هي لغة القائد الأولى في أي ميدان من ميادين الحياة في البيت في العمل في ساحات المعارك فالقائد الفذ يستطيع أن يصنع هذه اللغة لأنه يعلم أثرها على قلوب جنده ولأنه يحبهم ويهتم بهم والأب في البيت إذا رفع من معنويات شريكة حياته جعلها جديدة في كل يوم وإذا رفع من معنويات ولده جعله مميزاً عن اقرانه من الفتية وكذلك في العمل إن من إحدى مهارات القائد المبدع في العمل هي رفع المعنويات ليصل بجودة منتجاته إلى القمة وسمعة شركته إلى كل مسمع ويكسب ولاء العاملين والقائد في المعركة ولعلنا نعرف كيف كان قادة المسلمين بل كيف كان قائد الإسلام والمسلمين الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ولا يطيب الكلام إلا بذكره» كان إذا حمي وطيس المعارك برز في بداية الصفوف وكلنا نعرف قصة معركة حنين عندما تراجع جيش المسلمين مولي الأدبار برز الرسول منفرداً على جيش الأعداء وصاح بصوته أنا ابن النبي لاكذب أنا ابن عبدالمطلب وأمر عمه العباس أن ينادي لأصحاب السمرة «أصحاب بيعة الرضوان والذين كانوا قد بايعوا الرسول على الموت» فالتف حول النبي مايقارب المائة مقاتل وكان له أثره الكبير في عودة المسلمين والنصر في المعركة. وصناعة المعنويات لها طرق شتى وأساليب عديدة موجودة وأساليب مازالت تبتكر وأترككم تستمتعون بهذه القصة قبل أن أكمل ما بدأنا به: سألت إحدى المديرات في محل لبيع الكماليات «ما الذي دفعك لتستمري طويلاً حتى تصبحي مديرة؟» فأجابت أنه قفاز بيسبول!!! وبدأت القصة أنها التحقت بالعمل في هذا المحل كحل مؤقت حتى تحصل على عمل آخر أفضل وبراتب أكبر وفي اليوم الثاني أو الثالث لها تلقت اتصالاً من ابنها ذي التسع سنوات يريد منها شراء قفاز بيسبول لدوري الصغار وشرحت أنها كانت أما وحيدة وأن الحال لم يكن جيداً والمال قليل جداً وأن الراتب الأول يجب أن تسدد به بعض الفواتير وربما تستطيع أن تشتري له قفازاً من الراتب الثاني أو الثالث وانتهت المكالمة وفي اليوم الثاني دعت المديرة هذه العاملة إلى مكتبها وبدأت المخاوف تساير هذه العاملة هل قصرت في عملي هل أخطأت وكانت مهمومة ومرتبكة وعندما وصلت إلى مكتب المديرة أعطتها صندوقاً وقالت لها «لقد سمعت مصادفة كلامك مع ابنك في الأمس إن شرح مثل هذه الأمور قد يكون صعباً للأطفال إن هذا القفاز لأبنك لأنه قد لايفهم مدى حبك له وقد لايفهمك أن الفواتير أهم من القفاز وأنت تعرفين أننا لانستطيع أن ندفع للمخلصين أمثالك بالقدر الذي نحب أن ندفع له ولكننا نهتم بهم وأريدك أن تعرفي أنك مهمة بالنسبة لنا، فهذا نوع من أنواع رفع المعنويات وكسب حب الآخرين أن تشعر بهمومه الداخلية والعائلية بل وتساعد على حلها وتظهر الاهتمام به تتجاوز عن اخطائه فأنت بالتأكيد تتركين له انطباعاً جيداً عنك وعما تقومين به. إذا ما الفائدة التي سأجنيها والثمرة التي سأقطفها من رفعي لمعنويات الغير؟ وأقول الفوائد عديدة والثمار طيبة ومنها: أولاً: على مستوى حياتك وعلاقتك أنت تكسب العديد من الاصدقاء الحقيقيين الذين يعرفون أنك عظيم فهي إحدى الطرق للدخول إلى القلوب بل واستعمارها «تقول ايميلي ركنسون: لو أنني استطيع أن أخفف آلام الناس أو أسكن ألماً أو أساعد عصفوراً هزيلاً ليعود إلى عشه فلن تكون حياتي هباء «ونحن المسلمون ننتظر أعظم من هذا رحمة الله». ثانياً: إذا كنت موظفاً أو رئيساً على مجموعة من الموظفين فأنت تستطيع أنت تصل بأعمالهم إلى الذروة وبالتالي يعود لك ماصنعوه وتصبح رئيساً ناجحاً في عملك فنجاح المدير من نجاح طاقمه. ثالثاً: إذا كنت صاحب مؤسسة أو منشأة تستطيع بهذه الطريقة أن تفتح الأبواب الموصدة وتكسب ولاء العاملين في مؤسستك وتحقيق الأهداف التي تصبو إليها وخلال فترة وجيزة، لأنك قد كسبت طاقات هائلة من البشر والكل يؤدي عمله طلباً لإرضائك فمقامك كبير وأنت ملك قلوبهم. وأخيراً: هي مهارة أن تصنع المعنويات عند غيرك وشأنها شأن أي مهارة تزيد وتكبر بالتدريب فكن كبيراً وعظيماً وكن ماشئت من الصفات بهذه الخصلة فقط. إهداء: «مهما كان في الإدارة من رجال فهناك رجل بكل هذه الإدارة» .. إلى رجل الإدارة السهل الممتنع الأستاذ ياسين عبدالله سعيد.