أكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المهندس أحمد محمد الآنسي أهمية دور وسائل الإعلام في مساندة جهود الهيئة في مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية. وقال الآنسي في افتتاح دورة تدريبية حول دور المؤسسات الإعلامية في تعزيز ثقافة مكافحة الفساد بصنعاء أمس: إن وسائل الإعلام أدوات رئيسة في جهود مكافحة الفساد لتأثيرها الكبير في المجتمع. وفيما ثمّن جهود وسائل الإعلام في كشف عدد من قضايا الفساد، أشار الآنسي إلى أن بعض وسائل الإعلام أسهمت في الدفاع عن بعض أوجه الفساد والفاسدين ما أضاع كثيراً من الحقائق. وحث وسائل الإعلام على التحرّي والاستقصاء فيما ينشر.. لافتاً إلى أن الكلمة أمانة دينية وأخلاقية وأن مساوىء الفساد تعم الجميع بلا استثناء. ودعا إلى تضافر الجهود في مواجهة الفساد والفاسدين، مؤكدا أن مكافحة الفساد مسؤولية جماعية ولا تستطيع مؤسسة أو هيئة وحدها مهما كانت قوتها مكافحته. وقال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد: “إن الفساد أصبح ظاهرة عالمية أضرّت العالم بأكمله، ولن يتم القضاء عليه بسرعة أو في يوم وليلة، بل يحتاج لوقت طويل” مشيداً بتعاون الأجهزة القضائية مع جهود الهيئة في مكافحة الفساد. وأكد وجود إرادة سياسية قوية لمكافحة الفساد، مشيراً إلى أن الهيئة ساءلت وزراء ومسؤولين كباراً في عدد من قضايا الفساد، وأحالت منذ تأسيسها 24 قضية فساد، وأكثر من 130 متهماً إلى النيابة العامة منهم مسؤولون في مناصب كبيرة، بالإضافة إلى اتخاذها عدداً من الإجراءات أسهمت في استرداد مئات الملايين من الريالات إلى خزينة الدولة. وأشار إلى أن الهيئة بدأت عملها من الصفر، وتعمل على الاستعانة بالمخلصين وأصحاب الضمائر الشريفة في مختلف الجهات والمؤسسات، مؤكداً أن الفساد ظاهرة متجددة ومتضافرة. وقال: “إن الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد لا تريد أن تبني سمعتها على أعراض الآخرين مهما قيل عنها؛ لأن قضايا الفساد تدخل فيها أعراض أشخاص لا نستطيع أن نقول عنهم إنهم فاسدون إلا بحكم قضائي بات” لافتاً إلى وجود حاجة ملحة للمواءمة في القوانين النافذة بهدف مكافحة الفساد. وحثّ الآنسي المشاركين في الدورة على الاستيعاب الأمثل لمفردات الدورة التدريبية، معرباً عن أمله في أن يكون لهذه الدورة أثر كبير في تعزيز جهود مكافحة الفساد. وفي افتتاح الدورة التي يشارك فيها 30 إعلامياً وإعلامية من مختلف المؤسسات والوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وتنظمها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد على مدى خمسة أيام بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة؛ أكدت نائبة رئيس الهيئة الدكتورة بلقيس أبوأصبع أن الهيئة تعتبر أي بلاغ عن قضية فساد في أي وسيلة إعلامية بلاغاً رسمياً وفقاً لقانون مكافحة الفساد.. وأشارت إلى أن الهيئة تلقت 89 بلاغ فساد عبر وسائل الإعلام؛ أصبح بعضها قضايا منظورة أمام النيابة العامة وأقصي على إثرها عدد من المسؤولين. واستعرضت دور مركز التدريب التابع للهيئة في تدريب عدد من الكوادر من مختلف الجهات في مجال مكافحة الفساد، مشيرة إلى أن الهيئة تطمح لأن يصبح هذا المركز مركزاً اقليمياً للتدريب في هذا المجال. وأعربت عن أملها في أن يعمل الإعلام على إيصال رسالة حقيقية وفاعلة إلى المجتمع بضرورة مكافحة الفساد وتعزيز قيم النزاهة والشفافية، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة. عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، رئيس قطاع الإعلام ياسين عبده سعيد نعمان من جهته قال: إن هذه الدورة تأتي انطلاقاً من إدراك الهيئة أهمية دور الإعلام في تعزيز الشفافية. وأشار إلى أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً مقاوماً ومكافحاً للفساد باعتباره شريكاً أساسياً في عملية مكافحة الفساد، معتبراً هذه الدورة ثمرة عمل بين الهيئة والمؤسسات الإعلامية. من جهته نوّه مدير مشروع دعم منظمات المجتمع المدني في مناصرة الشفافية ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي حسن العنسي بالشراكة القائمة بين الهيئة والبرنامج في إنجاح جهود دعم الشفافية. وبيّن أن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي يعمل على دعم وإبراز جهود الهيئة في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، معرباً عن أمله في أن يكون لوسائل الإعلام دور فاعل في غرس قيم النزاهة والشفافية بغية تحقيق الأهداف التنموية. كلمة المؤسسات والوسائل الإعلامية ألقاها رئيس قطاع قناة “اليمن” الفضائية حسين باسليم أكد فيها أن الإعلام أداة وشريك فاعل ووسيلة لا يستغنى عنها في مكافحة الفساد وتنوير المجتمع في مكافحة هذه الظاهرة. وقال: إن الإرادة السياسية في مكافحة الفساد تمثلت في إنشاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، مؤكدا أن الإعلام يجب أن ينتصر لتحقيق قيم الشفافية ومكافحة الفساد. وأشار باسليم إلى وجود إرادة قوية للإعلام اليمني في دعم جهود الهيئة في مكافحة الفساد، مستعرضاً جهود قطاع قناة “اليمن” الفضائية في إطار الجهود الداعمة لمكافحة هذه الظاهرة التي تضر بعملية التنمية في اليمن. بدورها استعرضت مديرة مركز التدريب التابع للهيئة الدكتورة ريناتا شميث عدداً من مفردات الدورة وما قدمه المركز منذ إنشائه العام 2009. حضر افتتاح الدورة عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، رئيس قطاع الذمة المالية الدكتور محمد المطري.