يقضي الإنسان أكثر وقته في طلب الرزق ويتفاوت الناس في قيمة الرزق المكتسب أو الجهد اللازم للحصول على هذا الرزق، فمنهم من يقبض الآلاف وهو خلف طاولة المكتب تحت تكييف الهواء ومنهم من لا يقبض سوى العشرات وهو تحت أشعة الشمس الحارقة في أعمال الحفر والبناء مثلاً،ونتساءل هل هؤلاء كلهم راضون بما حصلوا عليه؟ الغالب لا يرضى ويبحث عن زيادة الدخل والحصول على أكبر قدر من المال لتغطية حاجياته سواء كانت ضرورية أم ترفاً، فمن أين سيحصل على تلك الزيادة وبأية وسيلة؟ هناك وسائل متعددة ولكن هل كلها مباحة؟ فهناك الغش والربا والنجش وغيرها كلها وسائل محرمة فهل جميع هؤلاء الناس يُراعون هذه الأمور؟وهل يعتقد من يعملها أنه لن يحصل على المال إلا بهذه الوسائل!!الوسائل المباحة كثيرة ومتنوعة وهذا من سماحة دين الإسلام وقد بينها الله في كتابه العزيزفقال تعالى«ومن يتق الله يجعل له مخرجا٭ويرزقه من حيت لا يحتسب» الطلاق:23. وجاء في مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو عليّ هذه الآية«ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» . حتى فرغ من الآية ثم قال: «ياأبا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بها كفتهم...» وقال ابن ابي حاتم عن شتير بن شكل قال: سمعت عبدالله بن مسعود يقول: إن أجمع آية في القرآن «إن الله يأمر بالعدل والإحسان» النحل :90 وإن أكبر آية في القرآن فرجا«ومن يتق الله يجعل له مخرجا» الطلاق:2 ومن أحد الأسباب في حصول الإنسان على الرزق وحصول البركة فيه هو المحافظة على ما افترضه الله عليه من فرائض وواجبات وأوكدها الصلاة. وجاء في السنة مما رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقول الله تعالى يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاًولم أسدفقرك» وقوله عليه الصلاة والسلام« من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة» من أعظم أسباب انفتاح الخير وجلب الرزق على المسلم كثرة الاستغفار والتوبة من المعاصي والذنوب «فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا»نوح :1012 وجاء في السنة في فضل الاستغفار وأثره في حصول الرزق من حديث عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب» كذلك صلة الرحم أحد أسباب تيسير الرزق فقد جاء في الحديث «قوله صلى الله عليه وسلم من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه» وأولى الناس الوالدان اللذان قرنهما الله بعبادته «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا....الآية «الاسراء :23ويليهما الأقارب من جهة الوالد أو الأم.