بعث مسؤولون مصرفيون برسائل مطمئنة تفيد بأنه لا خوف على المصارف العربية من أية تداعيات سلبية لأزمة الديون السيادية التي تتخبط فيها منطقة اليورو، مرجعين ذلك إلى كون هذه المصارف غير منكشفة إلا بنسب ضئيلة جدا على سوق السندات الأوروبية، في مقابل امتلاكها لسندات الخزينة الأميركية بقيمة قد تصل إلى نحو نصف تريليون دولار. يأتي ذلك قبيل احتضان العاصمة القطرية اليوم الخميس اجتماعا لمحافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية لبحث تاثيرات ازمة الديون الاوروبية علي المنطقة العربية.. وفي هذا الإطار أكد رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان أحمد يوسف أن بنوك المنطقة لا تستثمر في سندات الحكومة اليونانية، مشيرا إلى أن أغلب هذه السندات تملكها البنوك الأوروبية، وبخاصة الألمانية منها والفرنسية. وقال في تصريح إن انكشاف البنوك العربية على السندات الأوروبية ضئيل جدا. وأوضح أن المستثمرين العرب لا يحتفظون بسندات يونانية بسبب تصنيفها المنخفض. وبدا يوسف مقتنعا بأن المصارف العربية تملك من الملاءمة المالية والمقومات الاستثمارية التي تجعلها في منأى عن أية أزمة يمكن أن تحاصر اليورو، بسبب إمكانية إعلان اليونان عجزها عن سداد ما بذمتها من ديون. وأشار إلى أن أغلب البنوك العربية تتعامل بالدولار، ويكاد انكشافها على اليورو يصل إلى نحو 15 % مقابل 85 % للورقة الخضراء، فضلا عن أن ميزانياتها تستند إلى سياسة مرنة في تعاملها مع العملة الأوربية، إذ لا تترك الباب مفتوحا أمامه للسيطرة على مجمل محافظها الاستثمارية. ولفت إلى أن تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية لا يبعث على القلق طالما أن سندات الخزانة الأميركية لا تزال تتمتع بجدارة ائتمانية مرتفعة. وإمعانا في الاطمئنان، كشف يوسف أن سندات الخزينة الأميركية لا تشكل في الوقت الراهن سوى 5 % من إجمالي المحافظ الاستثمارية للبنوك العربية، وقال إن قيمتها الإجمالية لا تتجاوز 15 مليار دولار، وإن إجمالي أصول هذه المصارف يناهز 3.2 تريليونات دولار حتى الآن، في وقت قدر فيه حجم الاستثمارات العربية في السندات الأميركية بنحو430 مليار دولار.