هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني أن المهدي عبدالله أحد أئمة اليمن كان بطاشاً متعجلاً في سفك الدماء يرتعد منه الناس، وفي يوم من الأيام مر بصنعاء القديمة راكباً على فرسه، وعليه اللباس الغالي، وحوله الوزراء والدواشين، وكانت الأيام أيام عيد الأضحى، فسقطت من إحدى البيوت حاجيات الكبش والدماء والأوساخ على المهدي عبدالله، فبهت الوزراء والحاشية من المفاجأة، وتوقعوا أن يأمر المهدي بقطع رأس الرجل صاحب البيت، ولم يدروا ماذا يصنعون؟ فما كان من الدوشان إلا أن أنشد بيت المتنبي. لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم فضحك المهدي عبدالله، وضج الوزراء إعجاباً ببديهة الدوشان،وألقى كل واحد منهم ما في يده من مال على الدوشان، فمنهم من ألقى إليه خاتمه، ومنهم من ألقى إليه الفرانصي، ومنهم من ألقى إليه الجنبية، حامدين له إخراجهم من هذا الموقف المحرج.