ظاهرة الاعتداء على المعلم ومن قبل طلابه تعتبر من الظواهر الغريبة على مجتمعنا اليمني ولم تكن معهودة من قبل... ولعل بروزها يعود إلى أسباب كثيرة ومتداخلة منها ماهي متعلقة بالمعلم.. ذاته.. فوجود أي خلل في شخصية المعلم وبالطريقة التي يتعامل بها مع طلابه قد يؤدي التقليل من ذاته ولربما قد يتسبب هذا الخلل في الاعتداء عليه في حالة إذا ما أراد إبراز شخصية غير شخصيته الحقيقية.. وكذا استخدام المعلم لأنواع مختلفة من العقاب.. لذا فإني أرى أنه من الواجب على المعلم أن يكون مرناً في استخدام التوجيه المناسب.. بحيث لايتجاوز في أقصى الحالات التأنيب لما له من أثر إنساني في حياته المدرسية والعامة وذلك بالابتعاد كلياً عن أسلوب العنف ومايمس كرامة الطالب كإنسان له مشاعر وأحاسيس. ويمكن للمعلم أن يتجنب بعض المنزلقات التي تقود إلى الاعتداء عليه من خلال اتباع مايلي: عند دخول المعلم الفصل في اليوم الأول للدراسة يعرف بنفسه ويتعرف على طلابه ثم يعطي لهم الإرشادات والتعليمات والأحكام الصفية. ثم يبدأ المعلم بالدرس الأول ويكلف الطلاب بالواجبات والأنشطة وفي الحصة الثانية يبدأ المعلم بمتابعة الواجبات والأنشطة ويحفز الطلاب الذين نفذوا الواجبات والأنشطة. وإذا استخدم المعلم التعليمات والأحكام الصفية وكان مرناً معهم فإنه لن يضطر إلى استخدام العصا. وفي حالة وجود شغب وفوضى من قبل بعض الطلاب يقوم المعلم بتأنيب الطلاب وبعدم تكرار ذلك ويقوم بدراسة حالات الطلاب ومعالجتها بإشراك الاختصاصي الاجتماعي. وإذا تكررت الفوضى والشغب من نفس الطلاب أو أغلب طلاب الصف يطلب المعلم من جميع الطلاب ملخصاً أو بحثاً عن نقاط معينة من الدرس يحددها المعلم لهم ويحدد موعداً لتسليمها ويقوم المعلم بمتابعتها وتقويمها فإذا كانت مناسبة وجيدة يطلب من الطلاب الجيدين الوقوف ويمتدحهم ويشجعهم ويلمح أثناء حديثه للطلاب الذين لم يوفقوا بالابتعاد عن الفوضى والشغب بطريقة غير مباشرة وأنه سوف يكرر نفس العقاب في كل حصة للمحافظة على الهدوء والوقار الشخصي أثناء الأزمات والمشاكل الصفية الحادة، والإصغاء لما يقوله الطلاب بانتباه ويقظة دون شعور بالملل أو التأفف أو محاولة خذلانهم.