منذ سنوات مضت ووسائل الإعلام المختلفة تحمل في إرسالياتها اليومية حكاية عن أخطاء.. طبية تتكرر هنا أو هناك في مواقع الاستشفاء كانت حكومية أو خاصة، وبالرغم من جسامة تلك الأخطاء التي تسببت بالوفيات للمرضى أو الإعاقة.. وكذا الخسائر المادية الكبيرة التي يتكبدها المرضى وأهاليهم وحتى اليوم.. فإن المؤسف هنا أننا لم نسمع أو نلمس أي إجراءات قانونية فاعلة تجاه تلك المنشآت الصحية ومرتكبي هذه الأخطاء من الجهات المعنية بها وهي هنا وزارة الصحة ونقابة الأطباء وهنا نسرد قصة أحد الضحايا الجدد بالخطأ الطبي. في 6/10/2012م تعرض المواطن أنور مهيوب إبراهيم لوعكة صحية.. كانت أسبابها الدودة الزائدة وتم إسعافه إلى أحد المستشفيات الخاصة حيث أجريت له عملية استئصال للزائدة من قبل الدكتور “ع. م. ش” ليغادر بأمر الطبيب في 8/10 إلا أنه بعد انقضاء 9 أيام من العملية استشعر بألم شديد في موضع العملية.. فعاد إلى ذات المستشفى حيث جرى الكشف عليه بالفحص والأشعة، وتم إبلاغه بأنه سليم إلا أن حالة الألم التي عادت إليه دفعته إلى اللجوء إلى طبيب آخر وهناك حدد له الطبيب بعد الفحوصات والأشعة وجود تورم دموي في مكان العملية بمساحة 97*47مم إلا أن الطبيب طلب منه العودة للطبيب الذي أجرى العملية.. ففوجئ المريض بأن الطبيب المعني بالعملية كان يعلم بالورم، منذ عودته إليه وذهب في إقناعه أن الأمر هين، وأن إزالة هذا الورم سيأتي عبر استخدام وسيلة الشفط بالحقن، وبين كل حالة شفط وأخرى كان المريض يزداد معاناة وألما.. حالة فرضت على المريض الذهاب إلى طبيب ثالث للتأكد من وضعه الصحي فكان تقريره مؤكداً على وجود التورم مع إشارته أن الورم يتجه نحو الأسفل.. لقد دفعته حالة معاناته التي افتقد معها ثقته بالطبيب اليمني إلى الإسراع نحو القاهرة بجمهورية مصر العربية ليعرض نفسه على أحد أطباء مستشفى مصر الدولي الذي قرر له عملية استئصال للورم بعد إجراءات الفحص والأشعة بينما حدد الخطأ عند إجراء عملية الدودة الزائدة والتي وقع بها الطبيب اليمني أنه لم يقم بتنظيف الدم الناتج عن الاستئصال وأكثر من ذلك الخطأ أنه لم يستخدم أنبوبا إلى خارج الجسم ليؤدي ذلك الغرض. المواطن أنور مهيوب الذي شعر بالضيم والمواقف غير المسئولة التي يمارسها كثير من الأطباء وهم يؤدون رسالتهم بالجزارة تجاه الناس دون احترام لحياتهم بالرغم من تلك الأموال التي يدفعونها بهذه المستشفيات التي لم تعد تختلف أرقامها بين الحكومية منها والخاصة.. إلا أن يرفع قضية لدى محكمة شرق تعز، ضد المدعى عليهم الطبيب والمستشفى الذي أجرى فيه العملية لتحمل دعوته كافة جوانب الوقائع والأدلة والأسانيد بالقضية مطالباً بتعويض مادي يصل إلى “12.500.000” ريال بعد أن أشار إلى أن تكاليف سفره إلى القاهرة وعلاجه بلغت عشر آلاف دولار. يقول أنور الزغروري البالغ من العمر 25عاماً المشكلة أن الأطباء في بلادنا يتجاهلون ألمنا، ففي الوقت الذي يفرضون فيه المبالغ المالية للعمليات بشكل يفوق طاقة المجتمع الذي زادت أمراضه وزادت نسبة معدلات الفقر فيه، في ظل غياب الرقابة الحكومية لهذه الجوانب هم أيضاً يسخرون من حياتنا وهم يتعاملون مع العمل الجراحي أيا كانت مستوياته بعدم مبالاة وهذا فعل تكرر حدوثه منذ سنوات هناك من فقدوا حياتهم وآخرون اصيبوا بالإعاقة المستدامة نتيجة للأخطاء الطبية مضافا إلى ذلك أن المواطن يخسر الكثير من المال الذي قد يكون قرضا أو مقابل بيع أرض بهدف الاستشفاء من مرضه وتكون النتيجة أنه يشتري الموت أو الإعاقة من هذه المستشفيات والعيب هنا ناتج عن فقدان عوامل الرقابة والمحاسبة لهذه المستشفيات كانت حكومية أو خاصة يتعرض فيها المواطن إلى مثل هذه الانتكاسات الناتجة عن الأخطاء الطبية. والحقيقة أن ما دفعني إلى رفع القضية أمام المحكمة هو حالة السخرية بحياتي التي تعرضت لها من قبل الطبيب والمستشفى عندما عدت لهم بعد 9 أيام من العملية وخروجي بأمر الطبيب حيث تم إجراء الفحوصات والأشعة على موضع العملية ومصدر الألم لكنه وبقلب بارد راح يطعن بسلامة حالتي فيما الأشعة توضح الورم الناتج عن مضاعفات العملية وأخطائها ولو أنه كشف لي الحقيقة وعمل بما هو معروف مع هذه الحالة لربما تجاوزنا أشياء كثيرة.. معاناتي الشخصية وسفري وخسارتي المادية التي تكبدتها بسفري للقاهرة، لكنه تعمد ممارسة الاستهانة بحياتي بالرغم من أني عدت إلى أطباء خارج المستشفى وجميعهم حددوا الورم بجهاز الموجات الصوتية وذهبت مرة أخرى إلى الطبيب الذي قال: إن الأمر عادي ويمكن استئصال الورم بالشفط بالحقن أي إنها سببت مزيداً من الألم في حياتي وقد أصل إلى حالة افتراش السرير بشكل دائم لهذا كان الطبيب المصري أكثر إنسانية وأفضل تشخيصا وأمانة لرسالته لذلك أجد أنه من الضرورة بل من الواجب أن أترك لقضيتي تأخذ مجراها أمام القضاء وهو صاحب ميزان العدل أولاً لتعويضي ما خسرته داخلياً وخارجياً وثانياً لتكون رسالة لكل المعنيين بالرسالة تبيح لكل حامل مشرط السخرية بها.