بالأمس تناولنا شيئاً بسيطاً عن الصحة النفسية وتعرفنا إلى كم تنقسم وتعرفنا أيضاً إلى دور الأسرة في صحة الطفل «النفسية» واليوم سنتعرف على طرق الوقاية والعوامل المساعدة على تنشئة الطفل بشكل صحيح نفسياً..!! الوقاية مفتاح الصحة النفسية أن ينمو الطفل نمواً سليماً وينشأ تنشئة نفسية سوية وأن يتوافق شخصياً واجتماعياً، وعلى الأسرة اتباع الإجراءات الوقائية النفسية الآتية: ضمان وجود علاقة متينة مع الوالدين. الحرية التي تتناسب مع درجة النضج. العمل على تحقيق أكبر درجة من التوافق والنمو وفق مراحله. المرونة في عملية الرضاعة والفطام والتدريب على الإخراج. التوجيه السليم والمساندة والأسوة الحسنة أمام الطفل. سيادة جو مشبع بالحب يشعر فيه الطفل بأنه مرغوب ومحترم. إمداد الوالدين بالمعلومات الكافية عن النمو النفسي للأطفال. ضمان وجود التعاون الكامل بين الأسرة والمدرسة في رعاية النمو النفسي للطفل. الاهتمام بنمو الشخصية بكافة مظاهرها جسمياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً والاهتمام بتوازنها بحيث لا يغلب بعد على الآخر. عوامل مساعدة ومن العوامل التي تساعد في دعم الصحة النفسية للرضع: ملازمة الذين يعرفهم وعلى رأسهم الأم وبقية أفراد الأسرة الذين ألفهم. احتضان الرضيع أثناء رضاعته سواء من أمه أو إذا كانت الرضاعة صناعية. ملاعبة الأهل وحملهم له وابتسامتهم في وجهه ومناغاته، وإعطاؤه الحب والحنان. حمايته من الأصوات العالية والمزعجة. التربيت الودود على جسم الرضيع أثناء مداعبتهم له. تجاهل بكاء الطفل إذا كان نظيفاً ولا يشكو من ألم ولا من جوع. التحدث من قبل الأهل والآخرين له بلغتهم الطبيعية وكأنه عاقل. عدم الابتعاد عن الأم خصوصاً في الشهور المتأخرة في السنة الأولى. وللوالدين دور كبير في تمتع ابنهما بالصحة النفسية السعيدة يتلخص في ضرورة تمهيدهما للطريق أمام طفلهما الرضيع ليكمل مشواره في النمو الطبيعي، ولذلك يجب أن يدرك الوالدن حجم مسؤوليتهما تجاه أطفالهما وليعملا على المباعدة بين الحمل والآخر ويرعيا طفلهما الرعاية الكافية. ومنذ الطفولة وصاعداً يتأثر الأطفال تماماً باتجاهات والديهم العاطفية فينمون وينجحون في منزل يعيش فيه الأبوان سعيدين لا يعكر صفوهما عسر مالي أو منغصات، حيث يأخذ كل طفل نصيبه كاملاً من حب أهله واهتمامهم دون إفساد وعلى النقيض لا يأمنون على أنفسهم متى شعروا بخلاف بين الأب والأم أو عندما يكتشفون أن إخوانهم وأخواتهم الكبار قلقون على مستقبلهم، وكذلك عندما يشعرون أن أهليهم غير مهتمين بهم أو مشفقون جداً عليهم فإن إحساس الطفل الداخلي بحقيقة موقف الأسرة العاطفي يجعل تظاهر الكبار بعكس ذلك عديم الجدوى مهما بذلوا من جهود لإخفائه عنه. فعلى الآباء لمصلحتهم الخاصة ومصلحة أطفالهم أن يواجهوا حقائق الحياة وأن يتجاوبوا معها ما أمكن كما يجب أن يعمل كل من الأم والأب على قيام حالة انسجان بينهما، فمن العقل أن يخفض الأب والأم مستوى معيشتهما نوعاً ما بدلاً من القلق المستمر على موقفهما المالي وأن يقللا من المزايا التي يمنحانها لأطفالهما حتى لا يعيشا في قلق وشك واضطراب. ولهذا فالأب والأم اللذان يعيشان في توافق وتعاطف قانعين معاً متفهمين في نظرتهما إلى الحياة ليضعان لأطفالهما أسساً قوية من الأمن والسعادة لا مثيل لها.