شهدت بلادنا بعد قيام الوحدة عام 1990م حالة من التسارع غير المدروسة تجاه مكاتب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بالمحافظات بهدف تأسيس المنظمات والجمعيات الخيرية الأمر الذي أفرز بشكل فوضوي في الكم الهائل لتلك الجمعيات التي تم تأسيسها بالطريقة العشوائية فكان نتائج أغلبها صفرياً إلا قلة منها تمكنت من تحقيق جزئيات مما تضمنه أهدافها ولهذا جاء قانون رقم «1» لسنة 2001م على أساس تنظيم العملية التأسيسية لهذه الجمعيات لكنه مع ذلك يبقى قانونا منقوص الضوابط الرقابية الجادة التي تحد من استغلال هذه الجمعيات لأهداف ذاتية. الخير والضمائر الميتة مئات الجمعيات الخيرية والتنموية التي تم تأسيسها على مستوى المديريات والمراكز في محافظة تعز خلال العقدين المنصرمين وعندما نعود إلى إدارة الجمعيات بمكتب الشئون الاجتماعية للبحث في سجلاتها عن مستوى نجاح تلك الجمعيات وما حققته من أهداف لصالح المجتمع الذي جاءت من أجله فإننا سنكون أمام مفاجأة غير سارة من كون الجمعيات الفاعلة لا تتعدى أصابع اليدين بينما المئات لم تنل من النجاح الميداني من شيء والغريب أن بعضها لا يزال مسئولوها يمارسون مسارهم في موافاة المكتب بتقارير سنوية عن أنشطة الجمعيات التي لا وجود لها في واقعها من حيث خدماتها وأنشطتها الأمر الذي يفرض السؤال هل أسست الجمعيات لخدمة المجتمع أو أفراد بعينهم في إدارتها وأين العمل الرقابي المشار إليه بالقانون رقم “1” لسنة 2001م للحد من الاستغلال غير القانوني لهذه الجمعيات في جوانب مناقضة لثوابت وجودها. جمعية نامت وأخرى تأسست بين مديريتي التعزية وشرعب الرونة توزعت منطقتا الربيعي والزغارير ضمن التقسيم الأخير بالرغم من التداخلات الأسرية بينهم ومع ذلك لم يمنع تواصل المنطقتين وربط بعضهم في كل عمل جماعي وقبل سنوات ذهب بعض أبناء المنطقتين إلى تأسيس جمعية خيرية تنموية لكنهم أحجموا من مساحتها بخمس قرى بينما تضم المنطقتان عشرات القرى.. وفي الوقت الذي يعرف عن أبناء الربيعي والزغارير بأنهم من المغتربين والميسورين في الداخل إلا أن هناك في مساحتهم أسرا كثيرة تعيش في مستويات معيشية تصل حد الاملاق وكان الهدف من تأسيس الجمعية هو النهوض بهذه الأسر والقيام بالدور الخيري والتنموي الذي يمكنهم من تجاوز واقع مرارتهم إلا أن الجمعية وهي بطبيعة الحال مكون قائم على أفراد هؤلاء ذهبوا إلى استزراع الآمال والوعود بالقيام بواجباتهم المحددة بأهداف الجمعية ونظامها الأساسي.. لكنهم سرعان ما تكشفت نواياهم التي انحصرت عند حدود تحقيق غاياتهم الفردية على حساب الغاية الأكبر والأشمل وهو المجتمع ومن أجل تصحيح الوضع ذهب أبناء المنطقتين بعموم قراهم وشكلوا “جمعية أبناء الربيعي والزغارير التنموية”. فقر وأمراض ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقتان اتساعا لرقعة الفقر بين السكان نتيجة للأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد فهناك أيضاً قرى عديدة من منطقة الربيعي وبدرجة خاصة قرى الجرف والرباط والردة تعاني منذ سنوات