لأول مرة تحظى اليمن وأوضاعها الداخلية بهذا الاهتمام الدولي الرفيع الذي ترجم بعقد مؤتمر لندن في ال27 من يناير 2010م وضم 21 دولة بينها أمريكا والدولة الراعية بريطانيا إضافة إلى وفود رفيعة المستوى من دول شقيقة وصديقة لبحث أوجاع هذا القطر الذي تكالبت عليه قوى الشر داخلياً وخارجياً بهدف إيقاف عجلة التنمية وتدمير مكتسباته ومقدراته والسيطرة على موارده الطبيعية التي لم يستثمر أغلبها حتى الآن إلى جانب محاولة تمزيقه والعودة إلى ماقبل ال22من مايو 90م فيما يحن أتباع التمرد الحوثي في بعض مديريات صعدة إلى ماهو أبعد من ذلك إلى العهد الإمامي الكهنوتي الذي تهاوت أعمدته وفوضت أركانه في ال26 من سبتمبر 1962م وهو اليوم الذي مثل الأرضية المناسبة والسند القوي لثورة أكتوبر المجيدة لطرد المستعمر الأجنبي في العام 1963م والتي انطلقت شراراتها من جبال ردفان الأبية. المؤتمر سبقه ورافقه هالة إعلامية كبيرة انطلقت بعيد مبادرة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ودعوته لعقد مؤتمر دولي حول اليمن والتي جاءت إثر محاولة تفجير طائرة ركاب ديترويت الأمريكية بالتزامن مع الاحتفال بأعياد الميلاد من قبل عمر فاروق عبدالمطلب نيجيري الجنسية والذي قيل حينها أنه تلقى تدريباته على يد تنظيم القاعدة في اليمن وبالرغم من أننا لانتفق بأي حال مع تلك التقارير المختلفة التي دأبت على تهويل الوضع في اليمن ونقل صورة مغايرة عما يحدث في الواقع إلا أن هناك فرصة أتيحت لنا يجب استغلالها بطريقة قانونية وسيادية بأعتبارنا جزء لايتجزأ من المجموعة الدولية التي تحارب الإرهاب وتجفف منابعه وقد لمس هذا الدور الريادي العالم أجمع كما أننا إضافة إلى هذا وذاك دولة نامية تعاني أزمات اقتصادية!!! لكن ماذا عن الشارع اليمني هل هو على إدراك وإطلاع تام على ماجرى هناك في لندن كونه طرف أساس في هذه المعمعة كيف لا وهو المستهدف الأول من وراء هذا المؤتمر العالمي: لنرى ماهي الحصيلة التي خرجنا بها من هذا التطواق: مكانة اليمن الدولية يقول العقيد نجم الدين الجوبي: إن مؤتمر لندن الأخير يؤكد المكانة الكبيرة التي تحظى بها اليمن على المستوى الدولي ولهذا عندما أحست الدول الكبرى باستفحال القلاقل في هذا البلد سارعوا لمناقشة هموم اليمن لأن أي تأثيرات سلبية على أن هذه الدولة سينعكس خطرها على الأمن العالمي وهذه الأمور أكدتها الدبلوماسية البريطانية والأمريكية وحتى بقية دول الاتحاد الأوروبي ونتمنى من المؤتمرون وعلى وجه الخصوص أشقاءنا العرب في دول مجلس الخليج العربي تشخيص مشاكل اليمن لأنهم الأقرب إلينا ونحن متفائلون بمساعدتهم لنا على الأقل في التكاليف الباهضة التي تكبد خزينة الدولة في محاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم القاعدة والحرب الضروس التي تدار رحاها في محافظة صعدة التي أشعلها دعاة الرجعية والإمامية من عناصر التمرد الحوثي الذين عاثوا في الأرض فساداً.. الأجهزة الأمنية أثبتت كفاءة عالية في تجميم هذه الأخطار إلا أن مواردنا شحيحة ولانستطيع بمفردنا الايفاء بمتطلبات هذه المواجهة. بائع متجول "مثقف" من على بعد أحد الباعة المتجولين جالساً أمام بسطته التي تتكون من مجموعة من الأدوات المنزلية المختلفة أقتربت منه وقلت له يظهر عليك إنك مثقف لأنك تتصفح هذه الجريدة بكل لهفة فأجاب لايقر لي قرار إذا لم أقرأ الصحف وبعض الكتب وحين سألته عن مدى إطلاعه على مؤتمر لندن أجاب بكل ثقة.. بحسب المقال الصحفي لسفير بريطانيا في اليمن ونشرته عدد من الصحف المحلية فإن المؤتمر قد ناقش الوضع الاقتصادي في اليمن والبطالة التي وصلت معدلات قياسية والفقر وإشكاليات التنمية بشكل عام والنقص في