا أعتقد أن أي عاقل يفضل اللجوء إلى العنف والتخريب لأن رفض الحوار من حيث المبدأ لايدل إلا على ماذهبنا إليه آنفاً ولايمكن أن نقبل بالمساومة على حساب المصالح الوطنية العليا لهذا يجب تفعيل الحوار بأسرع وقت ممكن سعياً لإيجاد تصور موحد لمواجهة القضايا العالقة التي ترهق الاقتصاد الوطني وتفتح المجال واسعاً للأيدي الآثمة لتخريب مكتسبات وإنجازات يمن ال22من مايو 1990م.