من مداهمة مرض التكسرات بالدم الذي أصاب عشرات وربما مئات من الأطفال بهذا المرض في ظل صمت وتجاهل الجهات الرسمية المعنية بذلك ونظراً لتلك المواقف التجاهلية كان المواطنون يتطلعون إلى جمعيتهم للقيام بدور إيجابي يخفف من وطأة معاناتهم من حيث مساعدة المرضى الفقراء على توفير متطلباتهم من العلاج لكن الأمر شابه الموقف الرسمي لذلك تأسست الجمعية الجديدة.. وقد أخذت في الاعتبار وضع الناس في مساحتها الجغرافية المحددة بالنظام الأساسي من حيث ظروفهم المعيشية والمرضية وبالرغم من الفترة الزمنية القصيرة منذ تأسيسها استطاعت الجمعية بفضل عاملين أساسيين أولهما أن الهيئة الإدارية انبثقت من القناعة الكاملة لأبناء المنطقتين ومن أفراد يتميزون بفعلهم بالعمل الخيري وثانياً لوجود أهل خير من أبناء المنطقتين في الداخل والخارج مستعدين لتقديم عونهم لطالما توفرت عوامل النجاح للجمعية من حيث الفرد القيادي فيها الذي يؤمن بالعمل الخيري لذلك تمكنت قيادة الجمعية من تقديم العون للفقراء بالمنطقتين كان العون بالمواد الغذائية أو مشروع الحقيبة المدرسية أو المادية لتسهم بشكل كبير في التخفيف من معاناة الأطفال المصابين بمرض تكسرات الدم من خلال توفيرها لبعض متطلباتهم من العلاجات كما أنها اسهمت في انعاش بعض المشاريع التنموية التي تصب في خدمة المجتمع الواقع في حدود مساحتها وهي خطوات مشجعة بالرغم من المسئوليات الطارئة التي تحل بالمنطقة مثل انتشار أمراض السعال بين الأطفال في قرية شعفة بالزغارير وهي مسئولية يتطلب معها قيام الجهات المعنية كانت بقيادة المجلس المحلي بالمحافظة ومكتب الصحة وكذا فرع صندوق المعاقين بدعم مجهود الجمعية لمواجهة الأمراض المتعددة وبالذات التكسرات بالدم. كما هي دعوة للجهات الخيرية والمنظمات الإنسانية بالاضطلاع في واجباتها الخيرية والإنسانية تجاه أبناء المنطقتين ومن أجل التعرف على دور جمعية أبناء الربيعي والزغارير التنموية التقينا الأخ أحمد مهيوب إبراهيم علي رئيس الجمعية حيث قال: العمل الخيري عمل إنساني بحت عندما يذهب الإنسان لتأديته عليه أن يكون جاداً فيه باحثاً أولاً وأخيراً عن مرضاة الله تخيل تلك المواقف التي تستبدل فيها الدمعة بالابتسامة وأنت تسهم من خلال العمل الخيري في تقديم العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين ليس عند حدود مناسبة وإنما في كل وقت توفرت لدى الجمعية إمكانية مساعدتهم والحقيقة نحن نعمل في نطاق المساحة التي حددها النظام الأساسي للجمعية ونشاطنا مستمر على مدار العام وهناك جوانب عديدة يتم تقديمها كانت بالجوانب التنموية والمساعدات الأخرى؛ لكني هنا أتوجه برسالة للجمعيات الخيرية أقول لهم استثمار معاناة وآلام الفقراء فعل لا يحبه الله ولا رسوله دعونا نتنافس وبقوة في سبيل تخفيف معاناة وهموم المحتاجين وذلك للفوز برضا الله. وأضاف: من مهام الجمعية تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية بين أبناء الربيعي والزغارير أولاً بينما كل أمر قد نستطيع بلوغه لإسعاد الناس بهاتين المنطقتين