في ساحة الحرية عبق الحرية أصعب من أن توصف، وحيث الحماس يسري كتيار صاعق، والهتافات بمشاعر جياشة تتدفق منادية بالتغيير وإسقاط كامل النظام.. في ساحة الحرية سترى لافتة تشير لما يردده المشير صالح “الرئاسة مغرم وليست مغنم” وتحتها موقع ويكليكس “ثروة الرئيس اليمني تقدر ب55مليار دولار” فيما بجانبها إحدى النساء المفترشة للتراب وشباب يهمهمون “اللوة” اندهاشاً من ثروة الرئيس فيما تطوف أمام أعينهم كل أحلامهم المسروقة.. في ساحة الحرية ستبدو لك خيام المعتصمين المنتصبة فها هي خيمة مدرسي جامعة تعز وخيمة المهندسين وخيمة الأطباء وهاهي خيمة شباب التغيير وخيمة شباب قررت إسقاط النظام وخيمة شباب المخلاف وخيام أبناء خدير والنشمة وشرعب وموزع والوازعية وباب المندب وذباب والشمايتين والصلو وحيفان وجبل حبشي وسامع وخدير و..و..و..و الخ. في ساحة الحرية سترى كل من عانوا من قهر النظام وسياساته معتصماً مؤكداً قناعاته بهتافات لا لبس فيها “ارحل”. في ساحة الحرية يحضر شوقي أحمد عبدالله برفقة أولاده الثلاثة فيما يجاوره أمين الوتيري مع كامل أفراد أسرته. في ساحة الحرية ستسمع “يا علي عطف فرشك.. من تعز يسقط عرشك” “ياتعز إحنا شبابك.. فاتحين للثورة بابك”. في ساحة الحرية سترى “20” مناضلاً من أبناء الضالع معتصمين لمناصرة المعتصمين وليؤكدوا وحدويتهم التي لم تستطع السلطة الفاشلة سلخها منهم.. في ساحة الحرية سترى الأعلام المرفرفة في الأيدي والمطبوعة على الأجساد والرؤوس والصدور.. وفي حنايا القلوب. في ساحة الحرية سترى “لا تفاوض لا حوار” كما سترى لافتة “نموت نموت وتحيا اليمن” مكتوبة بدم أحد الشباب المعتصمين.. في ساحة الحرية ستجد المعاق بجانب الصحيح، المتعلم والأمي، الرجل والمرأة، الكهل والفتى، الشارب والظفيرة، القبيلي والمدني كلهم لا يجمعهم إلا موقف موحد.. في ساحة الحرية لا يراود أمين شرف ثابت الناشط السياسي شك في نجاح الثورة وتحقيق كامل أهدافها.. هكذا تفصح نبرة صوته وهو يتحدث ل”الجمهورية” عن الحلم اليمني الذي سيتجسد حد قوله ب “الارتقاء بمستوى اليمن إلى مستوى أفضل بين أمم الأرض”، وزاد: هذه الثورة ظلت حلم لكل الشرفاء المنشدين لبناء دولة مدنية حديثة تصان فيها حقوق الناس وكرامتهم في ظل قوة القانون دولة يشارك فيها جميع أبناء اليمن ويرسمون ملامح مستقبلها. اليقين الذي يسكن شرف، جعله يطوف بملامح المشهد اليمني في المرحلة القادمة، من إعادة صياغة القيم الأخلاقية وتعزيز الانتماء للوطن الوطن الذي استهدف من نظام صالح طيلة 33 عاماً، أيضاً لم يغفل شرف التأكيد أن الحلم اليمني سيكرس نبذه لثقافة البلطجة والعنجهية والمصالح الذاتية. في ساحة الحرية كما في ساحات الحرية والتغيير استعاد اليمني آدميته أصبح الحلم متاحاً وأيضاً ملامسته، لكن اللافت في الأمر أن القيم التي طرأت واستفحلت خلال حكم علي صالح يشترك الجميع في رغبة التطهر منها. المواطنة المتساوية وتأسيس دولة مدنية حديثة أيضاً هو المطلب الجمعي والدافع وراء استمرار الاعتصام في ساحة الحرية واعتصام اليمنيين في ساحات التغيير وبعبارات بسيطة طالب عفيف عبدالرحيم المسني عضو مجلس محلي بمديرية القاهرةبتعز بدولة مؤسسات قائمة على العدل والحرية والمساواة.. وبالمثل قال يوسف عبدالله ثابت العنيفي المدرس الذي قدم من مديرية سامع للاعتصام في ساحة التغيير في تعز: جئت إلى هنا وهدفي إسقاط النظام حتى يتحقق العدل والمساواة وحرية الرأي والتعبير وتتحسن الأوضاع المعيشية وضمان عدم وجود جرع اقتصادية كالتي تجرعناها خلال النظام المستبد للمخلوع علي عبدالله صالح.