عندما أصبحت شخصية جحا منتشرة في العالم الإسلامي. ودخلت كمكوّن في أدبه الفكاهي، واكب ذلك امتزاج الأجناس العربية والفارسية والتركية تحت مظلة الإسلام، وحدث احتكاك أكيد وتبادل معرفي بين الأعراق الثلاثة، وتم تداول الثقافات الشعبية بينها. لذلك لم يكن غريباً أن تنتشر شخصية جحا بين الأقطار الإسلامية المختلفة باعتباره رمزاً للفكاهة والحكايات المسلية المبطنة بالحكمة، لذلك دخل جحا كل بيت دخلته الثقافة الإسلامية، وكما طوعت بلدان كثيرة الثقافة العربية الإسلامية على حسب مزاجها وشخصيتها، كذلك حدث مع جحا فكل بلد يمثل جحا في الإطار الذي يراه، فتعددت النماذج الجحوية، إلا أن أشهرها بعد نموذج جحا العربي كان جحا التركي نصر الدين. من نوادره: هل كان رأسه معه؟ توجه جحا مع أحد أصحابه إلى الصيد فرأيا دباً وطمعا في فروته، فركضا وراءه إلى أن دخل تحت جحر، فأدخل الرجل رأسه كي يعرف مكان وجوده ويمسكه، فقطع الدب رأسه، وجحا واقف بجانبه أكثر من ساعة، رأى أن رفيقه لا يطلع. فسحبه إلى الخارج وشاهده من دون رأس. فقال في نفسه: هل كان معه رأس أم لا؟ ولما عاد إلى البلد، سأل زوجة صديقه: اليوم حين خرج زوجك معي.. هل كان رأسه معه؟.