من خلاله في مجالات العمل التنموي والخيري سيمثل بالنسبة لنا مهام مناطة بنا. النطاق يشمل قرى كثيرة كما يشمل نطاق الجمعية من قرى المنطقتين قرى واسعة وهناك قرى كثيرة بالربيعي والزغارير لكني من أجل التعريف بالمسميات التي قد تتطلبها حاجتنا لدليل سياحي للمحافظة أشير إلى عدد من هذه القرى منها الرمادة، والظهرة، والربوع والجرف، والردة، والحميراء، الروضى، الناصرة، الطيار.. الرباط.. وشعب الصد.. القلعة شعفة وهناك قرى كثيرة أخرى. مغتربونا لهم دور بالنجاح .. هل يسهم المغتربون من أبناء المنطقتين بعملكم الخيري؟ نعم إخواننا وأبناؤنا المغتربون من الربيعي والزغارير لهم إسهام كبير في العمل الخيري والتعاوني وهم بأعداد كبيرة في الخارج ونحن بالتأكيد سيكون علينا توجيه رسالتنا إليهم للمساهمة في المشاريع التنموية وكذا الأعمال الخيرية التي تصب في خدمة الفقراء من أبناء المنطقة دون نسيان الدور الطيب الذي يقوم به أبناء المنطقتين الموجودين في الداخل تجاه الجمعية وخدماتها وكان بودي أن أشير إلى أسماء عديدة لها دور كبير في نجاح عملنا لكن أقول أسماؤكم في قلوب الجميع فبالشكر والعرفان نبادلكم مواقفكم الداعمة للجمعية وأنشطتها. وأضاف: الفشل والفوضى التي تتسبب بسقوط الجمعيات تحييد لجنة الرقابة وحصرها في حدود معاينتها للتقرير السنوي نحن هنا استفدنا من أخطاء غيرنا لذلك لجنة الرقابة ملزمة معنا بحضورها كل اجتماعات الهيئة الإدارية ومراجعة كافة التقارير الشهرية والدورية الصادرة وتقديم ملاحظاتها عليها وهي جزء مهم من النجاح. وحول سؤالي: هل من قيود إدارية ومالية على عملكم؟ هناك نظام أساسي وفيه وضعت قيود جيدة كان للجوانب الإدارية أو المالية من حيث ما تقدمه الجمعية للفقراء هناك أخصائي اجتماعي للبحث عن الحالات المستحقة فعلاً لمساعدات الجمعية كما هو الأمر في الجوانب الأخرى كانت صحية، تربوية، تنموية لكل قطاع مسئولياته وضوابطه وفي الجانب المالي هناك رئيس ومسئول مالي وصندوق وهم معنيون بالجانب المالي، لكنهم لا يصرفون أي مبلغ لأي بند من خدمات الجمعية إلا بعد إقراره من الهيئة الإدارية. وعن أعمالهم المستقبلية: لدينا ما نقوم به في المستقبل القريب منها التدخل في تشغيل المولدات الخاصة بالمتبرع بها للمنطقة وبناء غرفة مع الهنجر والربط للأسلاك لإيصالها إلى الأهالي في بعض القرى بحسب القدرة الاستيعابية وقد قمنا الآن في معالجة بعض المرضى، وكذا توزيع نوع من الملابس الشتوية لبعض القرى بالفترة الأخيرة. .. هل تلتزمون بالفترة الانتخابية؟ عندما يكون هناك نظام ولوائح ونلتزم به بشكل صحيح فإننا سنستمر وسنحقق النجاح كان من حيث أعمالنا أو مواعيد الدورات الانتخابية ونحن ملتزمون بالانتخابات الثانية وموعدها الذي يأتي بعد انقضاء عامين على الفترة الأولى فهناك جمعيات سبقتنا في المنطقة منها من لا تزال مستمرة وأخرى تعثرت وانتهت نحن كنا من البداية للجميع وإن شاء الله تكون جمعيتنا أكثر استمرارية ونجاح انشطتها بدعمكم الإعلامي ومواقف الخيرين من أبناء المنطقتين في الوطن وخارجه.