أجمع عديد طلاب الثانوية العامة (القسم العلمي) في أمانة العاصمة، على أن أسئلة اختبار مادة الكيمياء، الاثنين الماضي، معقدة جداً وعلى غير العادة، فيما أضاف أخرون إلى ذلك أسئلة مادتي الفيزياء واللغة الإنجليزية.. يقول الطالب الزبير أحمد الدبعي – احد طلاب ثانوية الكويت ويؤدي اختباراته في مركز ابن ماجد بأمانة العاصمة: “اختبارات الأسبوع الماضي، جمعت بين المتوسط والصعب والمعقد، بالنسبة لي كانت أسئلة مادة الفيزياء متوسطة، فالصعوبة هنا برزت في المسائل، وعموما هو اختبار للأذكياء، ففي حال عدم تركيز الطالب على الأسئلة لن يستطع الإجابة، شخصيا اقدر درجتي في الفيزياء ما بين 80 – 82 بالمائة”. ويؤكد الدبعي، وهو احد الطلاب المتفوقين كما يصفه زملائه، أن أسئلة مادة الكيمياء هذا العام معقدة بشكل رهيب جدا، تحديدا ما يتعلق بالمعادلات والتعليلات وبعض الألفاظ وغيرها، وهو ما يشكو منه غالبية الطلاب، حد قوله. وأضاف الدبعي: “وردت ضمن أسئلة الاختبار في الكيمياء العضوية والكيمياء الحرارية مصطلحات لم تمر علينا خلال فترة دراستنا في الثالث الثانوي، منها على سبيل المثال، اكتب التركيب البنائي للمركبات التالي: (امينواسيتات الصوديوم، الجيلسرول)، صحيح أننا درسناها في ثاني الثانوي ولكن لم نضع بالحسبان أنها ستواجهنا في اختبار هذا العام”. ومع ذلك يؤكد الدبعي أن أسئلة مادة اللغة الإنجليزية كانت جيدة وسهلة للطالب المذاكر، متمنيا سهولة أسئلة بقية المواد، واستمرار الهدوء في قاعات الاختبار. تتطلب فهم واسع يوافقه جانباً من الرأي، الطالب سعيد عبدالسلام: “كنا متفائلين باختبار سهل في مادة الكيمياء، لكننا تفاجأنا من الأسئلة، معظمها صعب جدا، ورغم إنني أجبت بشكل جيد في مادة الفيزياء، لكنني غير راضي عنها”. وأشار عبدالسلام، الذي يؤدي اختباراته في مركز سيف بأمانة العاصمة، إلى أن أسئلة اختبار اللغة الإنجليزية، الأربعاء الماضي، مكثفة وتختلف كبقية المواد عن أسئلة اختبارات الأعوام الماضية، موضحا أنها تتطلب فهم واسع من الطالب، وهو ما يفتقره غالبية الطلاب، بما فيهم المتميزون، لتركيزهم على ما ورد في المنهج الدراسي فقط، حد تعبيره. سعيد عبدالسلام، يؤكد أيضاً عدم وجود عدالة في توزيع الأسئلة بين النماذج الأربعة، في معظم المواد، مطالبا بضرورة إعادة النظر عند وضع أسئلة الاختبارات، “حد علمنا أن الموجهين هم من يضعون الأسئلة حاليا، دون معرفة بما يتلقاه الطالب من المعلم أثناء العام الدراسي، لذلك يفترض تكليف المعلمين للقيام بالمهمة”. (أسئلة مربوشة) لا يختلف الحال بالنسبة للطالب صلاح قاسم نعمان، الذي يؤدي اختباراته في مركز الزبيري بأمانة العاصمة، عن زميله سعيد. يقول صلاح نعمان: “رغم أنني بذلت جهد كبير في المذاكرة طوال العام الدراسي، لكنني صدمتُ بأسئلة مواد الكيمياء والفيزياء واللغة الإنجليزية، كانت صعبة جدا بالنسبة لي، ولكثير من زملائي، بعكس الأسبوع الأول من الاختبارات باستثناء بعض الصعوبات في أسئلة التكامل والتفاضل”. يضيف نعمان: “صعوبة أسئلة الكيمياء تركزت اكثر في الوحدة الرابعة (الكيمياء العضوية)، أما أسئلة اختبار اللغة الإنجليزية فكانت الأصعب مقارنة بالأعوام الماضية، حيث تغيرت صيغة الأسئلة كثيراً، بمعنى أخر (أسئلة ملخبطة أو مربوشة)”. وفوق ذلك