لاقت وعود دركسلر في تصوير تطور الإنسان بفضل النانوتكنولوجيا من مثل «الإنسان المحوّر جينيّا إلى نصف آلهة» صدى لدى فئات واسعة من المواطنين الذين صدّقوا أوهام رجال العلم الذين أصابتهم حمّى القوّة. وفي استطلاع للرأي أجري في التسعينات وشمل سكّان العالم قاطبة وُجد أن ما بين 25 إلى 80 بالمائة من الآباء يرغبون في تغيير القدرات الذهنيّة والجسميّة لأبنائهم بشرط أن يتحققوا من سلامة التقنيات. ستتحوّل كلّ الشعوب إلى «شعب الله المختار». بحسب د. سمير بسباس. كان الناس يحلمون بما يُسمى ب «الدّيمقراطيّة التقنية» من خلال خيار التحوير الجيني للجنس البشري للحصول على «أحسن سلعة بشريّة». كان البعض يحلم بفرز الأجنّة وإعدادهم في المختبرات والأنابيب، أو زرع آلات نانوية في أجسادنا لتحسين قدراتنا.. كان البعض، ومازال، يحلم بخلق الإنسان البيولوجى الإلكتروني Cyborg أو الكائن الموجّه، في مجتمع المعرفي، تماما كما يقود الربّان الطائرة ويوجّهها لينزل بها إلى المدرج. وبدأت التجارب المخبرية فعلا، منذ أعوام غير قليلة. في البداية تم زرع رقيقات في رأس فأر مصاب بالشّلل ثم وضعت رقيقات على ظهر بعض الحيوانات للتحكّم عن بعد في أحاسيسها وغرائزها سواء بتعطيلها أو تحريكها. وكان الهدف من كل هذه التجارب هو الإعداد لمرحلة جديدة: «توجيه حركات وتصرّفات الإنسان». [email protected]