أراد رجل أن يبيع بيته, فذهب إلى أحد أصدقائه وهو رجل أعمال، وعنده خبرة في التسويق وطلب منه أن يساعده في كتابة إعلان لبيع البيت, وكان الخبير يعرف البيت جيداً فكتب وصفاً له أشاد فيه بالموقع المتميز والمساحة الكبيرة ووصف التصميم الهندسي الرائع, ثم تحدث عن الحديقة وحمام السباحة و...و.... وقرأ كلمات الإعلان على صاحب المنزل الذي أصغى إليه باهتمام شديد وقال: أرجوك أعد قراءة الإعلان مرة أخرى, وحين أعاد الكاتب القراءة, صاح الرجل: يا له من بيت رائع, لقد ظللت طول عمري أحلم باقتناء مثل هذا البيت، و لم أكن أعلم أنني أعيش فيه إلى أن سمعتك تصفه, ثم ابتسم قائلاً: من فضلك لا تنشر الإعلان فبيتي غير معروض للبيع. هذا حال الكثير منا، فنحن غالباً ما نغفل عن قيمة أشياء كثيرة في حياتنا، و لا نعطيها ما يستحقها من الاهتمام.. فهناك من يجهل قيمة نفسه فيبيعها رخيصة للإحباط و اليأس و الفشل, فتجده دائماً ما يلوم نفسه و يلوم الظروف، و يتمنى أن يتغير كل شيء, ونسي أن التغيير يبدأ من الداخل “من داخل نفسه” و أن له قدرات جبارة و ملكات و مهارات لو استغلها الاستغلال الأمثل لتغيرت حياته للأفضل.. وهناك من ينظر إلى عمله بنظارة سوداء فلا يرى إلا المساوئ و المشاكل, ولذلك تجده لا يبدع, ودائماً ما يفكر أو يتمنى أن يغير عمله, و لو تأمل قليلاً لأدرك أن بإمكانه أن يجعل عمله مليئاً بالنجاح والسعادة والطموح.. ومنا أيضاً من لا يعرف قيمة شريك حياته, فينظر إليه بأنه أصبح لا يفهمه، وأنه يزيد الهموم والمشاكل عليه, ولا يقف بجانبه وأنه.....و.. في كل شئون حياتك, قف مع نفسك, واخلع نظارتك السوداء, وتعرف على قيمة الأشياء والأشخاص من حولك, وكن موضوعياً, ستجد فعلاً أن هنالك أشياء كثيرة جميلة ورائعة وذات قيمة عظيمة, وتستحق منك ألا تتخلى عنها. * باحث ومدرب في الإدارة و التنمية البشرية مستشار التدريب في ديوان عام محافظة إب [email protected]