الطاقة الكهربائية لأنها أمور تساعد على أيجاد المناخ الملائم لتكاثر عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذي الحقوا بالاقتصاد أضرار بالغة وقد وصل خطرهم إلى محاولة تفجير الطائرة الأمريكية وأعتقد أنه لولا هذا السبب لما عقد هذا المؤتمر لكن رب ضارة نافعة والخوف أن تتحول توصيات المؤتمر إلى مجرد حبر على ورق ليس إلا ليظل الوضع على ماهو عليه وهذا مالا نرغب فيه وقد أكد على ذلك وزير الخارجية أبوبكر القربي ولفت إلى هذه الخشية في المؤتمر الصحفي الذي عقده في لندن مع وزيرة الخارجية الأمريكية ووزير الخارجية البريطاني. لا تدخل في السيادة اليمنية محمد عبده الأدور له رؤيته الذاتية حيث يؤكد قائلاً: نحن مع مؤتمر لندن مادام يصب في مصلحة اليمن الذي رفض أي وجود عسكري من أي نوع لأننا دولة معروفة برجالها وحنكة قائدها الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله وبجيشها المدرب فنحن قادرون على حل مشاكلنا بأنفسنا إذا تضافرت الجهود بين السلطة والمعارضة غير أننا لانمانع في المساعدات في الجانب المادي والفني والتدريبي ولا بأس من وجود كادر تدريب أجنبي متخصص وفق الاتفاقات الأمنية المعمول بها في كل دول العالم اليمن لديه مشاكله الاقتصادية وهو بحاجة إلى الدفع بعجلة التنمية والتغلب على الإشكالات ومساعدة هذا البلد المتميز لموقعه الاستراتيجي وبموارده الطبيعية الفنية التي لازالت بحاجة إلى استثمارها لتوفير وظائف للعاطلين الذي سيجنيهم الوقوع في شراك التيارات الإرهابية سواء في تنظيم القاعدة أو في محافظة صعدة ولن يتأتى لأن توفير فرص عمل ودورات تأهيلية عبر المصانع التي ستقام في اليمن العمل على تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات في المحافظات النائية التي تعد مرتعاً للإرهابيين وأفكارهم المتطرفة ومنع أو فضح تلك المنابر الإعلامية والأقطاب الدولية التي تصور مايحدث في اليمن على أنه إنهيار كامل وفوضى وهذا ليس صحيحاً أبداً لكنها مكايدات سياسية رخيصة والأمور الحمد لله خير وكل مانحتاجه هو تقوية اقتصادنا الوطني ورفع دخول المواطنين وإيجاد فرص عمل. نريد أفعال لا أقوال يوضح المواطن عبدالوهاب عباد بالقول: مؤتمر لندن الذي عقد حول اليمن وهو من الأهمية بمكان حيث تم مناقشته عديد قضايا وأجمل مافي هذا الكلام أن الدول المانحة ستساعد اليمن في نخطي عتباتها الاقتصادية المختلفة والأمنية على حدٍ سواء لأن إنشغالها بالحرب في صعدة والقلاقل والتخريب الذي يمارسه مجموعة من الحاقدين على الوطن والوحدة في بعض المديريات محافظاتنا الجنوبية وفر غطاءٍ مناسباً لأنشطة القاعدة لكن لن أصدق كل ذلك إلا إذا ترجمت هذه الأقوال أفعال ملموسة وفي أقرب وقت ممكن. محاربة القاعدة جمال علي مزروع تاجر يؤكد أن مؤتمر لندن حول اليمن رغم ماقيل وماسوف يقال لن يناقش سوى أمر واحد ويتلخص في السبل الكفيلة بمحاربة المتطرفين من تنظيم القاعدة لأن هذا التنظيم وأتباعه يمثلون هاجس أمني يقض مضاجع المجتمع الدولي الذي يعمل ضمن نسيج واحد ابتداءً من غزو أفغانستان لمحاربته أما قضايانا الداخلية الأخرى فأشك في مناقشتها على الوجه الأكمل فلنا سنوات ونحن نخوض معركة ضد متمردي صعدة وسنوات أخرى قاسينا من مظاهر الاعتداءات والتخريب والدعوات الانفصالية لما يسمى بالحراك القاعدي كما أن لنا زمن طويل والشعب اليمني يئن تحت وطأة مشاكله الاقتصادية المختلفة إلا أن أحداً لم ينظر إلينا أو يلتفت إلى همومنا غير أن هذا لايدعونا إلى التشاؤم لأننا سنعتمد على سواعد شباب يمن الإيمان وربما أن هذا المؤتمر خطرة في الاتجاه الصحيح قد يحفز الدول المانحة في الأخذ بيد اقتصادنا حتى يقف على قدميه.