المؤشرات الصحية في محافظة ذمار شهدت خلال الفترة الأخيرة تحسنا غير عادي ووصلت نسب تغطية التطعيمات للأطفال والنساء إلى مستويات جيدة ..ولقد كان للدعم الهولندي دور فاعل في تحسين خدمات الصحة الإنجابية والرعاية الصحية الأولية هذا ما أكدته لنا الأستاذة. خيرية أحمد، القائم بأعمال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة ذمار وذلك في اللقاء الذي أُجري معها. تحسن ملموس كيف تقيمون أداء العمل الصحي خلال العام الماضي 2012م؟ أولاً نرحب بكم ونشكركم على اهتماماتكم بشأن القطاع الصحي بمحافظة ذمار وأما من شأن تقييم أداء القطاع الصحي بالمحافظة لدى المكتب وفروع الصحة بالمديريات خطط تنفيذية سنوية بأهداف محددة قابلة للقياس مرنه ويقيم الأداء بحسب النتائج المحققة نهاية كل عام ومؤشرات القياس لتلك النتائج تقاس دورياً بالأشهر خلال العام ويحدد مستوى التنفيذ لما خطط له والحمد لله محافظة ذمار تُعتبر من أفضل محافظات الجمهورية في هذا الجانب حيث كرمت المحافظة كأول محافظة في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية من قبل وزارة الصحة العامة والسكان وكان تقييم الأداء حسب المعايير التي وضعتها الوزارة (طاع الرعاية الصحية الأولية) كما أننا نرى أنه عام 2012م كانت المؤشرات الصحية قد تحسنت بشكل ممتاز وبحسب ما خطط له مقارنة بعام 2011م حيث وصلت التغطية التطعيمات سوى الأطفال والنساء بنسب جيدة مثلاً وصلنا بالتغطية بلقاح الشلل الخماسي والمكورات الجرعة الثالثة إلى 94 % من المستهدفين بينما كانت في عام 2011م 90 % وكذلك بقية المؤشرات الصحية لمختلف الخدمات المقدمة في المرافق الصحية في القطاع العام تحسنت عما كانت عليه في عام 2011م لكن مازال هناك بعض الانحرافات القليلة والبسيطة في بعض المؤشرات التي تم قياسها بحسب ما خطط له ولكنها قريبة جداً من الأهداف التي وضعت ولا تؤثر بشكل سلبي على الخدمات الصحية المقدمة وقد يرجع هذا الانحراف تأثر القطاع الصحي بالمحافظة بالأزمة التي حدثت لليمن في عام 2011م وإن شاء الله في الأعوام القادمة ستتحسن هذه المؤشرات كما أنوه أن القطاع الصحي بشكل عام يركز على تقديم الخدمات الوقائية وتحسينها بشكل مستمر وكذا تقديم الخدمات العلاجية في المرافق الصحية للقطاع العام بمختلف المستويات. تدريب وتأهيل هل قام مكتب الصحة بتنفيذ برامج ودورات تدريبية نوعية استهدفت العاملين في الحقل الصحي؟ وما هي هذه البرامج وكم عددها وكم استهدفت ؟ نعم هناك برامج ودورات تدريبية نوعية كان لها المردود الإيجابي في تحسين وتقديم الخدمات وكل المؤشرات الصحية التي تحسنت وارتفعت بفضل الله أولا ثم بفضل الداعمين لتلك البرامج والدورات، ثم بفضل الكادر الصحي العامل في الحقل وهناك عدة دورات نوعية في عدة مجالات نفذت خلال عام 2012م وخاصة في رفع قدرات ومهارات الكادر الصحي لخدمات الصحة الإنجابية وخدمات الرعاية الصحية الأولية وغيرها. غير متناسبة يقال إن هناك عددا من المخرجات التعليمية يتم توظيفها لا تتناسب مع متطلبات العمل الصحي، ما تعليقكم على ذلك؟ وكم عدد الموظفين في المجال الصحي بالمحافظة؟ لدينا (305) منشئة صحية في القطاع العام موزعة بين مستشفى ومركز ووحدة صحية ويشكل العجز القائم في الكادر في المرافق الصحية العاملة يقدر ب (1396) كادرا طبيا وفنيا مساعدا حسب المعايير التنظيمية لتشغيل المرافق، كما أن هذا العجز من أكبر المشاكل التي تواجهنا في القطاع الصحي وقد خصص لنا من الدرجات لهذا العام (6) درجات للبكالوريوس منها ثلاثة أطباء عموم وواحد طبيب أسنان وواحد هندسة مواد طبية وبقية الدرجات (21) درجة لدبلوم نظام ثلاث سنوات بعد الثانوية وزعت على النحو التالي: 2 دبلوم تمريض 4 فني مختبر 12 مساعد طبيب 2 صحة عامة 1 فني صيدلة أما الدرجات المخصصة لفنيي الدبلوم بعد الإعدادية (23) درجة وزعت معظمها لتوظيف قابلات المجتمع لعدد (21) درجة و (2) دبلوم تمريض. أما بقية الدرجات اعتمدت (3) درجات عاملة مساعدة أي المخصص لنا لها أم كانت (52) درجة، فما رأيك أنت!؟ إن هذا التوزيع لا يتناسب مع متطلبات العمل الصحي! هذا كلام غير معقول! فاحتياجنا كبير وفي ظل هذه الأوضاع لنا تقدم الخدمات الصحية على الشكل المطلوب حتى ولو بعد عشرين عام نظراً؛ لأن العجز وما يخصص أو يعتمد من درجات توظيف ضئيلة جدا ولا تلبي سد الاحتياج فكيف بالله عليك توظف كادرا لا يتناسب مع متطلب العمل! خاصة وأن العجز الأكبر في المرافق الصحية القائمة يتمثل في الأطباء والممرضين ومساعدي الأطباء والقابلات وغيرها من الكوادر الفنية المساعدة الأخرى، ونحن بدورنا نعمل بكل جهد وبكل قوانا لتوفير الخدمات الصحية بما يلبي احتياج المجتمع بما هو متاح لنا فلا مجال للتلاعب في هذا الخصوص، كما أن الاحتياج للكوادر الطبية والفنية المساعدة تتزايد يوم بعد يوم؛ لأن هناك منشآت صحية جديدة جاهزة وقيد الإنشاء وكلها بحاجة إلى الكوادر، كما أن نسبة النمو في السكان كبير بشكل مخيف وبحاجة إلى تخطيط مستقبلي لتوفير احتياجات المجتمع من الخدمات خلال الأعوام القادمة، وهذا يمثل تحديا كبيرا وصعبا تحقيقه بالشكل المطلوب. برنامج الصحة الإنجابية هناك ما يعرف في المحافظة ببرنامج الصحة الإنجابية .. ما مدى إسهام هذا البرنامج في تحسين الأداء الصحي، وتقديم الخدمات الصحية في هذا المجال؟ من خلالكم نشكر الإخوة الأصدقاء في الجانب الهولندي الداعم للمحافظة طوال ثلاثة عقود من الزمن وهذا الدعم يعتبر الركيزة الأساسية في تحسين الخدمات الصحية, وهذا البرنامج المدعوم من قبل الأصدقاء في الجانب الهولندي مكمل لما قدموه من دعم حيث قسم هذا الدعم علي ثلاث مكونات أساسية: تحسين خدمات الصحة الإنجابية والثاني لدعم خدمات الرعاية الصحية الأولية , والثالث مكون النظم لبقية الخدمات الأخرى من تخطيط ونظم المعلومات وغيرها و هذا الدعم ساهم إسهاماً كبيراً في رقي وتحسين الخدمات الصحية المقدمة سواء من التدريب والتأهيل أو التأثيث وكان مكملا لما تم اعتماده من القطاع الحكومي حيث مثل التكامل في تقديم الخدمات الصحية بالمحافظة والنجاح الملحوظ.. ويسرني بأن طبعاً أذكر لكم نقطة أهمها نظام المعلومات الصحي عبر الإنترنت والتي ساعدنا في اتخاذ القرار وبناء الخطط والبرامج فقد كنا نواجه مشاكل ومعوقات كبيرة سواء على صعيد جمع البيانات أو معالجة وتحليل وتلخيص هذه البيانات، لكن النظام ساعد في حل هذه المشاكل والخروج بمؤشرات ومعلومات تفيد في الوقت المناسب وكذلك اتخاذ قرارات سليمة وإيجابية حيث يعمل النظام على ربط فروع مكاتب الصحة بالمديريات بمكتب الصحة في المحافظة عبر الإنترنت إما على مستوى المديرية أو على مستوى المرافق بسهولة وسرعة من أي مكان وفي أي وقت مسموح به بالإضافة إلى انه يساعد في اتخاذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب اعتماداً على التحاليل الدقيقة التي يوفرها النظام بكافة البيانات المطلوبة. حملات التحصين ما مدى حجم نجاح حملات التحصين بالمحافظة؟ وهل هناك استجابة وتفاعل من قبل المواطنين لتحصين أبنائهم؟ الحمد لله, مؤشرات التغطية لجميع حملات التحصين ممتازة خلال العام المنصرم حيث وصلت نسبة التغطية في الحملة ضد مرض شلل الأطفال الجولة الأولي يناير 2012م للأطفال ما دون سن الخامسة( 102 % ) من المستهدف, والحملة الوطنية ضد مرض الحصبة والشلل وإعطاء فيتامين ( أ ) في مارس 2012م نسبة التغطية بلقاح الشلل 97 % ونسبة التغطية بلقاح الحصبة 121 % وإعطاء الفيتامين ( أ ) 92 % في الحملة الوطنية ضد مرض شلل الأطفال دون سن الخامسة الجولة الثانية يونيو 2012م ووصلت نسبة التغطية( 104 %) وكل هذا النجاح يرجع بفضل