مائدته الغذائية وبرامجه التلفزيونية، هي ما يعجب الأطفال في رمضان ويرون فيه مميزة له بذلك عن غيره من الشهور، رغم أنهم يخلدون فيه إلى النوم في ساعة مبكرة ويستيقظون مبكرين ليمارسوا في ساعة نهاره الأولى بعض الألعاب مع أطفال حارتهم. ف (عبدالله حمود) و (سما خيرات) و(أمير حسن) و (ياسين عبده) وربما أمثالهم من الأطفال تكاد لهم صورة واحدة في رمضان، فرحهم بمائدة رمضان الكبيرة التي لا تتكرر فيه غيره من الشهور، ومشاهدة كيني ميني وهمي همك وعلاجك عندي التي تبث على قناتي السعيدة واليمن، هي القواسم المشتركة بينهم وبين أغلبية الكبار، لكن ما يميزهم هو ممارسة اللعب مع أقرانهم، وخاصة لعب كرة القدم، واتخاذهم من شوارع حارتهم مكاناً منساباً للعب. يقول (عبدالله) إنه يحب رمضان لمائدة إفطاره الكبيرة وبرامجه من الأفلام الكوميدية التي تعرض على قنوات يمنية، واقتصاره فقط على مشاهدة كيني ميني وهمي همك وعلاجك عندي، ثم ذهابه إلى فرش النوم مبكراً مع حلول الساعة العاشرة أو الحادية عشرة، إضافة إلى انشغاله باللعب مع أقرانه في حارته. لكن (أمير) لا يشاطر ( عبدالله) في بعض قواسم حياته في رمضان، فهو يصحو عند الساعة التاسعة صباحاً يقوم عندها لأداء صلاة الفجر التي مضى على أدائها ما يقرب من (5) ساعات، وتوجهه بعد ذلك إلى العمل في محل اتصالات يملكه والده إلى حين ساعة الظهيرة واستيقاظ والده من النوم. وفي العصر يدرس (أمير) في أحد معاهد اللغات والكمبيوتر ، وذهابه مع والده بعد عودته إلى مسجد (الآنسي) لتناول الفطور، وأخيراً بقاؤه عند شاشة التلفزيون لمشاهدة بعض الأفلام مثل كيني ميني وعلاجك عندي وغيرها. أما (أسامة) فهو الآخر لا تبتعد حياته في نهار رمضان وليله عن أقرانه، فهو يمارس اللعب مع أطفال حارته في أوقات مختلفة من النهار، وخاصة حين الظهيرة وبعد العصر، ومشاهدته للتلفزيون في المساء. لكن (ياسين) الآتي من ريف الحديدة تختلف حياته كثيراً، فهو لا تربطه علاقات مع أطفال حارته التي يسكن فيها أحد أقاربه، ويجلس معظم ساعات نهاره في اللعب منفرداً داخل البيت أو في مشاهدة التلفزيون، ثم خلوده إلى النوم بعد تناوله العشاء مباشرة. أما نظرة الأسرة لرمضان الأطفال فيبدو مختلفاً، إذ ترى عدم وجود بأس في جعل رمضان خالياً من الترفيه، حافظاً على هدوء البيت وضمان حصول نوم لرب الأسرة، كما تقول (صفية ونجلاء)، حيث تشير الأخيرة إلى إرسالها أولادها الأربعة إلى منزل أمها.