تعد القدرة على الحوار المستمر بشكل ناجح مع الأبناء من أساسيات التربية ولكن يفتقد بعض الآباء هذه القدرة ما يؤثر سلباً على علاقتهم بأبنائهم. ماهي الأخطاء التي يرتكبها الأهل في حوار هم مع أبنائهم وكيف يمكن تلافيها؟! الاختصاصية النفسية في مركز المهارات لتنمية القدرات الذهنية والعلاج النفسي التربوي «آمال عاشور جدة عرفتنا على أبرز الأخطاء في حوارنا مع طفلنا». معلوم أن طريقة الحوار وأسلوب المعاملة مع الطفل أمر غاية في الأهمية، فعدم إشباع حاجة الطفل أو الدخول إلى عالمه يولدان لديه الاضطرابات. 4 أخطاء ويشكل نجاحنا في الحوار مع أبنائنا إحدى علامات نجاحنا في التربية، ولكننا قد نرتكب بعض الأخطاء التي قد تفشل هذه العلاقة.. ولعل أبرز الأخطاء التي يرتكبها الأهل في حوارهم مع أبنائهم، تتمثل في: أولاً: إبداء عدم الرغبة في الاستماع للطفل بحجة الانشغال بشيء ما! وفي هذا الإطار، ينبغي على الأم عندما يعبر طفلها عن نفسه ومشاعره وأفكاره أن تهتم بكل كلمة يتفوه بها ليشعر أن والدته تتفهمه وتحترمه وتتقبله، لأن الاستماع إلى كلامه يعتبر من احتياجاته الأساسية، كما أن حديثه في تلك اللحظة أهم من كل مايمكن أن يشغل الأم، فإذا كانت الأم مشغولة فعلاً، يفضل إعطاء الطفل موعداً صادقاً ومحدداً، خصوصاً إذا كان منزعجاً أو محبطاً، مع احتضانه وتقبيله والتربيت على كتفه. ثانياً: استخدام أسلوب التحقيق مع الطفل من خلال الاستفسار عن أشياء معروفة مسبقاً لدى الأب، علماً أن هذا الأسلوب يجبر الطفل على أن يكون في موقع المتهم ويأخذ موقف الدفاع عن النفس، وهذه الطريقة قد تؤدي إلى أضرار غير متوقعة ما يحول موقع الأب في نظر ابنه من صديق يلجأ إليه ويشكو له همه إلى محقق أو قاضٍ، ويجب على الأبوين أن يدركا أن طلفهما لايريدان أكثر من أن يستمعا إليه باهتمام، ويتفهما مشاعره، وهذه الطريقة التي يتبعها الآباء تجعلهم معزولين عن أبنائهم في سن المراهقة، وبذلك لايمكنهم أن يعوضوا فرصة الصداقة التي أضاعوها في طفولة ابنهم. ثالثاً: عدم استخدام الكلمة اللطيفة والتعامل اللبق مع الأبناء في حين يتم استخدامها مع الغرباء له آثار سلبية على الأبناء فكثير من الآباء يقرون بكل ثقة أن أولادهم هم أغلى الناس عندهم، إلا أنهم لايستخدمون الكلام المهذب والأسلوب الظريف إلا مع الغرباء، ولايكادون يقدمون شيئاً منه لأولادهم رغم أنهم أولى الناس بالكلمة اللطيفة والتعامل اللبق. رابعاً: جعل العلاقة مع الأبناء كعلاقة الرئيس بالمرؤوس لاكعلاقة الاصدقاء مايؤدي إلى نفور الطفل من محاورة والديه، فلايشكو لهما همه أو مشاكله، وهذا يسبب له الكثير من المتاعب والضغوط النفسية التي تؤثر سلباً على شخصيته وعلاقته بمجتمعه.