دعت الحكومة الفلسطينية المقالة المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف العدوان الاسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة والذي يهدد بعودة استمرار التصعيد والتوتر مرة أخرى.. وأكدت الحكومة المقالة في بيان لها أمس السبت أنها تنظر بقلق شديد إلى الخروقات الاسرائيلية المستمرة تجاه قطاع غزة من خلال استمرار السياسات العدوانية وعمليات القصف واستهداف المواطنين.. واستنكرت بشدة الهجوم الهمجي الأخير الذي استهدف ثلاثة من المواطنين وسط قطاع غزة فجر أمس بهدف اغتيال ثلاثة من قادة (كتائب القسام) الجناح العسكري لحركة حماس. وأوضحت أن الحكومة الفلسطينية في غزة تبذل جهداً كبيراً في ضبط الأوضاع والمحافظة على التوافق الوطني والتهدئة من خلال التواصل مع مختلف الأطراف بما فيها القوى والفصائل الفلسطينية وأطراف خارجية بهدف منع التصعيد.. ورأى البيان ان قوات الاحتلال تبدو غير معنية بتوفر حالة من الهدوء في القطاع وتصر على استمرار سياسة القتل والاستهداف.. من جهة أخرى دانت السلطة الفلسطينية الغارة الجوية الاسرائيلية التي استهدفت فجر أمس سيارة مدنية في بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين.. وقال رئيس مركز الإعلام الحكومي التابع للسلطة الفلسطينية غسان الخطيب لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن التصعيد الاسرائيلي الجاري في غزة “سيقود الأمور إلى تدهور لا يرغب به أحد”.. وأدان الخطيب جميع الممارسات الاسرائيلية المرتكبة بحق سكان غزة خصوصاً عمليات الاغتيال التي عادت اسرائيل لممارستها حالياً.. معتبراً أنها “تعد انتهاكاً لحقوق الإنسان في الحياة بأمان، وعلى العالم التدخل من أجل وقف هذه العمليات”.. وحذّر من مساعي اسرائيل لجر الفلسطينيين إلى دائرة العنف والعنف المضاد “لأن لها مصلحة بذلك”.. مضيفاً أن الشعب الفلسطيني “أكثر وعياً هذه المرة من خلال تمسكه بالمقاومة الشعبية التي أحرجت اسرائيل في مختلف الميادين”.. وكان ثلاثة فلسطينيين قد استشهدوا فجر أمس في استهداف طائرة استطلاع اسرائيلية لسيارة مدنية في بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب قطاع غزة.. من جانب آخر يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة إلى مصر الخميس المقبل تلبية لدعوة من رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي.. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ) المصرية عن مصادر مسؤولة أمس السبت قولها إن دعوة المشير طنطاوي نقلها وزير الخارجية المصري نبيل العربي.. وأشارت المصادر إلى أن عباس سيبحث مع طنطاوي الجهود المكثفة التي تجرى حالياً في الشأن الفلسطيني خاصة فيما يتعلق بجهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس.. وتأتي زيارة عباس في أعقاب إطلاقه مبادرته للذهاب إلى غزة لإنهاء الانقسام الداخلي واستعداده التوجه إلى القطاع لإعلان اتفاق مصالحة يتضمن تشكيل حكومة من شخصيات فلسطينية مستقلة تتولى التحضير الفوري لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وأخرى. يذكر أن القاهرة شهدت الأسبوع الماضي نشاطاً دبلوماسياً في العلاقات المصرية - الفلسطينية من خلال زيارة أعضاء اللجنة المركزية في حركة (فتح) عزام الأحمد وصخر بسيسو ونبيل شعث وناصر القدوة أعقبها زيارة للقياديين بحركة حماس محمود الزهار وخليل الحية.. على نفس السياق بحث رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض أمس السبت في مدينة رام الله في الضفة الغربية مع وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش تطورات الأوضاع السياسية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.. وبحسب بيان عن الحكومة الفلسطينية فقد جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في المنطقة والجهود التي تبذلها السلطة لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وبما يضمن تحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية..وأطلع فياض الوزير الألماني على التحسن في عمل المؤسسة الأمنية والشرطية، وتمكّنها من تحقيق حالة الاستقرار التي أسهمت في التطور الاقتصادي. وعرض فياض على الوزير الألماني القيود والعراقيل التي تواجه السلطة من “جراء نظام التحكم والسيطرة التعسفي المفروض من قبل الاحتلال، بالإضافة إلى إمعان اسرائيل في التوسع الاستيطاني، والاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة الوطنية”. واعتبر فياض أن عدم التزام اسرائيل بوقف هذه الاجتياحات يقوض إنجازات السلطة الوطنية على صعيد تحقيق الأمن والاستقرار، ويعرضها لمخاطر حقيقية.. وشدد على أهمية تفعيل الدور الأوروبي في العملية السياسية، وبما يسهم في تمكين الاتحاد الأوروبي من لعب دور أكثر فاعلية مع أطراف اللجنة الرباعية لضمان تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته الكاملة في إنهاء الاحتلال الاسرائيلي عن كامل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة. من جانبه أكد الوزير الألماني دعم بلاده لحل الدولتين، مشيداً بالجهود التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وبنيتها التحتية.. من جهة أخرى أعلن فصيلان فلسطينيان أمس السبت عن انتهاء التهدئة مع اسرائيل رداً على قيامها بقتل ثلاثة فلسطينيين في غارة جوية. وقالت الجبهتان الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين أنهما في حل من التهدئة المعلنة مع الاحتلال الاسرائيلي وأكدتا أن ردها على عملية خان يونس لن يطول.. وقال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم في بيان صحفي: تؤكد الحركة كذب الادعاءات والمبررات التي ذكرها العدو الصهيوني لارتكاب جريمته.. معتبراً ما جرى جريمة متعمدة وتجرّؤ على الدم الفلسطيني واستمراراً لإرهاب الدولة.. وحمّل برهوم الحكومة الاسرائيلية تبعات هذا التصعيد.. معتبراً أن غياب العدالة الدولية وغياب القرارات الرادعة لهذا الاحتلال وعدم محاكمة أي من قياداته على جرائمهم يعني مزيداً من الدم الفلسطيني وقتل الفلسطينيين.. من جانب آخر اعتدى جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس بالضرب على المشاركين والصحافيين في مسيرة بلدة بيت أمر الأسبوعية المناهضة للاستيطان واعتقلت عدداً من المتضامنين الأجانب.. وقال الناطق باسم اللجنة الوطنية في بلدة بيت أمر محمد عوض إن قوات الاحتلال ألقت قنابل الغاز والصوت باتجاه مركبات الفلسطينيين على الطرق الرئيسية المؤدية إلى البلدة, وأعلنت مدخل البلدة الرئيس منطقة عسكرية مغلقة وصادرت عدداً من مفاتيح المركبات العمومية التي تواجدت في المكان أثناء المسيرة.. من ناحية أخرى اعتقلت القوات الاسرائيلية أمس خمسة فلسطينيين خلال قيامها بحملة تفتيش واسعة في قرية النبي صالح. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات عسكرية اسرائيلية اقتحمت قرية النبي صالح وقمعت مسيرة سلمية لمتظاهرين فلسطينيين خرجوا لإحياء ذكرى يوم الأرض وشرعت بعملية تفتيش لمنازل الفلسطينيين وقامت بإطلاق الأعيرة المطاطة وقنابل الغاز مما أدى إلى إصابة العديد من المتظاهرين بحالات اختناق.