مما لاشك فيه أن التعليم سواء أكان الأساسي أو العالي يعتبر اللبنة الأولى في التنمية في كل مكان وزمان.. والنجاح في شتى مجالات الحياة لايمكن أن يتحقق مالم يكن في طليعة اهتماماتنا.. لذا كان لابد أن يتصدر محور “التعليم” أجندة استطلاعنا لمحافظة ريمة وما تحقق فيها من إنجازات تنموية خلال ستة أعوام منذ القرار التاريخي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية 2004م بإنشاء ريمة محافظة والذي شكل نقطة تحول في حياة أبناء ريمة رسمت لهم آفاقاً واسعة من التقدم والنمو والازدهار.لاتوجد مدارس خاصة بالبنات وبقدر الأهمية التي يكتسبها التعليم في ترسيخ مداميك التنمية في كل مكان وزمان فإن الأمر ذاته ينطبق على محافظة ريمة بل إن الوضع في ريمة يكاد يكون أكثر أهمية باعتبار أن ريمة لازالت في طور الإنشاء والبناء والذي يتطلب البدء ببناء الإنسان من خلال التعليم.. عن التعليم في ريمة تحدث ل”الجمهورية” عبدالله علي القليص مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة والذي تطرق في حديثه لقضايا كثيرة مرتبطة بالتعليم وما ينقص المحافظة للنهوض بالعملية التعليمية؟ بداية لوتعطوننا نبذة عن وضع التعليم في ريمة بعد “6” سنوات من إنشائها؟ شكراً جزيلاً لصحيفة الجمهورية على إتاحة الفرصة لنا للتحدث عن أوضاع وهموم ومشاكل التربية والإنجازات بمكتب التربية في محافظة ريمة وبالعودة لسؤالكم فمحافظة ريمة كانت ضمن محافظة صنعاء، وجاء القرار السياسي الحكيم من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله ورعاه، بإنشاء محافظة ريمة في 1/1/2004م وهو يعتبر قراراً تاريخياً لأبناء ريمة والذي اخرج ريمة وأبناءها من هامش محافظة صنعاء لتبدأ مرحلة جديدة في مختلف مجالات التنمية والخدمات المختلفة في التربية أوالطرقات أو المياه أو غيرها.. ونستطيع القول إن الفترة منذ إنشاء محافظة ريمة كانت البداية الصحيحة والآن محافظة ريمة تشهد تطوراً نوعياً في جميع قطاعات الحياة وتشهد تنامياً ملحوظاً في حجم وكم ونوعية المشاريع الإستراتيجية على مستوى التربية والتعليم وغيرها من المشاريع المهمة وفي قطاع التربية والتعليم فقد كان في ريمة وهي تتبع صنعاء “200” مدرسة وعدد المدرسين اليمنيين لايتجاوزون “1200” مدرس بينما اليوم لدينا مايقارب “500” مدرسة ولدينا أكثر من “5000” معلم ومعلمة يدرسون مايقارب “100350” طالباً وطالبة وبالنسبة للمشاريع المدرسية في جميع المديريات تحسنت وإن كانت هناك مطالب لاسيما فيما يتعلق بمدارس الإناث نحن بحاجة ماسة لمجمعات تربوية خاصة بالإناث لأننا الآن لايوجد لدينا حتى مدرسة مستقلة للبنات. نعاني من الكهرباء في إطار المديريات والأرياف كيف هو حال البنية التحتية التعليمية؟ وهل المدارس مؤهلة لإنجاح العملية التعليمية فيها؟ المدارس الجديدة التي بنيت أو التي ستنشأ مؤهلة للتطوير والبحث وإن كنا نعاني من مشكلة الكهرباء.. غير أنه يمكن حل هذه الإشكالية بواسطة توفير المولدات الخاصة وقت الدوام الرسمي المهم هو توفير المنشأة التعليمية ومستلزماتها سواءً أكان من الكادر التعليمي أو من الوسائل التعليمية والمعامل. نعمل على ضوء الخارطة المدرسية مؤخراً تم إشهار الخارطة المدرسية في عدد من المحافظات منها محافظة ريمة.. ياحبذا لو تعطوننا لمحة عن الخارطة المدرسية في ريمة وهل بدأتم ببرمجة أعمالكم على ضوء هذه الخارطة؟ نعم محافظة ريمة من المحافظات العشر التي تم فيها إشهار الخارطة المدرسية وعقدنا ورشة في الحديدة لمدة أسبوع وتم الإشهار بحضور وكيل وزارة التربية والتعليم وقيادات مكاتب التربية في المحافظات التي تم إشهار الخارطة المدرسية فيها.. والخارطة المدرسية في محافظة ريمة وكما في بقية المحافظات تمارس أعمالها وبدأت ببرمجة الأعمال وحالياً تنفذ في الميدان ولدينا كل الوثائق والإحصائيات والمعلومات التي تخص الخارطة المدرسية. عجز في التخصصات العلمية هل تعانون في ريمة من نقص في الكادر التعليمي؟ الحقيقة لدينا عجز شديد في ريمة لاسيما في المدرسين المتخصصين في المواد العلمية “فيزياء كيمياء رياضيات انجليزي” وكذلك نقص في المواد الأدبية والذي نعاني منه أكثر أننا نعلن عن الدرجات الوظيفية المطلوبة لاستيعاب هذه المجالات ويتقدم لها طالب التوظيف من خارج المحافظة وللأسف أن من يتم توظيفهم بعد مرور سنة أو سنتين أو ثلاث أو أربع لمن صبر يحاولون الانتقال ونتعرض لضغوط كبيرة ومحسوبيات لنقلهم وهذا مايؤدي إلى استمرار العجز في الكادر التربوي في بعض الاختصاصات غير أن خطط وزارة التربية والتعليم ممثلة بالأستاذ الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم وهي خطة الحكومة أيضاً أن ترتبط الوظيفة بالمدرسة وأيضاً عقدت ورشة في عدن لمدة ثلاثة أيام وشاركنا فيها وحضرها نائب رئيس الجمهورية وتناقش مع كل مدير مكتب تربية على حدة لمعرفة أوضاع التربية خاصة فيما يتعلق بالكادر التربوي وحالياً ستوضع شروط ومعايير خاصة بعملية النقل، خاصة بالمحافظات النائية والناشئة؟ التأهيل والتدريب لماذا تغفلون جانب التأهيل والتدريب للكادر التربوي في ريمة للكادر التربوي رغم أهمية هذا الجانب؟ بالعكس محافظة ريمة هذا العام شهدت نمواً متقدماً في جانب التدريب والتأهيل للكوادر التعليمية لدينا الآن أكثر من تدخل من قبل منظمات تدعم هذا الجانب مثل منظمة المسار السريع، منظمة الوكالة الأمريكية في ريمة وخلال هذا الأسبوع تنعقد ثلاث دورات في مجالات الحاسوب والإدارة المدرسية والاخصائيين الاجتماعيين والتي يتدرب فيها مايقارب من “202” متدرب بدورة الإدارة المدرسية و”21” متدرباً على الحاسوب و”18” متدرباً في مجال الإخصائي الاجتماعي هذا خلال الأسبوع الحالي كمثال بسيط وبينما من بداية العام الدراسي الحالي وإلى الآن دربنا مايقارب من “1500” متدرب في مجالات مختلفة فضلاً عن أن التدريب والتأهيل مستمر ولايكاد يمر شهر إلا وهناك دورات تدريبية تعقد لتنمية قدرات ومهارات العاملين في السلك التعليمي بمحافظة ريمة لأهميته الكبيرة في تطوير العملية التعليمية. تعاون كبير الأراضي التي يتم فيها إنشاء المدارس التعليمية كيف يتم تسويتها مع الملاك؟ وهل هناك تعاون وتفاعل من قبل المواطنين؟ الحقيقة أننا عندما نبني مدارس في المديريات نلقى تجاوباً غير عادي من قبل المواطنين وأعضاء المجالس المحلية والعقال والمشايخ بل إننا نجد من تبرع بأرضية المدرسة حتى وإن كانت ملكه الوحيد ففي هذا الجانب لانعاني إطلاقاً منه، إننا نعاني من عدم وجود المقاولين المؤهلين لإنشاء هذه المدارس خاصة أن تكاليف الإنشاء للمدارس في ريمة يفوق عشرة أضعاف التكاليف في محافظات أخرى لصعوبة تضاريس المحافظة والذي ينعكس على ارتفاع تكاليف نقل المواد وتكاليف العمل في الطبيعة القاسية للمحافظة لذلك تجد أن أكثر المقاولين لايتقدمون للمناقصات التي نعلن عنها وحالياً نحن بصدد الإعلان عن إنشاء “29” مشروعاً تربوياً غير أننا سنجد أنه لن يتقدم كثير من المقاولين نظراً للصعوبات التي يلقونها ويفترض أن تصنع الدولة معايير خاصة للمحافظات المماثلة لريمة من حيث وعورة التضاريس . لجنة لتحديد المنقطعين نفهم من ذلك أن ما ذكرتم هو ما تعانون منه من صعوبات؟ في قضية المشاريع التعليمية نعم .. أما في العملية التعليمية هناك كثير من المصاعب والمشاكل وتحديات كثيرة سواء أكانت من متطلبات المجتمع، تدخلات الشخصيات الاجتماعية والقيادات المحلية والتدخلات التي تأتي من أشخاص في مجالات بعيدة عن اختصاصاتهم بالإضافة إلى التدخلات القبلية وغيرها من المشاكل التي تعيق العملية التعليمية وهذا لا نجده في ريمة بل في مختلف محافظات الجمهورية .. مثلاً مدرس ما يتعين ولا يمر عام على تعيينه إلا ويصبح يريد الانتقال للعمل الإداري ..ونحن نتعرض لضغوط ووساطات إضافة إلى أن هناك أناساً متلاعبين في العمل التربوي ومنقطعين عن العمل والذي ينعكس حتى على المدرسين العاملين ولذا فقد اتخذنا هذا العام إجراءات حازمة لضبط هذه الأمور من خلال تشكيل لجنة مسح ميداني على مستوى كل مدرسة وتم تحديد جميع المنقطعين والمتلاعبين وتم إنزال إجراءات عقابية بحقهم حيث تورد لصالح الدولة شهرياً ما يقارب اثنا عشر مليون ريال من هؤلاء المتلاعبين والمنقطعين وقد أدى ذلك لعودة الكثير من الداخل والخارج وانتظموا في عملهم والقليل مازالوا وسيتم اتخاذ إجراءات عقابية أكبر.. هل يعني ذلك أن الإجراءات بحق المنقطعين عن العمل انحصرت في الجزاءات المالية؟ طبعاً بداية عملنا للمنقطعين إعلاناً في مكاتب التربية وأماكن مختلفة وعملنا لهم إنذارات ووجهنا لهم رسائل ووصلنا إلى الخصم الذي استمر على التوالي لأربعة أشهر وقد نتج عنه انضباط الكثيرين وسيتم فصل المنقطعين بعد هذه الإشعارات وهم عدد قليل.. تدني التعليم من وجهة نظركم د. عبدالله ما أسباب تدني التعليم في محافظة ريمة؟ التدني في مستوى التعليم ليس في محافظة ريمة فقط فهناك تدن في مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب على مستوى الجمهورية ولكن الأسباب لا ترجع للإدارة أو المدرس وحسب فأنتم تعلمون أنه لابد من تكامل بين المجتمع والمدرسة والأسرة وهذه الحلقة مفقودة في اليمن ومع ذلك هناك متميزون ومبدعون من الطلاب يعني أن هناك أسباباً مجتمعة أدت إلى تدني مستوى التعليم في ريمة .. غير أننا الآن في ريمة شاركنا في المسابقات العلمية والثقافية والرياضية وفاز عن المحافظة “8” طلاب لأول مرة وشاركوا في مسابقة الملتقى الطلابي على مستوى الجمهورية وفاز أحدهم بحصوله على المركز الرابع على مستوى الجمهورية.. ثلاثة مليارات لمشاريع تربوية 2010م ماذا عن مشاريع وخطط مكتب التربية في ريمة لعام 2010م؟ للجانب التنموي لدينا الآن “112” مشروعاً سيتم الإعلان عنهم خلال هذا العام 2010م منهم “ 50” مشروعاً محلياً “ 25” مشروعاً ممولاً من قبل المسار السريع “15” مشروعاً ممولاً من قبل وكالة دعم التنمية الدولية الأمريكية “20” مشروعاً من المشروع الياباني “6” مشاريع من الصندوق الاجتماعي “4” مشاريع من الأشغال وبتكلفة إجمالية ثلاثة مليارات وخمسمائة مليون وهي مشاريع ضخمة في مجال التعليم وسيتم العمل فيها خلال هذا العام 2010م وستعالج كثير من الإشكاليات. نواقص ختاماً: ما الذي ينقص التعليم في ريمة؟ بإيجاز نقول: ينقصنا الكادر،المبنى المدرسي وهذا أهم ما ينقصنا وفيما عداه يمكن أن نتغلب على كل الصعوبات وننهض بالعملية التعليمية في المحافظة.