ازدحام على أبواب المساجد.. وفي ساحات الأسواق.. وعلى ردهات المطاعم والفنادق الفارهة.. وليس انتهاءً بأرصفة الشوارع وقارعة الطرقات، ذلك إن كنت تبحث عن أمكنتهم.. أما إن كنت تبحث عن زمان تكاثرهم وانتشارهم فهو زمن الشهر الفضيل الذي أضحى موسماً ضمن مواسم عديدة، كل يستغله في حرفته، حتى أولئك المتسولين. ظاهرة التسول منتشرة في مجتمع كمجتمعنا اليمني، إلا أن ما يزيد في تفاقم انتشار ظاهرة التسول دخول شهر رمضان، حيث يعتبر الشهر الكريم موسما من أفضل المواسم بالنسبة إليهم لممارسة التسول وحيث تنشط عصابات التسول أثناء هذا الشهر نشاطا محموما لاستدرار عطف المحسنين والخيرين الذين يقبلون بدورهم في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر على فعل الخيراتس والصدقات وإخراج الزكاة، ولذلك يتفنن المتسولون بكل الوسائل والحيل المعروفة عنهم والقصص والحكايات الإنسانية المفبركة والعاهات المصطنعة للحصول على أقصى نصيب لهم من هذه الأموال. ورغم تنوع حكايات وقصص ملاحقة ومطاردة المتسولين من فرق مكافحة التسول والبلديات والجوازات وغيرها إلا أنها لم تتوصل إلى قرارات إيجابية للتخفيف من ظاهرة التسول.. وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 24 ألف طفل يتم إقحامهم في البيع والتسول في الشوارع حسب دراسة ميدانية أشرفت عليها جمعيات مدنية.