الله أولاً، ثم بفضل العاملين بالحقل الصحي من فنيين ومتطوعين وكما لا ننسى جهود الشركاء السياسي مثل السلطة المحلية والأوقاف والتربية والإعلام عبر القنوات المختلفة. ومن خلالكم نشكر كل من شارك وعمل في الميدان ووصل إلى جميع الفئات المستهدفة. الأدوية المهربة انتشرت في الآونة الأخيرة بيع الأدوية المهربة التي تؤثر على صحة المجتمع إلى جانب ما تقوم به بعض المستشفيات الخاصة من رفع تكاليف الفاتورة العلاجية في ظل الظروف المعيشية الصعبة والتي يعيشها المواطن فما هي الإجراءات التي قام بها المكتب من ضبط ومتابعة على ضوء القوانين النافذة؟ بخصوص الأدوية المهربة هذه مشكلة وطنية وغياب الرقابة والحماية للمنافذ لدخول واستمرار التهريب لكننا في محافظة ذمار قمنا وكنا السباقين على جميع محافظات الجمهورية وخلال العام 2012 قمنا بحملة شاملة لجميع مديريات المحافظة، حملة تفتيش وضبط مخالفات شملت جميع الصيدليات والمنشآت الطبية تكللت بالنجاح، وتم ذلك بتفعيل اللوائح والقوانين المنظمة لذلك وتم ضبط أكثر من (170) مخالفة صيدلانية وأكثر من (17 ) مخالفة للمنشآت الطبية الخاصة وتم تغريم المخالفين وإحالة عدد ( 15 ) إلى القضاء للفصل في مخافتهم .. ونحن في صدد تنفيذ حملة مماثلة في النصف الأول للعام 2013م. ومن هنا وعبر صحيفتكم نوجه إشهار للمواطنين بعدم شراء دواء غير معروف المصدر وضرورة أن يتأكدوا بأنه مرخص برقم ترخيص وباسم الوكيل المعتمد في وزارة الصحة وعليه التسعيرة المحددة من قبل الوزارة .. مع إبلاغ الوزارة ومكتب الصحة عن أي مخالفة أو تلاعب بالأسعار الدوائية، ونحن بدورنا نقوم بتنفيذ القوانين التي من هذه الظاهرة وبتعاون الجميع ... لتصحيح ومكافحة مثل هذه الظواهر التي تضر بأرواح الناس .. وبخصوص أسعار الخدمات الطبية في المستشفيات الخاصة بأننا نهيب بأصحاب هذه المنشآت بالرحمة والنظر إلى حالة الناس ونقول لهم عليكم دائرة القانون ونحن شركاء في خدمة المواطن ورقابتنا سوف تكون حازمة ونحن ملزمون بوضع أسعار خدماتهم أمام الموطنين، بما يتوافق ونوعية وجودة الخدمة. احتياجات ما الذي يتطلبه العمل الصحي من احتياجات في المحافظة؟ وهل يتناسب مع المخصصات المالية المعتمدة للقطاع الصحي في المحافظة؟ ما يتطلبه العمل الصحي من احتياجات في المحافظة كثير ولكن نحن نسعى لبذل ما بوسعنا بذله من أجل تحسين الخدمة الصحية، ونحن في إطار المراحل الأولى لتنفيذ الجودة الخدمية الصحية وهذا يحتاج إلى كادر ونفقات أكبر وأهم ما يتطلب توظيف الكادر العامل لدينا بدون مقابل وتوظيف الكادر التخصصي والمخرجات غير ملبية لبعض التخصصات رغم وجود تخصصات من أبناء المحافظة وهم يخدمون خارجها، وذلك لظروف كثيرة ونحتاج إلى استراتيجية وطنية توافقية بين المحافظة والوزارة في معالجة هذه التخصصات. أما المخصصات المالية (نفقات التشغيل) فهي ضعيفة جداً لا تلبي أساسيات المرافق. طموحات ما هي الخطط الطموحة والتي وضعها المكتب من أجل الارتقاء بالعمل الصحي في المحافظة? وضع المكتب الخطة الخمسية الرابعة 2011 – 2015م والتي تم إعدادها وتقسم نشاطاتها على الخمس السنوات وقد مرت عليها العام الثالث منها وهى طموحة جداً وكل ما وضع فيها قريب جداً من الواقع ويتناسب مع النمو السكاني الكبير والمتزايد وقد ضمت ضمن خطة العامة لوزارة الصحة, ونأمل من قيادة الوزارة تلبية الاحتياجات التي وضعت فيها والترويج لها لتوفير الدعم اللازم من الناتج المحلي أو الدعم الأجنبي ولدي في المكتب الخطط السنوية الصحية الشاملة التي تنفذ كل عام, وكما أن المكتب يقوم بالتقييم السنوي لمدى الإنجاز السنوي من الخطط بالمكتب وفروعه الصحية بالمديريات, حيث توضع الخطط بأهداف موجهة وضعتها وزارة الصحة والكفيلة في المساهمة بتحقيق الأساسيات والاستراتيجيات الصحية إن شاء الله تعالى.