حذرت رئيسة ملتقى المرأة للدراسات والتدريب الأخت سعاد القدسي من تصرفات بعض الأسر تجاه أطفالها وتجاهلها دورها الأساسي في التنشئة والتطبيع في اتجاهاتهم وميولهم. وأشارت القدسي في محاضرة نظمها منتدى «السعيد» الثقافي أمس بتعز بعنوان «أمن الأسرة.. أم أمن المجتمع؟» إلى أن معظم الأسر تخلت عن دورها الحقيقي نتيجة الجهل أو عن سبق إصرار واكتفت بالإنجاب فقط، معتبرة أن هذه الأسر اعتمدت على تخويف أطفالها وفرض عقوبات جماعية.. موضحة أن العلاقة بين الأسرة وأفرادها قائمة على الإهمال والعنف وشحة الإنفاق الذي لا يلبي احتياجات الفرد. وأرجعت القدسي هذه التصرفات إلى عدة أسباب منها الفقر، التعلم، النمو السكاني. وأوضحت رئيسة الملتقى أن الشباب هم الفئة العمرية الأكثر في عدد السكان، بينما يصل النمو السكاني إلى %3.5 حسب دراسة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وذكرت القدسي أن الدراسة أشارت إلى أن %61 فقط من الأطفال ملتحقون بالتعليم، وأن %24 من الفتيات في الريف ملتحقات بالتعليم مما يوسع الفجوة التعليمية بين الذكور والإناث.. منوهة إلى وجود قصور في بعض القوانين الخاصة بشئون الأسرة. وتطرقت المحاضرة إلى تقارير التنمية البشرية والتي تطالب بتغيير بناء الأسرة من أجل أن تحقق الحكومات خطهها الاستراتيجية. من جانبه أشار الباحث عبدالله مانع دماج في محاضرته حول (تكوين الأسرة) إلى أربعة محاور لخلق أسرة فاعلة وناجحة في المجتمع هي اهتمام الإسلام بالأسرة من بداية تكوينها حتى تزايد عدد أفرادها. منوها إلى أن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع والأساس المتين الذي تقوم عليه كيانات المجتمع، فكلما كان الكيان الأسري سليماً ومتماسكاً انعكس إيجاباً على المجتمع. واستشهد دماج بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الداعية إلى الاهتمام بالمرأة المكون الأساسي في الأسرة، وكيف أخطأ البعض في فهم تلك الأحاديث. وأشار الباحث دماج إلى واقع الأسرة حالياً والمشاكل المؤثرة فيها على أن تلعب الأسرة دورها في المجتمع وتقويم أفرادها.. وتطرق الباحث إلى بعض الحلول والمعالجات لهذا الواقع.. وركز المحاضر على بعض الطرق التي تجعل من الأسرة فاعلة. ودعت الفعالية في ختامها إلى ضرورة الاهتمام الأسرة بأفرادها وتنشئتهم، وجعلهم يختارون أصدقاءهم مع الرقابة عليهم دون فرض قيود أو شروط قسرية.