مر العام الأول على هبة توفيق (9سنوات) وهي تصارع مرض سرطان الدم والتهام الغدد الليمفاوية، وكلها أمل بأن يشفيها الله. هبة التي تطمح لأن تصبح طبيبة عندما تكبر بمشيئة الله لتخدم وطنها وتعمل على تخفيف المعانات المرضية عن الأطفال، محتاجة لتلقى الأبر الكيميائية وعدد من العلاجات لمدة عامين وهو مايفوق طاقة والدها المادية كون المرض يجعل الأسرة تصرف كل مدخراتها وتتدين حتى لاترى طفلتها تتألم وتشكو من المرض. شقيق هبة ووالديها يدعوان الله بأن يشفيها ويجعلها تمارس حياتها بشكل طبيعي وتعود إلى مدرستها التي فارقتها بسبب المرض الخبيث. الحالة الصحية للمريضة أيام في تحسن وأيام تتدهو، وتعاني من فقر دم ليصل عدد كريات الدم ال(2.5)..ويقول والد الطفلة “هبة” أنه قبل عام بالضبط عانت من ضعف شديد وإغماء فتم إسعافها إلى طبيب الأطفال عبدالرحمن الغالب وبعد إجراء الفحوصات أشارت أن الطفلة تعاني فقر دم حاد ونصحنا بمراجعة مختصين في أمراض الدم وفحوصات تلو فحوصات فأتت النتيجة إصابتها باللوكيمياء..ويضيف توفيق أن ابتسامة طفلته غربت عن المنزل وحضورها البشوش والمرح توقف عن التدفق، فنعكس كل هذا على الحالة النفسية لأفراد الأسرة تلك..ويشير والد الطفلة عن وجه آخر لمعاناة طفلته يتمثل في نظرة الناس لمفهوم العلاج الكيماوي، وذلك بأن عدد من الناس يعتقدون أن هذا العلاج هو النهاية الحتمية للمريض والمرحلة التي تسبق وفاته، وهو مايجعل الأسرة تعيش قلقاً واضطراباً في مراعاة الحالة النفسية للطفلة خوفاً من أن تصل تلك المفاهيم الخاطئة مما يقلل الأمل بداخلها ويجعلها تعيش قلقاً يومياً. ويؤكد توفيق أن طفلته حالتها تتحسن تارة وتتعرض لانتكاسة مرة أخرى فقد عمل “سرطان الدم” على إضعاف جسم هبه وانخفاض في الوزن وتضخم في الغدد اللمفاوية، ولها قرابة عام تستخدم الجرعات الكيماوية وهو ما يسبب لها من آلام وإرهاق شديدين فتراها تتوجع ليل نهار، وهذا المشهد يعصر ويمزق أحشاء أفراد أسرة توفيق تألماً على صغيرتهم. ويقول: إنه بعد تلك المعاناة كانت صغيرته تسأله عن المرض الغريب الذي استمر شهوراً ولم تنفع الأدوية والجرع في التخلص منه فأخبرها أن الله الشافي سيخلصها ويشفها وظلت تريد تعرف ما نوع مرضها فأخبرها أنه سرطان الدم وأن العلاجات ستنهي المرض. لم يكن توفيق من عائلة غنية بالمال يستطيع تأمين ثمن أدوية طفلته فهو من الأسر المحتاجة للكفالة، حيث تكفلت المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بتوفير العلاجات الخاصة بابنته لكن الظروف المعيشية للأسرة المعدمة تتطلب الكثير من المال..