لا يمكن للإبداع أن يكون إبداعا ما لم يتخط ما هو سائد أو على الأقل يعيد تشكيل ما هو قائم بطرق مغايرة تعطي نتائج جديدة ومتطورة أما إعادة إنتاج ما هو موجود مع بعض الرتوش فذلك لن يخرج عن كونه تقليداً متطوراً لحياة رتيبة أو نموذج معين متعارف عليه . خلق الجديد وتجديد القديم بطريقة مبتكرة حديثة يخلق مناخات تغير من شكل الحياة في إطار تماهي الأحداث ذات الصبغة الإبداعية و بها تتخلق نواحي تطويرية أخرى . ومن هنا يمكن القول أن الحياة المبدعة هي مغامرة جريئة بالطبع ستكون هذه المغامرة محسوبة وذات عمق تكتيكي مدروس أو استراتيجيات مقننة. تقول المبدعة العالمية هيلين كيلر وهي تفلسف خيارات النجاح في الحياة حيث قالت( إن الحياة إما أن تكون مغامرة جريئه أو لا شئ )هكذا تحدثت هيلين كيلر التي ما أحوجنا ونحن نقرأ كفاحها لأجل خلق مغامرة الحياة المبدعة إنها بمغامراتها الفكرية والفلسفية خلقت من نفسها قامة إنسانية عالمية انتصرت على كل إعاقاتها وبذلك تكون قد خلقت أنموذجاً متميزاً ينتصر على الإعاقة ويستخدم هبة الله له في نواحي قوة معينة وبذا يصبح المعاق إنساناً قادراً على العطاء والإبداع أكثر مما يتصوره الآخرون أو يحبوا أن يصنفوه ضمن دائرة الأقل عطاء . هكذا رأت هيلين كيلر الحياة مغامرة بغير هذه المغامرة لا تكتمل أركان الحياة الحقيقية وتصف عدم وجود المغامرة ب ( لاشيء ) ورحم الله شاعرنا ابي القاسم الشابي عندما قال : ومن لم يمارس طلوع الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر بل يذهب المفكر (رونالد .اسبورت ) إلى القول بأن عدم المحاولة لفعل شيء ما ابعد مما يتقنه الإنسان ويقوم به بشكل اعتيادي هو أهم عائق عن عدم التقدم ناحية الأمام وخلق فرص جديدة لحياة أكثر تميزاً يقول ( إذا لم تحاول أن تفعل شيئاً أبعد مما قد أتقنته .. فإنك لا تتقدم أبدا ) ولهذا حتى السعي إلى الآخرة ونيل رضى الله يتطلب المسارعة والمسارعة تقتضي تقديم الأفضل والأجمل والأخلص وهو ما يعني بذل كل وسائل القربى وتحديثها بالآليات المتجددة لأن الله خالق الزمان والمكان وكل تطورات الحياة هي منحة منه فهو واهب الحياة ومبدعها ونحن من غير مغامرة لن نخلق إبداعا. وبذا لن نكون أقوياء وحتى لو كنا مؤمنين فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله والقوة ناتج العطاء والعطاء ناتج العمل والابتكار وكل ذلك وليد الإبداع والإبداع وليد المغامرة التي تبدأ كمغامرة داخلية على مستوى التفكير واختراق الفرض الموجود داخل قداسة المخيلة لاكتساب القوة الدافعة الذاتية المحققة للطموح وتخليقها في الواقع الحي لمنحها الصفات اللازمة للانتصار الحر والخلاق .