أكد الباحث والاختصاصي الآثاري صادق سعيد عثمان أهمية دراسة وترميم موقع قلعة الدملؤة الأثرية بمنطقة الصلو بمحافظة تعز، والاستفادة منها علمياً وسياحياً باعتبارها إحدى القلاع التي لعبت دوراً بارزاً في العصر القديم وعصر الإسلام. ونوه الباحث بنتائج أعمال المسح الأثري الذي أجري مؤخراً لموقع القلعة وبيّن طابعها الحميري القديم من خلال ما عثر عليه من أجزاء معمارية ومقابر صخرية وقواعد تماثيل ترجع بالقلعة الى عصر ما قبل الإسلام، وليس كما كان يعتقد بأنها قلعة إسلامية فحسب. ولفت الباحث في محاضرة نظمتها أمس الهيئة العامة للآثار والمتاحف ضمن برنامجها العلمي إلى أن الإضافات التي لحقت بالقلعة خلال العصور الإسلامية المختلفة،غيّرت كثيراً من ملامحها الأصلية..فضلاً عن أنها القلعة الوحيدة التي لم تشر مصادر تاريخية بسقوطها في أيدي مهاجميها قهراً،وإنما كان الاستيلاء عليها لا يتم إلا بالشراء أو الخداع. وأشار إلى أن البقايا الأثرية الموجودة حالياً في موقع القلعة تتطابق كثيراًَ مع وصف أشهر علماء اليمن في القرن الرابع الهجري أبي محمد الحسن الهمداني في مؤلفه «صفة جزيرة العرب»، وقال: إن وصف الهمداني للقلعة تطابق والبقايا الأثرية الموجودة حالياً بنسبة تزيد عن90 في المائة رغم عدم زيارة الهمداني لهذه المنطقة على الإطلاق. واستعرض الباحث في المحاضرة التي أدارها وكيل الهيئة العامة للآثار والمتاحف الدكتور عبدالرحمن جارالله المراحل التاريخية المشرقة التي مرت بها والأدوار التي لعبتها على مر التاريخ، ووضعها الحالي الذي باتت فيه عرضة للنبش والطمس والتخريب والتشويه، فضلاً عن العوامل الطبيعية من أمطار وهزات باتت تهدد بقاء هذه القلعة،ومدى حاجة هذه القلعة للترميم والصيانة العاجلة والاستفادة منها باعتبارها من أهم المعالم الأثرية والتاريخية الذي من الممكن أن تستغل سياحياًَ خاصة وأن طبيعة وجمال المنطقة يؤهلها بأن تلعب دوراً سياحياً كبيراً.