Fuad Alsalahi في لقاءات متلفزة أظهر بعض المصريين ضيقاً من حالة الطوارئ وما ترتب عليها من إغلاق المحلات وعدم التواجد في الشوارع بعد السابعة مساءً وآخرين رحبوا بالأمر واعتبروه جيداً ..أتصوّر أن هذا الأمر -الطوارئ بما يتضمنه من تقييد حرية الأفراد _ نحن في اليمن أحوج ما نكون إليه فنحن نحتاج الى طوارئ لمدة عام كامل ليس لأن الشارع منفلت والمسلحين جهاراً نهاراً واستخدام السلاح داخل المدن وقطع الطرق أصبح ظاهرة يومية بل لهدف تربوي وآخر يندرج في الثقافة السياسية وهو الأمر الذي استهدفته حالة الطوارئ في مصر -ولو بشكل غير مباشر- من خلال تربية المصريين وإعادة فرض احترامهم للدولة فخلال العامين الماضيين أصبحت الفوضى سمة في كل المدن خاصة القاهرة ..ونحن في اليمن نحتاج إلى حالة الطوارئ بشرط أن تفرض الدولة حضورها الوطني من خلال كل مؤسساتها المدنية والعسكرية وأن يكون للجيش والشرطة دور وطني دون ارتباطات جهوية أو حزبية وهنا ينضبط الشارع لمدة عام في الخروج من بيوتهم والعودة إليها ناهيك عن الالتزام بنظام العمل الرسمي ومواعيده وبمراقبة شديدة ..وهنا يكون الالتزام بحالة الطوارئ يعني التزاماً بإعادة احترام الدولة وقوانينها وضوابطها، وهنا نعيد غرس فكرة الدولة ومفهومها في وعي المواطنين عامة والقبائل خاصة..وللعلم لابد وان يتضمن المقترح منا منع استخدام الأسلحة بل وحملها نهائياً لأيّ كان والأفضل أن يرافق هذا الأمر تحديد عدد الحراسات لكل وزير بسائق وحارس ورئيس الوزراء بخمسة من عناصر الحراسة ومثله لرئيس مجلس النواب والشورى وأن من يسمون أنفسهم مشائخ لا يزيد عدد المرفقين على ثلاثة مرافقين ولابد أن يكون جميعهم معلومين للداخلية بصورهم وملفاتهم ونوع السلاح المحمول لديهم والإقرار ممن يريدون مرافقين بعدم استخدام السلاح إلا للدفاع فقط -مش أي واحد يمر بعربيته جوار شيخ أو يسبقه في المرور يتم قنصه برصاصات المرافقين -ويتم فرض مراقبة جوية على الطرق بين المدن على مدار الساعة وكذلك داخل المدن إضافة إلى الشرطة الراجلة وباستخدام عربيات الشرطة التي تجول داخل المدن باستمرار وهنا يتربى المواطن اليمني على احترام الأوامر الحكومية وقواعدها الأمنية واحترام الالتزام بالخروج وفق مسار زمني محدد وخلال عام يتم فرض هذا الأمر بقوة ودون تراخٍ أو كسل وهنا سيتخلق وعي سياسي جديد بأهمية الدولة واحترام قوانينها وأهمية مساواة الأفراد بخضوعهم لنفس السلوك السياسي والضوابط القانونية ولا أجد زمراً آخر يمكن إعادة الاعتبار للدولة واحترام القانون وهنا لابد من خلق نفس الاحترام للدولة وقوانينها من العسكر أنفسهم ومن أفراد الشرطة للدولة ذاتها وللقوانين ومنها انضباطهم سلوكياً وفق تنفيذ مهامهم دون الخروج عن القانون والضوابط السلوكية للعسكري وأمره المحددة وأن يُعاد العمل بضوابط كانت محل تقدير قبل ثلاثين عاماً بعدم خروج العسكر والضباط والشرطة في إجازاتهم الأسبوعية وغيرها وهم يحملون الأسلحة الميري ..أعلم أن هذا الأمر ليس من الثقافة المدنية التي ندعو إليها لكن واقع اليمن لايزال بعيداً جداً عن المدنية وعن الدولة ونحن بهذا الاقتراح نقربه من الالتزام بالضوابط والقوانين ومن احترام الدولة كمرحلة أولى ثم ستأتي الدولة المدنية لتكمل مسارها عبر مؤسساتها الثقافية والمدنية الأخرى ..(هذا اقتراح قابل للنقاش).