قال صلاح نعمان: “صحيح أنني أجبت عن جميع أسئلة اللغة الإنجليزية تقريباً، في المقابل لست متأكدا أن إجاباتي صحيحة أم خاطئة”. محافظة صنعاء والغش ووفقاً لتربويين ومراقبين، تشهد غالبية المراكز الامتحانية، إن لم تكن جميعها، في محافظة صنعاء، عمليات غش منظم، على مرأى ومسمع من الجميع، بما فيهم مكتب التربية بالمحافظة. وقالت مصادر مطلعة وموثوقة أنه نادرا ما تجد مراكزا امتحانياً في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، لا يسمح فيه بالغش، ما يعني أن جميع المراكز تسودها هذه الظاهرة الخطيرة، وبموافقة رؤساء المراكز أو بالقوة أحياناً. وأضافت ذات المصادر: “اختبارات الشهادة الثانوية في بني مطر تحديدا وعموم محافظة صنعاء موسم خصب لجمع المال الحرام، فمعظم المراقبون في قاعات الاختبارات يجمعون مبالغ مالية من الطلاب مقابل السماح لهم بالغش، بشتى الطرق والوسائل، ويجني كل مراقب على الأقل ما بين 5 – 10 آلاف ريال في اليوم، ومن يرفض من المراقبين جمع المال يتم الاعتداء عليه أو تهديده، ومن ثم الغش رغما عنه”. وأوضحت أن ما يؤكد صحة ذلك هو رفض المعلمون المتميزون العمل كمراقبين على الاختبارات في هذه الفترة.. وأرجعت ذات المصادر أبرز أسباب ظاهرة الغش المتفاقمة في هذه المحافظة، إلى خلل في العملية التعليمية وعدم سيرها بالشكل المطلوب طوال العام الدراسي، ونقص المعلمين أثناء العام الدراسي، وغياب الوعي لدى الأسر والطلاب بأهمية التعليم، فضلا عن ضآلة المخصصات المالية للملاحظين على الاختبارات العامة، وغياب مبدأ المحاسبة والمراقبة، تضيف: “معظم الطلاب يلتحقون بالتعليم في سن متأخر، بصيغة أخرى تجد الطالب في الصف الثالث الثانوي، وفي نفس الوقت هو عسكري في الجيش، لذلك لا يحضر إلى المدرسة طوال العام الدراسي، وبالتالي لا خيار أمامه أثناء الاختبارات سوى الغش”. متنوعة وشاملة وغلب عليها أسئلة الذكاء وفي سياق متصل قالت رئيسة المركز الامتحاني بمدرسة السيدة زينب في أمانة العاصمة، لطيفة الغيثي: “أسئلة اختبارات الثانوية العامة القسم العلمي كانت متنوعة وشاملة في معظم المواد حتى الآن، وهو ما تؤكده أيضاً الطالبات في المركز، رغم أن أسئلة الذكاء كانت الغالب، ولم تعتمد الاختبارات على أسئلة مباشرة إلا نادرا”. وتؤكد لطيفة شكاوى طالبات الثانوية من أسئلة اختبار مادة الكيمياء، تضيف: “ثلاثة نماذج من اختبار الكيمياء كانت متوسطة، والنموذج الرابع فيه نوع من الصعوبة، لذلك بعض الطالبات لم يستطعن الإجابة بشكل جيد”. وأشارت لطيفة الغيثي إلى أن فكرة توزيع أسئلة الاختبارات إلى أربعة نماذج هذا العام، حد من ظاهرة الغش الشفوي (انتقال الإجابات بين الطلاب من خلال الكلام) بشكل كبير جدا، “ومع ذلك لم يتم توزيع الأسئلة بالشكل الأمثل بين النماذج الأربعة، على الأقل في مادة الكيمياء”. ووفقا للجنة العليا للامتحانات، تم هذا العام رفع المخصصات المالية للملاحظين بنسبة 100 بالمائة، غير أنها بنظر مستحقيها لازالت ضئيلة وغير مناسبة. تقول لطيفة الغيثي: “إجمالي ما يتحصل عليه الملاحظ في اختبارات الثانوية من وزارة التربية والتعليم وأمانة العاصمة مبلغ 810 ريال مقابل ثلاث ساعات عمل يوميا، وهذا المبلغ تعتبره الوزارة دعم تنقلات، وهو غير مناسب وكنا نتوقع مبلغا أكبر”.