لا يختلف اثنان في أن أخطر النزاعات والصراعات هي تلك القائمة على أساس مذهبي أو طائفي حتى من أبناء تلك المذاهب نفسها فالكل يعي مخاطر أن يتمترس البعض خلف عباءة المذهب ويدعي أحقيته في كل شيء وصوابية منهجه وما دونه فهو خطأ وغير صائب وناقص وموضوع ومختلف فيه أو يدعي هذا أحقيته في البقاء ليسلب من الآخرين حقهم أيضاً في العيش والبقاء وفق ما يعتقدون وما يؤمنون به . إن الخلافات المذهبية هي السبب الأكبر في التمزق والتشتت والتشظي فليس هناك من سبب يفعل فعله في جسد الأمة كما تفعله المذهبية والطائفية خاصة عندما تجد المحفزات والإثارات اللازمة حتى تتحول من صراع خفي وسلمي الى صراع دموي وحينها تختلط الأوراق بشكل مفزع فالكل يدعي أنه الحق وغيره باطل ولا يجد حرجاً في إثبات ذلك إما بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية تدل على صدقه بينما هو نفس القرآن الذي يستدل به الطرف الآخر لنفي إدعاءات الطرف الاول ودحضها بدليل أيضاً من الكتاب والسنه , ولأجل هذه الصراعات التي تختفي لسنوات وسرعان ما يستخدمها العدو كأسهل وسيلة لتشتيت الجمع وتفريق وحدة الصف تحت مبررات طائفية ولعل ما يحدث في بعض البلدان العربية دليل واقعي على ذلك فعندما فشلت أعداءالأمة في تفريق ما تبقى لها من وحدة سعت تلك الجهات المعادية الى إستدعاء الصراعات التاريخية ومحاولة تأجيجها في الظرف الراهن رغم أن الأنظمة الوطنية في مرحلة ما بعد الإستعمار عملت عملها في الجسد العربي والإسلامي وقدمت خدماتها للأجنبي بشكل كبير إلا أن ذلك حافظ على قليل من الأقاليم والأقطار تحت شعارات الوحدة وهذا ما لا يروق لإعداء الأمة الذين تعمدوا بث النزاعات الطائفية ودعم كل طرف ضد الآخر ليظل الجميع في حالة صراع دائم بينما العدو يعيش حالة من الإستقرار والبناء والنهوض على كافة المستويات . لست منحازاً الى أي مذهب بقدر ما أحذر من مغبة الإنجرار خلف الشعارات المذهبية والطائفية والتكتل خلف تلك المذاهب لأن الدين لله والوطن للجميع فهناك وطن يجمعنا واعتقد أن كل أبناء الشعب اليمني يجتمع حول أهداف التغيير والبناء والنهوض بالواقع الحالي الذي جعلنا في ضمن أفقر عشر دول في العالم وهذا هي الكارثة الحقيقيه فليكن مذهبنا وطننا وطائفتنا وطننا وقبليتنا هي الوطن ووحده الوطن الذي به سنتقدم ونعيد صياغة ذاتنا ضمن العالم المتحضر .