قد تصحو مدينة تعز على وقع كارثة مماثلة (للظفير) لو أن الجهات المختصة استمرت في غيبوبتها وتجاهلت تهافت الكثيرين على المرتفعات الصخرية وبناء مساكن بعيداً عن مسار المخططات الحضرية وتراخيص البلدية. صباح أمس خرج جبل (عمد) المقابل لجامعة تعز عن صمته وصب جل غضبه على المنازل المتناثرة على سفحه والقابعة في الأسفل..حيث أمطرها بوابل من الصخور أحالت 6 منازل إلى عصف مأكول و6 أخرى أصيبت بأضرار بليغة ومازالت تحت رحمة الصخور التي تتهيأ للانهيار في القريب العاجل. «الجمهورية» تواصلت مساء أمس مع عدد من وجهاء المنطقة الذين أكدوا أن الانهيارات الصخرية التي بدأت صباحاً لم تكتمل بعد فالانشقاقات اتسعت بشكل مرعب والجهة المطلة على جامعة تعز مهددة بالانهيار الكامل. وأشاروا إلى أن البداية كانت تشققات في جدران بعض المنازل وحين بدأت بالاتساع أبلغ المواطنون عاقل الحارة والذي بدوره أبلغ قسم الشرطة القريب من المنطقة وحين بدأت المخاوف تكبر تم توجيه المواطنين بمغادرة منازلهم. وجهاء (عمد) أكدوا أن التشققات كانت بداياتها الطفيفة قبل أسبوع من صباح الفجيعة التي فاجأت المواطنين وأجبرتهم على مغادرة منازلهم إلى العراء. وأشاروا إلى أن غالبية المنازل بنيت بلا تراخيص أو مخططات رغم الزيارات المتكررة للمنطقة من قبل المعنيين بالأمر، لكن الزيارات لم تفعل شيئاً يمكن التعديل عليه في توجيه المواطنين نحو البناء وفق المخططات والتراخيص حسب قولهم. محافظ تعز حمود خالد الصوفي زار المنطقة وتفقد أحوال المواطنين الذين تضررت منازلهم، ووجه فرع الهلال الأحمر بتقديم العون والمساعدة الطارئة للمتضررين وتشكيل فريق فني وجيولوجي للوقوف أمام الظاهرة ومعرفة أسبابها، كما وجه المجلس المحلي بمديرية المظفر بسرعة تقييم الأضرار والمشاركة في تلبية احتياجات المتضررين الإسعافية ورفع تقرير للمجلس المحلي بالمحافظة. غير أن أماكن مشابهة في تعز تناولتها وسائل الإعلام سابقاً بحاجة إلى أكثر من توجيه تشمل منع البناء العشوائي في المرتفعات الصخرية ودراسة حالات المناطق المشابهة لتدارك الأمر حتى لاتنجب الأيام القادمة كوارث أكثر فضاعة من (عمد).