بدأت أمس بصنعاء أعمال مؤتمر «اليمن 2010 السياسة والمجتمع» الذي ينظمه مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمفكرين والسياسيين والاقتصاديين ورجال القانون والاجتماع. ويتناول المؤتمر على مدى يومين 17 ورقة عمل بحثية في عدد من المحاور العلمية هي جيو استراتيجيا الأمن القومي , وسياقات التطور الديمقراطي في اليمن, وقضايا اقتصادية وبيئية ملحة ,والشراكة بين منظمات المجتمع المدني والدولة . وفي جلسة الافتتاح أشار رئيس مجلس أمناء مركز سبأ للدراسات المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني إلى أن هذه التظاهرة العلمية والبحثية على درجة عالية من الأهمية ليس فقط من أهمية محورها ولكن لما تشكله من انفتاح علمي وأكاديمي على المحيط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وانفتاح لصناع القرار على البحث الأكاديمي. وقال الإرياني إن المؤتمر ينطلق من أساس عقلاني جعل منه المركز شعاراً له وهو ربط السياسة بالمعرفة ..منوها بأن ذلك لن يأتي ثماره إلا بخلق شراكة بين الأكاديمي والحكومة وأشار إلى أن الأوراق التي يتناولها المؤتمر تشكل قضايا الساعة التي تتطلب ممن يشتغل عليها العمل بروح المثابرة خاصة وأن اليمن يمر بظروف تتعالى فيه أصوت لاعقلانية. وكان رئيس مجلس إدارة مركز سبأ للدراسات الاستراتيجية الدكتور حسين العمري بدوره أشار إلى أن المؤتمر يأتي في خضم تطورات لافتة تشهدها اليمن في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وقال: إن غايتنا من تنظيم المؤتمر هو إثارة النقاش حول التحديات التي تواجه اليمن حاضرا ومستقبلا وطرح البدائل المناسبة لتجاوزها والحد من تداعياتها وفق رؤى علمية وموضوعية بعيدا عن التهويل والمبالغة بما يعزز توفير العديد من الخيارات أمام الجهات ذات العلاقة ويخلق مناخا ملائما لإنشاء وتعزيز الروابط بين الأكاديميين والباحثين والمختصين من جهة والمسئولين في الإدارات الحكومية ذات العلاقة وصناع القرار من جهة أخرى. وأشار العمري إلى أن المؤتمر سيتناول في محاوره الأربعة 17 ورقة بحثية تتضمن جملة من العناوين أبرزها استراتيجيات الأمن الإقليمي في منطقتي الخليج العربي والقرن الأفريقي واليمن ودول الخليج وإلحاحات الأمن القومي المشترك ,واستراتيجيات الأمن الإقليمية والدولية ودورها في مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية في خليج عدن ومنطقة القرن الأفريقي ,والتعددية الحزبية وأثرها على قيام المؤسسات الدستورية وتطور الخطاب الإسلامي في الجمهورية اليمنية. وأضاف العمري : ان المؤتمر سيناقش أيضا خارطة طريق جديدة لحل مشكلة المياه والقات في اليمن وبحث ما إذا كان تصدير الغاز اليمني الطبيعي سيعوض عائدات النفط الناضبة والهجرة غير المشروعة في الجمهورية اليمنية ودور المرأة اليمنية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وموقفها تجاه منظور النوع الاجتماعي والخلفية الاجتماعية لضعف وعي الطبقة الوسطى اليمنية بذاتها. وتناول المؤتمر في يومه الأول محورين خصص المحور الأول برئاسة الدكتور عبد الكريم الإرياني لجيو استراتجيا الأمن القوم وتناول ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان استراتيجيات الأمن القومي في منطقتي الخليج العربي والقرن الأفريقي قدمها مستشار وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لشئون البحث العلمي الدكتور سامي محمد السياغي أشار فيها إلى أن البيئة الأمنية الإقليمية في منطقتي الخليج العربي والقرن الأفريقي شهدت العديد من التحولات منذ العام 1979 تزامن معها ظهور العديد من التهديدات للأمن والاستقرار الإقليمي . فيما تناولت الورقة الثانية التي قدمها الباحث عادل أحمد الصلوي مراسل الخليج.. الإماراتية في صنعاء بعنوان «اليمن ودول الخليج.. الاندماج وإلحاحات الأمن القومي المشترك» أشار فيها إلى أن اندماج اليمن في الخليج يمثل عنصرا حيويا لتعزيز أمن واستقرار منطقة شبه الجزيرة والخليج استنادا إلى ما تمثله من عمق استراتيجي لدول الخليج وما يمكن أن تسهم به في تسوية وحل العديد من المشاكل والتعقيدات الجيوبوليتيكية التي تعاني منها الدول الخليجية. وتناولت الورقة الثالثة والأخيرة في المحور استراتيجية الأمن الإقليمية والدولية ودورها في مكافحة الإرهاب والقرصنة البحرية في خليج عدن ومنطقة القرن الأفريقي قدمها الباحث محمد سلطان طالب دكتوراه في جامعة أسيوط أشار فيها إلى أن القرصنة البحرية من أهم المشاكل والتحديات الأساسية التي تقف أمام أمن البحر الأحمر وتعوق حركة التجارة الدولية وقال إنه مع تزيد هجمات القراصنة باتت القرصنة البحرية الجريمة الثانية دوليا وباتت مكافحتها حلما يتمناه الجميع. وتناول المحور الثاني الذي ترأسه الدكتور حسين العمري "سياقات التطور الديمقراطي في اليمن " أربع أوراق عمل الأولى الديمقراطية وتطور الخطاب الإسلاموي في الجمهورية اليمنية للباحث عبد الله صبري رئيس تحرير صحيفة صوت الشورى أما الورقة الثانية التي قدمها الدكتور قائد طربوش استاذ فقه القانون بجامعة تعز تناول فيها موضوع التعددية الحزبية وأثرها على قيام المؤسسات الدستورية في الجمهورية اليمنية ، بينما تناولت الورقة الثالثة التي قدمها الباحث مجاهد الشعبي الانتخابات والتطور الديمقراطي في اليمن من منظور وظيفي فيما تناولت الورقة الرابعة والأخيرة في المحور الثاني الدولة والحق قدمها الدكتور عبد الرب حيدر.