بدأ إعلاميون عرب أمس، زيارات ميدانية لعدد من المدن الصينية تلبية لدعوة من الحكومة الصينية بغية التعرف على معالمها السياحية والنهضة التنموية التى تشهدها الصين، بعد بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978. واستهل ثمانية عشر إعلاميا من كل من اليمن وفلسطين والأردن ولبنان وتونس والجزائر وموريتانيا جولتهم بزيارة مدينة «شي آن» التى تقع شمال غربي الصين وتبعد عن العاصمة حوالي 1600كم. وتعتبر «شي آن»، مدينة سياحية دولية ومركزا صناعيا وعلميا وثقافيا وتجاريا هاما في شمال غربي الصين. كما تعد إحدى أقدم عواصم العالم، إذ يرجع تاريخها الى أكثر من خمسة آلاف سنة، وتشكل نقطة بداية طريق الحرير الذي كان قبل أكثر من ألفي سنة جسراََ يربط بين الصين ودول آسيا وأوروبا وإفريقيا، وأسهم في تعزيز التبادل التجاري والحضاري بين الشرق والغرب، فضلا عن تأثيره الكبير على ازدهار بعض الحضارات القديمة كالحضارة المصرية والصينية والهندية والرومانية. وزار الإعلاميون العرب متحف التاريخ في المدينة الذي يضم أكبر عدد من المقتنيات الأثرية والثقافية في الصين، تبرز تاريخ شي آن وثقافتها الحضارية. وفي حفل أقامته المقاطعة أمس رحب مدير مكتب الإعلام التابع للمجلس الدولي الصيني بالمقاطعة «لي ويا» بالإعلاميين العرب، مشيرا الى ان من شأن مثل هذه الزيارات تعزيز التواصل والتعاون بين الصين والدول العربية. وأوضح أن مدينة شي آن عاصمة مقاطعة شنسي، تحتل مكانة مرموقة في التاريخ الصيني الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، وأخذت مكانها في سجل التاريخ العالمي، وهي غنية جدا بالتراث التاريخي الذي مازال محفوظا إلى اليوم. ولفت إلى أن 14 أسرة ملكية اتخذت شي آن عاصمة لها خلال الفترة مابين القرن الحادي عشر قبل الميلاد وأواخر القرن التاسع الميلادي. وتناول «لي ويا» أبرز المواقع التاريخية والمقاصد السياحية بالمدينة وضواحيها، ومنها متحف التاريخ ومعبد باغودة دايان الذي بني عام 652 م وباغودة شياويان الذي بني في عام 707م وسور المدينة القديمة الذي يبلغ طوله أكثر من 11 كم، وارتفاع 12 متراً وعرض قاعدته 18 متراً، ومتحف الأنصاب الحجرية المنقوشة الذي يضم 4 آلاف قطعة، بالاضافة الى مقبرة الإمبراطور «تشين شي هوانغ» ومتحف التماثيل الصلصالية للجنود والخيول . وأشار مدير مكتب الإعلام بالمقاطعة الى انه بالاضافة الى اصالة المدينة وعراقتها,فقد شهدت نهضة تنموية جسدت العلاقة الوثيقة بين الأصالة والمعاصرة، مبينا بهذا الصدد أن المقاطعة وفي اطار تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح التى انتهجتها الصين، وضعت استراتيجية التنمية الكبرى وحققت خلالها نهضة صناعية واقتصادية مثلت مواردها ثلت موارد الصين. وقال “ إن المقاطعة التى يتجاوز عدد سكانها سبعة وثلاثين مليون نسمة منهم ثلاثمائة ألف مسلم، وعدد محافظاتها مائة وسبع محافظات، تضم اكثر من تسعين جامعة ومعهد أكاديمي، وأكثر من مائة وعشرة مساجد. وتأتي زيارة الإعلاميين العرب التي تستمر ثلاثة أسابيع في اطار بروتوكولات التعاون القائم بين الصين والدول العربية بغية تعزيز التعاون والتواصل بين الإعلاميين العرب وزملائهم في الصين .