قال الرئيس محمود عباس، أمس الخميس، إنه على إسرائيل أن ترد على اعتراف شعبنا الفلسطيني بحقها بالوجود، بأن تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وأضاف الرئيس في كلمة ألقاها أمام مجلسي الشيوخ والنواب الهولنديين، أود أن أكرر التزامنا بحق الدولتين “فلسطين وإسرائيل” جنبا إلى جنب بسلام وأمان، وعلينا إنجاز هدفنا من خلال المفاوضات بعيداً عن العنف، ولهذه الغاية أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى قبول مرجعيات المفاوضات بما فيها مبادئ الرئيس أوباما لحل الدولتين على حدود الأرض التي احتلت عام 1967، مع تبادل محدود ومتفق عليه ووقف للنشاطات الاستيطانية. وقال: هدفنا الأساسي هو المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي للوصول للسلام، وآمل أن تنجح الولاياتالمتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية في جهودهم التي يبذلونها لاستئناف مفاوضات السلام. وذكّر الرئيس عباس باعتراف الجانب الفلسطيني بحق إسرائيل في الوجود وقال: اعترفنا بوجود دولة إسرائيل، ونأمل أن ترد الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الأرض التي احتلت عام 1967. وقال: في سعينا لاعتماد دولة فلسطين على حدود الأرض التي احتلت عام 1967، فإننا لا نسعى إلى تجاهل أو عزل أو نزع الشرعية عن إسرائيل، وعلى العكس من ذلك ولأننا لم نحصل على موافقة الحكومة الإسرائيلية على مرجعيات عملية السلام ووقف الاستيطان فإننا سنواصل محاولتنا للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين كدولة عضو في الأممالمتحدة وفق حل الدولتين. وتابع قائلاً: اليوم تعترف بنا 117 دولة في العالم، ونأمل من أولئك الذين لم يعترفوا بعد بدولة فلسطين أن يفعلوا ذلك في أسرع وقت ممكن. وأوضح أن القيادة الفلسطينية ملتزمة بالديمقراطية والشفافية والمحاسبة وبحقوق الإنسان وحرية التعبير ومبادئ سلطة واحدة وبندقية واحدة تحت حكم القانون. وجدد الرئيس عباس التزامه بحكومة تكنوقراط وشخصيات مستقلة على أساس برنامجه القائم على حل الدولتين والاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي. وفي موضوع المصالحة قال سيادته: هي سبيلنا الوحيد لحل الدولتين، والمفاوضات هي من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية وليس الحكومة. ووجه تحياته إلى رئيس مجلس الشيوخ الهولندي فرد جراف وإلى رئيسة مجلس النواب الهولندي جيردي فيربيت قائلاً: يشرفني أن أتحدث إليكم اليوم وأن أقدر عالياً هذه الفرصة للحديث أمامكم وأعبر عن امتناننا للمساعدة الهولندية لشعبنا لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين. وعن التغيير في العالم العربي قال: أود أن أقول إن الديمقراطية والسلام هما الطريق الوحيد للاستقرار والازدهار. وختم الرئيس كلمته بشكر مجلسي النواب والشيوخ الهولنديين على المساعدة التي يقدمها شعبهم لشعبنا الفلسطيني في بناء مؤسسات الدولة، ولإعطائه فرصة الحديث أمام نواب الشعب الهولندي وممثليه. وكان في استقبال الرئيس لدى وصوله إلى رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب، ولجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب ورؤساء وممثلي الأحزاب الهولندية. من جهة أخرى دعا وزير شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع الإعلام الفلسطيني والعربي إلى صد الهجمة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قبل الإعلام في إسرائيل. وقال قراقع خلال لقاء مع الإعلاميين عقده في مقر نقابة الصحافيين الفلسطينيين: “إن الإعلام الإسرائيلي يحرض على الأسرى الفلسطينيين بشكل منسجم مع المؤسستين السياسية والعسكرية، وهذا مؤشر خطير على مستوى التدهور الأخلاقي والمهني”، مشيراً إلى أن الهدف من اللقاء مع الإعلاميين هو تشكيل جبهة واحدة في مواجهة الإعلام الإسرائيلي. وأضاف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت صوراً للأسرى أثناء تناولهم الطعام في سجن النقب وأظهرتهم وكأنهم يأكلون ما لذ وطاب من الطعام وأنهم يعيشون حياة مريحة. وأوضح أن إدارة السجون حولت المعتقلات إلى سوق لمنتجاتها وبضائعها بحيث يضطر الأسير لشراء طعامه وشرابه من “كنتينا” المعتقل على حسابه الشخصي وهو الأمر الذي خفض نفقات الأسر على إسرائيل، أي أصبح الأسير يعتقل على حسابه الخاص. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت قبل 10 ايام صورًا لأسرى قالت إنها من داخل أحد السجون وهم يعدون وجبة طعام وصفتها وسائل الإعلام بأنها فاخرة. وأعقب ذلك بيومين قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بفرض عقوبات على الأسرى من بينها منعهم من التعلم. ورأى قراقع إنه “كان الأولى بالإعلام الإسرائيلي مناقشة قضية اعتقال الأطفال والتعذيب الذي تمارسه إسرائيل في السجون والبحث في الشريط المصور الذي بثه التلفزيون الإسرائيلي قبل شهرين وأظهر استشهاد الأسير محمد الأشقر بعد إطلاق النار عليه وهو أسير”.