في إجابات جوجل سأل "صباح 678" (وهذا اسم مستعار لمشترك): كيف تتعامل مع شخص لئيم جدًا وأنت مضطر إلى التعامل معه؟ كانت أفضل إجابة، للعضو "alfa 75" (وهذا اسم مستعار لمشترك آخر)، وقد نشرت القسمين الأول والثاني منها، وهذا القسم الأخير: الخسة والوضاعة والحسد واللؤم هي من صفات النفس الجاهلة غير القادرة على الارتقاء لمصاف أقرانها من البشر الأسوياء. يعتقد أفلاطون "أن الرأفة واجبة على ثلاثة، عاقل واقع تحت حُكم جاهل. وقوي في أسر ضعيف. وكريم يرغب في حاجة من لئيم". يعود انحراف النفس الجاهلة نحو مسالك الشر، لخلل في منظومتها الذاتية التي تغرق في ظلام دامس دون أن يصلها نور المعرفة. واللؤم داء لا يصيب إلا الذات المنحطة ليزيد من انحطاطها فتميل أكثر نحو السادية وتتلذذ في آلام ومعاناة الآخرين. يسعى اللئيم لإذلال طالب الحاجة، ويكيل له الوعود بقضائها لكنه يتمادى أكثر فأكثر في إذلاله تلبيةً لنوازعه الشريرة المتلذذة بعذابات وآلام الآخرين. يرى رالف دهرندورف "أن الانحراف لا تعرف أسبابه ويتعذر معرفتها سوسيولوجياً لربما هي نوع من البكتريا المرضية تهاجم منظومة الذات من أعماقها المظلمة لتعمل على تخريب نفسية الفرد". تدين القيم الدينية والأعراف الاجتماعية بشدة السلوكيات والتصرفات غير السوية للفرد ضد المجتمع، لأنها من أفعال الشر التي لا تقرها قيم وأعراف المجتمعات الإنسانية. إن داء اللؤم لا يصيب إلا النفس الضعيفة والجاهلة والتي أصبحت الشر ذاته، ويستحيل إصلاحها لأنها تعاني من الصد المعرفي. [email protected]