اعترف مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية وزوجته بأنهما تجسسا طوال نحو 30 سنة لمصلحة كوبا. وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان لها إن والتر كندال مايرز (72 سنة) اعترف أمام محكمة في واشنطن بذنبه بتهم التآمر للتجسس وتهمتين أخريين بالاحتيال. وأضافت الوزارة أن الزوجة غويندولين مايرز (71 سنة) اعترفت بالذنب بتهمة التآمر لجمع ونقل معلومات دفاعية إلى الدولة العدوة لأميركا خلال الحرب الباردة. ووافق كندال مايرز -حسب بيان الوزارة- على تنفيذ عقوبة السجن المؤبد والتعاون بالكامل مع المسؤولين الأميركيين بخصوص أي نشاط إجرامي واستخباراتي تورط فيه هو, في حين وافقت الزوجة على السجن لمدة تتراوح بين ست وسبع سنوات ونصف..ووافق المدعى عليهما أيضاً على دفع 1.7 مليون دولار يجري تحصيلها من بيع شقتهما في واشنطن ويخت لهما طوله 11 متراً وسيارة وعدد من الأرصدة المصرفية والاستثمارية. وقال مساعد وزير العدل الأميركي لشؤون الأمن القومي ديفد كريس إنه خلال الثلاثين سنة الماضية، خان هذان الزوجان ثقة الولاياتالمتحدة بنقل معلومات سرية متعلقة بالدفاع الوطني إلى الحكومة الكوبية، وأضاف أنهما يحاسبان اليوم على أفعالهما..وأوقف الزوج المعروف بالعميل 202 والزوجة التي حملت رمز العميلة 123 في الرابع من يونيو الماضي وأدينا في اليوم التالي، بتهمة التآمر ليكونا عميلين غير قانونيين للحكومة الكوبية لتأمين معلومات سرية لها. وذكرت الحكومة الفدرالية الأميركية في دعواها أن كندال مايرز استخدم صلاحياته بصفته محللاً في وزارة الخارجية الأميركية لسرقة معلومات، في حين أن غويدولين مايرز ساعدت في تمرير المعلومات إلى الكوبيين. وجاء توقيف الزوجين بعدما قام عميل في مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي بالتخفي وأوهمهما بأنه عميل استخباراتي كوبي..وبعد توقيف الزوجين اللذين التقيا الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عام 1995 نفى الأخير الاتهامات الموجهة إليهما ووصفها ب«القصة السخيفة». وقال إن الزوجين «يستحقان كل شرف العالم» لأنهما ساهما في إبقاء كوبا آمنة..وقالت السلطات الأميركية إن تجسس الزوجين بدأ عام 1970 وترسخ عام 1978 بدعوة من ممثل في بعثة كوبا في الأممالمتحدة في نيويورك الذي أصبح رئيساً لجهاز الاستخبارات. وكان مايرز قد بدأ عمله في الخارجية الأميركية محاضراً في معهد الشؤون الخارجية في أرلنغتون بولاية فرجينيا. لكنه انتقل اعتبارا من عام 1988 للعمل في مكتب الاستخبارات والأبحاث وبقي هناك لغاية عام 1999. وحصل مايرز في عام 1985 على شهادة أهلته للترقي إلى منصب أعلى..لكن مايرز كان عند تقاعده يعمل كبيراً للمحليين لشؤون أوروبا في مكتب الاستخبارات والأبحاث وتمكن خلال الفترة تلك من الوصول إلى معلومات بالغة السرية مخزنة في ذاكرة كمبيوتر الوزارة، حسبما قال بيان وزارة العدل..وأشار فحص لجهاز الكمبيوتر الخاص به إلى أنه اعتبارا من أغسطس 2006 وحتى تقاعده في أكتوبر 2007 تمكن من الاطلاع على أكثر من 200 وثيقة حساسة حول كوبا التي تتعرض لحظر أميركي منذ عام 1962. وكان الزوجان يتلقيان تعليمات عبر رسائل لاسلكية من كوبا عبر الموجة القصيرة، في حين أن الزوجة غويندولين التي كانت تعمل محللة في بنك محلي كانت تمرر معلوماتها عبر تبديل عربات التسوق مع عملاء كوبيين في أحد محلات البقالة، واستخدم الزوجان الإنترنت مع تبدل الظروف..وإلى جانب الرسائل الإذاعية التي كان يتلقاها الزوجان ذكر المصدر ذاته أنهما كانا يسافران في بعض الأحيان إلى دول أميركية جنوبية للقاء العملاء الكوبيين. ووفقاً للتقارير، فقد كان المقابل الذي يحصل عليه الزوجان قليلا، حيث كان الدافع وراء قيامهما بالتجسس هو «حبهما لكوبا».